العدسة – ربى الطاهر
دائماً ما يردد الأطباء أن أمراض السمنة، وكذلك سوء التغذية وما يليها من أمراض الضغط والسكر، يعود جزء أساسي منها إلى العادات الغذائية السيئة، وعدم الحفاظ على النسب المطلوب توافرها بكل وجبة غذائية، ولكن من منا يعرف على وجه الدقة ما هي النسب المطلوبة؟ وكيف يوزعها خلال وجباته الغذائية الثلاث على مدار اليوم؟
نجد أن خبراء التغذية وأسلوب الحياة ازداد اهتمامهم في السنوات العشر الأخيرة برفع مستوى التوعية، عبر “السوشيال ميديا” والإعلام، للربط بين متعة الغذاء الموزعة عبر هذا الإنتاج الضخم من المطابخ حول العالم، وبين الأسلوب الأمثل للتغذية بما يعود بالنفع على الصحة العامة للإنسان.
الارتواء من المياه
وعليه، تبدأ أولى النصائح بالحفاظ على المستوى المطلوب من الارتواء من المياه على مدار اليوم، فهى السر والشريان بلا منازع، رغم ارتكان الكثيرين إلى نسيانها، وسط مشاغل اليوم، ينصح كحد أدنى الحفاظ على عادة الشرب عند الاستيقاظ بما يقارب النصف لتر من المياه، وكذلك بالساعات الأخيرة باليوم، ففي الصباح تساعد المياه على استئناف أعضاء حركة الجسم لوظائفها بشكل طبيعي، وفي الليل تساعد على الاسترخاء ومقاومة الرغبة بالطعام، ورغم أنها وحدها تكفي، لكن كنوع من الترغيب، ولتعظيم الاستفادة منها خرجت الوصفات التي تقترح إضافة أوراق النعناع والريحان وبعض نقاط عصير الليمون إلى زجاجات المياه بشكل دائم، بما يمنحها رائحة وطعما مميزا، ويساعد على إخراج السموم من الجسم.
وجبات الفنادق
النصيحة الثانية من خبراء التغذية للحصول على عادات غذائية سليمة هي باتباع أسلوب تقديم الوجبات في الفنادق بالمنازل، وهو البدء بتقديم طبق الشوربة الخالية من الدهون، في فصل الشتاء، والعصير الخالي من السكر، ففي الحالتين يحصل الجسم على تمهيد ملائم، يلي هذا تشكيل طبق وحيد للوجبة الرئيسية يضم كل ما تحتاجه بالكميات الملائمة، ففي هذا النظام لا وجود للعادات الشهيرة على الموائد العربية، حيث لكل فرد طبق من الأرز على سبيل المثال وطبق من الخضار المطبوخ وهكذا، ولكن أن يكون طبق واحد مسطح يتم تقسيمه إلى خمس مدارات تصنع سويا شكل الدائرة، الأول للحبوب، سواء أرز أو فريك، والثاني للخضار بكل أنواعه، وخاصة ذلك المطهو على البخار، ومضاف له لتحسين الطعم زيت الزيتون على البارد، وبعض من الزعتر والتوابل، القسم الثالث هو البروتين سواء النباتي منه، كالحمص و حبوب الفاصوليا والمشروم وفول الصويا، أو البروتين الحيواني بأنواعه الثلاثة، على ألا يزيد عن قطعتين، المدار الرابع للخبز المحمص، المدار الخامس للمشهيات كالسلطة الخضراء بشكل رئيسي وبعض من الطحينة أو المايونيز أو التبولة، يلي هذا، الطبق شديد الأهمية، وهو “التحلية”، لمنح الجسم ما يحتاجه من السكر، وينصح هنا بالاعتماد على طبق “الفواكه +الشوفان +العسل الأبيض”.
الهدف من تنظيم الوجبات
ما سبق ليس الهدف منه فقط هو تقليل الكميات بما يساعد على الحفاظ على الوزن، ولكن أيضاً تناول وجبة غذائية، وذلك بالنظر لما يحتاجه الجسم يوميا من الغذاء، فأي وجبة غذائية يُستهدف منها طبيا أربعة أمور: وهي الطاقة وبناء الخلايا وتقوية المناعة وتحسين الحالة النفسية.
أما الطاقة فتأتي بشكل رئيسي من النشويات، لذا دائما ما ينصح في أي نظام حمية ألا يتم استبعاد كافة أنواع النشويات لأكثر من شهر واحد؛ فالنشويات هي ما يمنح الجسم السعرات الحرارية المطلوبة، لذا فما عليك استهدافه هو ضبط الكميات لا منع النشويات من الطعام، بناء الخلايا وهو الأمر الهام، خاصة لأجسام الأطفال والمراهقين، يأتي بشكل رئيسي من البروتين بنوعيه النباتي والحيواني.
بينما الخضروات فهي المسؤولة عن مد الجسم بالفيتامينات المطلوبة، وهي ما تقوم بدورها في تقوية المناعة بشكل يومي، ومنع الإصابة بأمراض فقر الدم ومقاومة الفيروسات.
وتأتي الحالة النفسية منها جميعها، فتفعيل حواس الإنسان جميعاً خلال عملية تناول الطعام أمر هام ـ وفق خبراء علم النفس ـ لذا فدائما ما كان لشكل الطعام ورائحته نفس الدرجة من الأهمية كمذاقه، فجميعها تحفز الحواس، كما أن ممارسة الإنسان لعادة الطعام ثلاث مرات يوميا تمنحه شعورا لا إراديا بالاستقرار والاستمرارية، وخاصة إذا ارتبط الأمر بمشاركة آخرين فتتحقق المتعة.
يقول المثل الشعبي الإنجليزي الشهير: “طعامك هو أنت”، وهو مبدأ هام معتمد لدى علماء التغذية؛ حيث يربطون بينه وبين الأداء العام للإنسان، كالعصبية الزائدة من عدمها، والقدرة على التفاعل بالشكل المطلوب، إضافة إلى ما يتعلق بالمظهر العام، فالأكل الصحي يضمن قلة وتأخر ظهور التجاعيد وآلام المفاصل، ويمنح إطلالة بها الكثير من الحيوية والإشراق.
اضف تعليقا