إبراهيم سمعان

يقول جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”: إنَّ بطولة كأس العالم ليست حدثًا سياسيًا، ولا يجب أن تكون كذلك، لكن فوز “يونايتد 2026” بتنظيم البطولة يوم 13 يونيو الجاري وغضب المغرب من بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، يدحض ذلك.

عدد من الصحف المغربية الناطقة بالفرنسية سلّطت الضوء على هذا الملف؛ حيث أشارت إلى أنه بعد المطالبات بقطع العلاقات مع الدول العربية التي صوَّتت ضد تنظيم المملكة لهذا الحدث، تدرس الرباط عددًا من الخيارات للرد على ما حدث.

من بين هذه الصحف “lesiteinfo” التي كتبت: لم يُخْفِ المغاربة غضبهم بل أعلنوه، سواء على الشبكات الاجتماعية وعلى الفور، في موسكو، بسبب غضبهم المشروع تجاه ما اعتبروه طعنة في الظهر من دول “الأخوة والأصدقاء”.

وأشارت إلى أنَّ الاستجابة الرسمية للمطالب الشعبية تبشِّر بقرارات مدروسة، مؤكدة رؤية جديدة لعلاقة المملكة مع الدول العربية، وعلى رأسهم السعودية.

وأوضحت أن أحد هذه القرارات هو الاندماج مع دولة قطر بعد اتصال هاتفي من الملك محمد السادس مع الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أعرب عن دعمه الكامل للمغرب في حال قرر تقديم ترشيحه لتنظيم مونديال 2030، لافتة إلى أن إمكانية ترشح المغرب مجددًا أمر مؤكّد بناءً على تعليمات الملك.

وبيّنت الصحيفة أنه خلال هذه المقابلة، وهي رسالة واضحة وصريحة إلى السعودية والإمارات، لم يفوِّت الملك محمد السادس الفرصة في التعبير عن شكره بحرارة أمير قطر على تصويت بلاده لصالح المغرب.

كما لفتت الصحيفة أنه وللمرة الأولى، لن تكون المملكة المغربية حاضرة في اجتماع التحالف العربي الذي تقوده الرياض ضد التمرُّد الحوثي في اليمن؛ حيث أعلن محمد لعرج، وزير الثقافة والاتصال، أنه لن يحضر اجتماع نظرائه في جدة، “لأسباب تتعلق بجدول الأعمال”، لكن البعض ينظر إليه على أنه تمهيد لردّ رسمي على موقف السعودية، التي قادت، بشراسة، حملةً ضد المغرب 2026. خاصة أنه لم يتم تفويض أي شخص لتمثيل المغرب في الاجتماع.

كذلك لفتت الصحيفة إلى سماح المغرب لوسائل الإعلام الوطنية التحدث عن “خيانة” البلدان العربية وعلى رأسها السعودية، ودعم المغرب لشبكة “بي إن سبورت” القطرية فيما يتعلق بالقرصنة التي يعتقد أنّه يقف وراءها سعوديون.

 

من جهته قال الكاتب الطاهر بن جلون في مقال على صحيفة ” le360″ حمل عنوان ” السعودية ليست دولة صديقة أو بلدًا شقيقًا”: “لا يوجد شيء أسوأ من خيانة الصداقة”، وأكد أنه “بفضل هذا التصويت، يعرف المغرب الآن من هم أصدقاؤه الحقيقيون والوهميون”، خاصة بعد أن صوتت الجزائر لصالح الرباط رغم التوتر الدبلوماسي بين البلدين، بشأن نزاع الصحراء الغربية.

أما يوسف بالعربي، فتساءل على نفس الصحيفة هل حان الوقت للمراجعة أوراقه؟ مؤكدًا أنه رغم أن الحدث رياضي، وعلاوة على ذلك مكلف جدًا، وليس له أهمية كبيرة في مسيرة البلد نحو التقدم (الحقيقي)، لكن التصويت، والدعم النشط، من السعودية والإمارات من أجل فوز ملف الولايات المتحدة لتنظيم كأس العالم لعام 2026، بدا وكأنه خيانة في المغرب.