رصدت المجلة الفرنسية “فرانس انفو” حالة السخط التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية بث المقاول المصري محمد علي مقطع فيديو جريء يتهم خلاله الرئيس المصري والمؤسسة العسكرية بالفساد، إذ أن مصر المخنوقة بقبضة المارشال عبد الفتاح السيسي الحديدية ومؤسسته العسكرية –بحسب وصف المجلة- لم يعد فيها مكان للتعبير عن الغضب سوى هذه المنصات الإلكترونية.
ترك محمد علي -البالغ من العمر 45 عامًا- مصر بعد فشله في الحصول على أمواله التي خسرها وتعويض الفوائد المستحقة عليه بسبب توسُّعه في العمل مع الجيش بمشاريع فاشلة اقتصاديًا، وأعلن في أبريل 2019 إحياء شركته “أملاك العقارية للمقاولات” في برشلونة بإسبانيا.
الجيش يهدر أموال المصريين
في مقاطع الفيديو التي ذاع صيتها، يحكي محمد على أن المؤسسة العسكرية تحملت مبلغ 110 مليون يورو من أجل بناء فندق لشركة عسكرية في ضواحي القاهرة، و12 مليون يورو لإقامة مصيف للرئيس عبد الفتاح السيسي على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الإسكندرية.
يتهم محمد علي شركات الجيش احتكار مشاريع الدولة الكبرى التي من شأنها جلب الأموال إلى خزائن الدولة، وتحدث عن مشروع توسيع قناة السويس التي صرفت عليه الدولة أموال طائلة دون جدوى، وقال “علي” إن الإنفاق الضخم أيضًا لا يتوقف عند هذا الحد فقط، بل تتمتع به كل حاشية الرئيس السيسي.
على المصريين التقشف
يعلق محمد علي خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي المزدوج الذي يدعي في جميع خطاباته الحفاظ على أموال الدولة وضيق الامكانيات بحجة “إننا فقرا أوي”، ويوجه سؤال مباشر “أنت بتقول إننا فقراء ويجب أن نكون جائعين لبناء البلد، لكن هل أنت جائع عندما ترمي المليارات من النافذة ويتقاضى رجالك الملايين؟”.
يتحمل المصريون تدابير تقشفية قاسية للغاية منذ إحكام المارشال السيسي قبضته على السلطة في عام 2013، إذ ارتفعت الأسعار بشكل مطرد منذ انخفاض قيمة الجنيه المصري في عام 2016 بسبب تعويم قيمة الجنيه المصري، فضلًا عن التخفيضات المتعددة في الإعانات التي فرضها صندوق النقد الدولي، كما أنه وفقًا للإحصاءات الصادرة في يوليو من هذا العام، يعيش ثلث المصريين تحت خط الفقر.
السلطات المصرية تتهم “علي” بالخيانة
اتهمت وسائل الإعلام المصرية -التي تخضع لسيطرة محكمة- مؤلف مقاطع الفيديو بالخيانة العظمى، كما ذهب والد محمد علي للاعتذار على شاشات التلفزيون المصري، واعتبرت أن هذه الاتهامات في الوقت الراهن لا دليل عليه.
قالت المجلة الفرنسية” إن خروج الحقائق والمعلومات حول الثراء الشخصي والفساد داخل المنظومة العسكرية، حتى لو لم تثبت، فقد خرجت للعلن واختبرت رد فعل الجمهور المصري”، إذ سجلت مقاطع الفيديو التي بثها “محمد علي” نسبة مشاهدة عالية في الأيام الأخيرة في مصر، مما يعكس حالة السخط التي يعيشها الغالبية العظمى من السكان في مصر وظهرت في مستخدمي الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
اضف تعليقا