تنظم الحكومة المصرية “المؤتمر الاقتصادي مصر 2022” والذي بدأت فعالياته أمس الأحد، تحت شعار “خارطة طريق للاقتصاد أكثر تنافسية”، سعياً إلى التوافق على خارطة طريق اقتصادية لمصر خلال الفترة المقبلة في ظل التحديات التي تواجهها.
كالعادة، جاءت الكلمة الافتتاحية لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مثيرة للجدل، حيث وجه خطابه إلى الشعب المصري قائلاً ” هو أنا وعدتكم بحاجة .. لاء .. هو أنا قولتلكم الدنيا هتبقي جميلة لاء” ما اعتبره البعض تنصلاً من المسؤولية التي تقع على عاتقه، وهرباً من المسائلة لما وصلت به الدولة التي أصبحت في عهده مثقلة بالديون.
لكن البعض ذهب إلى ما هو أهم متجاوزاً قول السيسي وهو الجدوى من المؤتمر الذي يعقد في فندق “الماسة” أحد أفخم فنادق القوات المسلحة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي كلفت مصر مليارات الدولارات.
تساءل بعض الناشطين عن جدوى ذلك المؤتمر في ظل الإرادة المسلوبة من الحكومة المصرية التي راحت تمد يدها بحثاً عن السيولة من أجل سداد أقساط الديون المتراكمة، فهل يبقى للحوار قيمة بعد ذلك؟! وإذا كان الأمر ليس منه أي جدوى فلماذا أقامه السيسي حينئذ وقام باستدعاء القوى الوطنية للمشاركة؟!.
إرادة مسلوبة.. ولا للمعارضة
تسعى الحكومة المصرية للاقتراض من صندوق النقد الدولي للمرة الثالثة خلال السنوات الأربع الأخيرة، ومن أجل ذلك تريد الإدارة المصرية أن تثبت للصندوق أنها ستلتزم بالسياسات الصارمة التي يفرضها.
ولذلك فإن أي مقترحات ستطرح في ذلك المؤتمر تتعارض مع سياسات الصندوق سيتم رفضها جملة وتفصيلاً، كما أنه مع بدء المؤتمر لوحظ غياب كبير للمعارضة رغم أن الدعوات له أعلنت عن حضور مئات الاقتصاديين علاوة عن الأحزاب المصرية جميعها إلا أنه مع بدء الفعاليات تم حضور رجال الأعمال والأحزاب والشخصيات المؤيدة للسيسي فقط.
أرجع بعض الخبراء عدم حضور المعارضة إلى أن تلك المقترحات التي ستتم من خلال المؤتمر تم الاتفاق عليها مسبقاً بين السيسي ومؤيديه لذلك تم استبعاد الأحزاب التي قد تعترض عليها أو حتى ممن سيكون لها آراء مغايرة عن أفكار قائد الانقلاب.
لكن البعض أرجعها إلى أن تلك السياسات الإقتصادية هي سياسات صندوق النقد الدولي وأن السيسي يخشى أن يتخذها بشكل إداري في ظل احتدام داخلي ودعوات بالتظاهر ضده يوم 11 نوفمبر القادم والذي بدى قائد الانقلاب مرتبكاً بسببها، لذلك أراد أن يظهر تلك القرارات التي ستؤثر على المواطن بأنها مجرد اقتراحات لاقتصاديين للخروج من الأزمة.
جدوى المؤتمر
في واقع الأمر يظهر جلياً أن المؤتمر لا جدوى منه وعلى ما يبدو أن القرارات الاقتصادية التي ستصدر من خلاله قد رتبت من قبل وتم عزل المعارضة كي تسير الأمور كما يريدها قائد الانقلاب.
لكنه أراد أن يستمد منه “شو دعائي” وأن يجعله وسيلة للهروب من المسائلة في ظل الخوف الذي ينمو بداخله من غضب المصريين متعللاً “لم أعدكم بشيء”، والآن مع القرارات الصعبة التي سيتخذها بحق المصريين سيقول أنها ليست قراراته.
من جهة أخرى، وجد السيسي ذلك المؤتمر فرصة لمحاولة تهدئة الشارع الذي يغلي بعدما تسبب في تدهور الاقتصاد وتراكمت الأزمات على عاتق المصريين بسببه.
الخلاصة أن السيسي يشعر بالغضب الذي يؤجج الشارع المصري وأراد أن يتخذ من المؤتمر فرصة للهروب من المسؤولية ويستطيع أن يمرر قرارات جديدة أكثر تقشفية عن طريق فعاليات المؤتمر الزائفة، فأصبح كالغريق الذي لا يجد طوق نجاة.
اقرأ أيضاً : العاصمة الإدارية الجديدة.. سد السيسي المنيع أمام نهب أموال المصريين!
اضف تعليقا