انقسم المشرعون الأمريكيون حول المبررات التي ساقتها إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لاتخاذ قرار اغتيال قائد فيلق قدس الإيراني، اللواء “قاسم سليماني”.

وفشل المسؤولون في إدارة “ترامب” في إقناع المشرعين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، الأربعاء، بأن خطرا وشيكا كان المبرر لقتل “سليماني”، في الوقت الذي حدد فيه الديمقراطيون في الكونغرس موعدا لتصويت على تشريع لتحجيم قدرة الرئيس على شن حرب.

وعقد وزير الخارجية “مايك بومبيو” ووزير الدفاع “مارك إسبر” ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال “مارك ميلي” ومديرة المخابرات المركزية الأمريكية “جينا هاسبل” جلسات سرية مع كل أعضاء الكونغرس وعددهم 535 لبحث قرار “ترامب” توجيه ضربة بطائرة مسيرة قتلت “سليماني” في العراق الأسبوع الماضي.

ورغم إشادة معظم الجمهوريين بقرار “ترامب” لشن الضربة وطريقة عرض المعلومات، فإن ذلك لم يكن محل اتفاق.

وقال السناتور “جيم ريش” وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه حضر واحدة من أفضل الجلسات التي حضرها في حياته، وإن المسؤولين قدموا معلومات “واضحة وضوحا لا لبس فيه”.

في المقابل، قال النواب الديمقراطيون واثنان من الجمهوريين على الأقل، بشكل حاسم إن المسؤولين لم يقدموا أدلة تدعم تأكيدات ترامب والقادة العسكريين بأن سليماني كان يشكل “خطرا وشيكا” على الولايات المتحدة، كما شككوا في حجج الإدارة بأن قتل قائد أجنبي في بلد ثالث كان عملا مبررا قانونيا.

وقال النائب الديمقراطي “إليوت” إنجل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، للصحفيين: “الفكرة الأساسية هي أن الإدارة كانت تقول ثقوا بنا وهذه هي الخلاصة، أنا لست متأكدا فيمن أثق أو ما أثق به عندما يتعلق الأمر بهذه القضايا لأنه تم إبلاغنا بأشياء مختلفة حقا تثير انزعاجي”.

وقالت “نانسي بيلوسي” رئيسة مجلس النواب، إن المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون سيصوت على قرار بشأن سلطات الحرب اليوم.

وأضافت: “أعضاء الكونغرس لديهم بواعث قلق ملحة بشأن قرار الإدارة تنفيذ أعمال عدائية ضد إيران وبشأن افتقارها لاستراتيجية للمضي قدما”.

وسيلزم التشريع الخاص بسلطات الحرب ترامب بعدم استخدام الجيش الأمريكي في إيران أو ضدها ما لم يعلن الكونغرس الحرب أو يوافق على تشريع يجيز استخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية.

جاءت الجلسات السرية بعد ساعات من إطلاق القوات الإيرانية صواريخ على قاعدتين عسكريتين تضمان قوات أمريكية في العراق، ردا على قتل “سليماني”.

ويوم الأربعاء، خفف ترامب من حدة اللهجة الغاضبة التي استخدمها لأيام، عندما قال في خطاب إن إيران “تتراجع” بعد أن أطلقت الصواريخ الباليستية، الأمر الذي أنعش الآمال في أن طهران وواشنطن تنزعان فتيل الأزمة.

ومن المتوقع أن يمر القرار بسهولة في مجلس النواب، لكنه سيواجه وقتا أصعب في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

وقال السناتور روي بلانت وهو عضو في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إن “سليماني” كان “العقل الإرهابي المدبر رقم 1” وعبر عن اعتقاده بأن ترامب بعث برسالة قوية ومهمة لخصوم الولايات المتحدة وأصدقائها مفادها “بأن الرئيس سيتخذ القرارات الصعبة”.

لكن السناتور الجمهوري “مايك لي”، قال إن الجلسة كانت الأسوأ في الأعوام التسعة التي أمضاها في مجلس الشيوخ، على الأقل فيما يتعلق بقضية عسكرية، وإنه سيؤيد قرار سلطات الحرب.

وقال: “الأمر الذي أزعجني للغاية بشأن الجلسة هو أن واحدة من الرسائل التي تلقيناها من الشخصيات التي عقدت الاجتماع هي لا تجادلوا ولا تناقشوا قضية مدى ملاءمة التدخل العسكري ضد إيران كي لا تزيدوا إيران جرأة”.