قال الناشط السياسي المصري “عباس قباري”، إن جماعة الإخوان بصدد إعادة تموضع على الساحة السياسية، تجنبا للاحتقان القائم، وحالة الحرب التي تشن ضدها.
وأكد “قباري” في مقال نشره موقع “الجزيرة”، على أن الجماعة لن تتنافس وفق إطار تنافسي حزبي ضيق، بل ستكتفي بممارسة السياسة في إطارها العام كرافعة اجتماعية وأداة ضغط سياسي تختار من الأحزاب الموجودة من تدعمه ومن الرؤى المطروحة ما يتفق مع ما تحمل.
وأضاف: “في جانب من ذلك تقوم الجماعة بتقليل الاحتقانات التي طالما صاحبت التنافس لتنطلق لمساحة أرحب في خدمة الفكرة وتفعيل الجميع في خدمتها”، مشيرا إلى أن الجماعة تحظى بكتلة تصويتية معتبرة تستطيع ترجيح كفة أي تحرك سياسي.
وشدد “قباري”، على أن الجماعة لن تتحول بذلك إلى “مقاولي أنفار” بقدر ما ستتحول لأداة ضغط وترجيح في الحياة السياسية من دون حرب تشن على الجميع بسببها.
وتحت عنوان “هل انسحب الإخوان طوعا من الحياة السياسية؟”، أجاب: “الاجابة حصراً لا لن يحدث، ما طرحناه هو تصويب أخطاء تلك الممارسة واختيار إطار أوسع عابر للأحزاب قد تتمتع فيه جماعة الاخوان بمساحة أرحب للممارسة والعمل في إطار تعاون مع مفردات الأمة وليس منافستها”.
وقبل أيام، أعلنت الجماعة عن تبنيها توجها جديدا للفترة المقبلة، وذلك على خلفية ما وصفته بـ”الواقع الجديد” بعد وفاة الرئيس الأسبق “محمد مرسي”، الشهر الماضي.
وأضافت أن “جماعة الإخوان المسلمين تقف الآن على التفريق بين العمل السياسي العام وبين المنافسة الحزبية الضيقة على السلطة، ونؤمن بأن مساحة العمل السياسي العام على القضايا الوطنية والحقوق العامة للشعب المصري، والقيم الوطنية العامة وقضايا الأمة الكلية، هي مساحة أرحب للجماعة من العمل الحزبي الضيق والمنافسة على السلطة”.
وأكدت الجماعة دعمها لـ”كل الفصائل الوطنية التي تتقاطع مع رؤيتنا في نهضة هذا الوطن في تجاربها الحزبية، ونسمح لأعضاء الإخوان المسلمين والمتخصصين والعلماء من أبنائها بالانخراط في العمل السياسي من خلال الانتشار مع الأحزاب والحركات التي تتقاطع معنا في رؤيتنا لنهضة هذه الأمة”.
ويعد ذلك أول إعلان رسمي من الجماعة بهذا المضمون منذ خروجها من السلطة إثر انقلاب عسكري نفذه الجيش المصري في يوليو/تموز عام 2013.
اضف تعليقا