إبراهيم سمعان
وجه فلسطينيون بمدينة القدس المحتلة صفعة قوية لحكومة دولة الإمارات، برفض الوجبات الرمضانية التي قدمتها الدولة الخليجية؛ تعبيرًا عن رفضهم للسياسة الإماراتية التي تحابي إسرائيل على حساب مصلحة القضية الفلسطينية.
وأطلق ناشطون مقدسيون (هاشتاجًا) على موقع “تويتر” تحت عنوان “لسنا جوعى”، للتعبير عن رفضهم قبول الوجبات الرمضانية التي تقدمها دولة الإمارات لزوار المسجد الأقصي، حسبما نقل موقع “ميدل إيست مونيتور” الناطق بالإنجليزية.
ويرى المقدسيون أن مواقف الدولة الخليجية تتوافق وتنسجم مع دولة الكيان الصهيوني، وخير دليل على ذلك إرسالها فريقًا من راكبي الدراجات الهوائية، للمشاركة في سباق “جيرو دي إيطاليا”، والذي تنظمه إسرائيل وتمر فاعلياته بالقدس المحتلة، بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة.
من جانبها، أدانت اللجنة الأولمبية الفلسطينية مشاركة الدراجيين الإماراتيين في السباق، ووصفت هذه المشاركة بأنها سابقة خطيرة، وخيانة للكفاح الكبير للشعب الفلسطيني ضد دولة الاحتلال.
يذكر أن السباق سيشمل للمرة الأولى في تاريخه، هذا العام في نسخته “101”، إجراء إحدى مراحله في دولة غير أوروبية، كما ستشارك فيه فرق من عدة دول، منها البحرين والإمارات، حيث شوهدت في القدس سيارات تحمل علم الإمارات.
ويبدأ السباق على ثلاث مراحل من القدس وحتى إيلات، بهدف تشجيع السياحة، ويمتد مسافة 3546.200 كلم، ومن المنتظر أن يتواصل حتى 27 مايو الجاري.
تطبيع وزيارات
ووفقًا للإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العبرية، فإن هناك تطبيعًا في العلاقات يجري على قدم وساق بين دولة الاحتلال الصهيوني ودولة الإمارات العربية، واستشهدت الإذاعة بتلقي وزير الاتصالات الإسرائيلي “أيوب قرا” دعوة رسمية لزيارة الإمارات.
وقال الوزير الاسرائيلي في تصريحات صحفية إنه يتوقع أيضًا أن يقوم مسؤولون خليجيون بزيارة إسرائيل قريبًا، مضيفًا أن قرار “نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يشير إلى بداية عهد جديد، وأن هناك قناعة بأن “إسرائيل” هي جزء متكامل من الشرق الأوسط، ووسط الدول العربية، ولا شك في أنهم جميعًا سينسجمون مع هذا الخط.
وذكرت كل من وكالة “أسو شيتد برس” وصحيفة “واشنطن بوست”، في وقت سابق، أن سفراء الإمارات والبحرين، يوسف العتيبة، وعبدالله بن راشد آل خليفة، قد التقوا بالفعل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
كما أرسلت البحرين فريقًا من الدراجيين للمشاركة في السباق، كما سبق أن أرسلت حكومة المنامة وفدًا إلى “إسرائيل”، وأجرت جولات استفزازية في القدس، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، في ديسمبر الماضي.
وتعليقًا على إعلان “ترامب” قال وزير الخارجية البحريني خالد أحمد، إن القضية الفلسطينية، قضية جانبية، وأنه ليس من المفيد إثارة الخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأنها.
في تغريدة على صفحته في “تويتر”، قال وزير الخارجية البحريني: “ليس من المفيد اختيار معركة مع الولايات المتحدة حول قضايا جانبية، بينما نكافح معًا الخطر الواضح والحالي للجمهورية الإسلامية الثيوقراطية الفاشية”، في إشارة إلى إيران” .
تهويد ثقافي
واعتبر الفلسطينيون أن تصريحات وزير الخارجية البحريني نموذج للتهويد الثقافي الذي أصاب بعض العقول التي انحرفت عن إجماع الأمة.
وقال داوود شهاب، مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: “هذا التفكير المتصهين هو الذي أنتج التطبيع والمطبعين الذين نقلهم الحرص على مصالحهم وعروشهم إلى مربع بعيد عن ثقافة ووعي الأمة”.
اضف تعليقا