العدسة- معتز أشرف

نشر الأمير محمد بن راشد آل مكتوم الذي يتولَّى ثلاث مناصب جملة واحدة، وهي نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، إضافة إلى منصبه الرابع في حقل الشعراء، خواطر شعرية عبر حسابه الرسمي في “تويتر” بعنوان، “بن زايد وبن سلمان”، أثارت انتقادات بين النشطاء من كمّ النفاق بها الذي تغافل جرائم الاثنين، نرصد ردود الأفعال وأبرز الجرائم التي تلاحق ديكتاتوري السعودية والإمارات.

تغريدات غاضبة!

تغريدات غاضبة سريعة على تغريدة بن راشد، ووصف المغرودن الأمير الإماراتي بالمنافق الذي  تناسى كل الآلام التي خلّفها الأميران الطائشان ولدا زايد وسلمان، واتهم صاحب حساباليمن أهم على توتير بن راشد بالنفاق، مؤكدًا أن بن سلمان وزايد مطلوبان للعدالة الدولية في جرائم ضد الإنسانية، قائلًا في رده على القصيدة: “هؤلاء مطلوبون للعدالة الدولية بجريمة قتل أطفال اليمن وسوريا وليبيا والعراق وغيرها أفعالهم كلها قتل وتدمير لا تدخل نفسك معاهم بتطبيل لهم لم اشاهد أمير لاماراه يطبل لغير من الامراء هل ناقصك حليب ام ماذا”، فيما قال صاحب حساب “الحصار فشل : “لا أرى في هذه الأبيات الركيكة إلا تلميع ونفاق”، وأضاف مغرد يدعى “أبو عبد الله”: “كلهم سواد وجيههم وفضائحهم امتلأت في هذا العالم”، فيما غرد صاحب حساب “goner ” بالآية القرآنية: ” فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى”، ووصف المدونسعد علي “ولدي سلمان وزايد، بأنهم “مجرمين حرب لعنهم الله”، وفي المقابل وصف المغرد محمد علي الحمادي الذي يبدو أنه من مؤيدي بن راشد، التغريدة بأنه تساوي “ألف تقرير و١٠٠٠ برنامج ومليون تغريدة حاولت ضرب العلاقات الداخلية والخارجية مع السعودية”.

مجرم طائش!

يوصف دومًا بالقاتل والفاشل والغادر والفاسد، وجرائمه ملء السمع والبصر، ومحل ملاحقة دولية، وهو ما تناساه محمد بن راشد في قصيدته، ويلاحقه ناشطون حقوقيون في لندن، بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في اليمن، هو مجرد شاب لم يبلغ ريعان التصدر بقدر ما بلغ فورة الطيش، غادر بامتياز، وتصدر غدره في وقعتين بارزتين؛ الأولى لها صدى عالمي، تطرقت إليها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن ليلة الغدر بابن عمِّه الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية، أما الوقعة الثانية، كانت بمثابة الصدمة للجميع، وتركزت في قرارات التوقيف بحق ما يقارب 49 شخصية بارزة في السعودية، بينهم أمراء ووزراء حاليون وسابقون بتهم تتعلق بالفساد، في خطوة يراها كثيرون لا تستهدف سوى التخلص من أي تهديد محتمل من قبل أطراف سياسية.

الفشل صديق شخصي حميم للأمير الطائش، وهو ما أجمع عليه مراقبون بارزون، وهو ما أكده الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، بقوله: إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يُضعف بمشاريعه مكانة السعودية، وإذا كان فعلًا أكثر شخصية مؤثرة في الشرق الأوسط، فإنّ ذلك يأتي بسبب “فشله” في أكثر من مجال، وليس بسبب ما حققه من نجاحات، كما وصفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل نشرته مؤخرًا بأنه ” فشل في كل شيء”، كما أنه غارق في الفساد بصورة تفوق كل التوقعات، وهو ما تناولته كثير من الصحف والتقارير الدولية، ووصفه العضو السابق في المخابرات المركزية الأمريكية بروس ريدل بقوله: إن “الأمير محمد بن سلمان حاول أن يبني لنفسه صورة الإصلاحي المحارب للفساد، لكن تلك الوقائع تضرب تلك الصورة”.

وفي وقت سابق، انتقدت منظمة العفو الدولية، التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بقيادة محمد بن سلمان  بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، من بينها جرائم حرب، في اليمن، كما قالت منظمة «أوكسفام» الخيرية، إنَّ الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو أربعة أشهر دفعت أكثر من ستة ملايين شخص إلى حافة المجاعة، وفي رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، طالبت منظمات بريطانية وحقوقيون بإلغاء زيارته الأخيرة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى بريطانيا؛ لارتباطه بـ”جرائم حرب”، وأوضحت المنظّمات في رسالتها، أن وليّ العهد السعودي، الرجل الثاني في المملكة العربية السعودية، “مسؤول عن الجرائم التي تُرتكب في بلاده بحق النشطاء”.

وبيّنت المنظّمات أن ولي العهد السعودي “مسؤول عن جرائم حرب خطيرة حدثت في اليمن، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، إضافة إلى تجويع الآلاف فيها نتيجة الحصار المفروض، والحروب التي تشنّها السعودية لمنافع ومصالح ذاتية، وقد ساعد النظام السعودي في ارتكابها من خلال تدفّق الأسلحة البريطانية المتطوّرة، التي لولاها لما استمرّت الحرب على اليمن وساءت أوضاعه”.

جلاد قاتل!

ولا يختلف بن زايد عن بن سلمان كثيرًا، ووفق الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات فإن محمد بن زايد آل نهيان وآخرين بالإمارات متهمون بارتكاب جرائم الحرب المرتكبة في اليمن خاصة عن ممارسات الإمارات جنوب اليمن التي تشمل ضحايا التعذيب والإخفاء القسري، ويتصدر بن زايد قائمة أعداء حقوق الإنسان في المنطقة، فضلًا عن دوره البارز في مناهضة الحريات وثورات الربيع العربي.

وبحسب منظمةكوميتي فور جستسالحقوقية ومقرها جنيف فإنَّ الإمارات ترزح في عهد بن زايد تحت سياط انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات خطيرة لحرية التعبير، بسبب موجات القمع المستمرة المسلطة على عشرات النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين تمّ القبض عليهم واعتقالهم تعسفيًا، عقابًا لهم على مطالبتهم بمشاركة أكبر للمواطنين في الحياة السياسية للبلد واحترام الحريات الأساسية، كما قامت الإمارات بانتهاك الكثير من المعايير والالتزامات الدولية في العديد من القضايا وبحق العشرات من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والعمال وواصلت حتي مطلع العام ارتكاب انتهاكات داخل البلاد وخارجها في مقدمتها الإخفاء والتعذيب وإساءة معاملة المحتجزين وانتهاك استقلال القضاء وحرية التعبير واضطهاد الصحفيين والتمييز ضد المرأة، وهو ما دفع عددًا من الدول المضطلعة على حالة حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لتوصية الإمارات بجملة من التوصيات الهامة في مجال حقوق الإنسان؛ حيث أوصت الدنمارك دولة الإمارات بفتح “تحقيقات فورية ونزيهة في مزاعم التعذيب”، كما أعربت السويد هي أيضًا عن قلقها إزاء الاعتداءات على حرية التعبير، وخاصة المضايقات التي يتعرض لها مستخدمو شبكة الإنترنت.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها مطلع هذا العام عن الإمارات : “تحاول الحكومة وشركات العلاقات العامة المتعددة التي تمولها رسم الإمارات كدولة حديثة سائرة في طريق الإصلاح. ستظل هذه الرؤية الوردية خيالية طالما رفضت الإمارات إطلاق سراح الناشطين والصحفيين والمنتقدين الذين سُجنوا ظلمًا مثل أحمد منصور”مضيفة أنه “كلما أشادت الولايات المتحدة وغيرها بالإمارات لدعمها الحاسم في مكافحة الإرهاب في أماكن مثل اليمن، فإنَّ ذلك يغطي واقعًا أكثر قتامة يسوده الإخفاء والتعذيب وإساءة معاملة المحتجزين، ويؤكد تواطؤهم المحتمل في هذه الانتهاكات”.

من جانبها قالت اليمنية الحاصلة علىجائزة نوبل للسلام في العام 2011  توكل كرمان، إن وليي عهد السعودية والإمارات محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، “ارتكبا جرائم إبادة بحق الشعب اليمني، و كتبت على صفحتها على فيسبوك، أن التحالف السعودي الإماراتي “استغل الانقلاب على الشرعية في صنعاء لممارسة احتلال بشع ونفوذ أبشع”، معلّنةً نيّتها دعوة كافة نشطاء حقوق الإنسان لمحاكمة بن سلمان وبن زايد في المحاكم المحلية الأوروبية وغيرها، فضلًا عن المحاكم الدولية، مؤكدة أن “تحالف الشر السعودي الإماراتي يستغلّ الأطماع الإيرانية في اليمن، لمزاولة ما هو أكبر من الأجندة”، فيما كشفت عن أنها ستخصص جزءًا كبيرًا من جهودها في المستقبل للحديث عن “العدوان السعودي- الإماراتي”.

رواية أخرى

بحسب المحلل الأمريكي جورج فريدمان المقرب من دوائر صنع القرار في واشنطن فإن للعلاقة بين بن سلمان وبن زايد راوية أخرى لم يذكرها بن راشد في قصيدته؛ حيث قال: ” إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يتبع مخططًا خبيثًا جدًا لتقديم السعودية على طبق من ذهب لإيران، مشيرًا إلى أنّ دعم الإمارات ومحاولتها تمكين ابن سلمان من الحكم في الفترة الراهنة ليس حبًا فيه، بل هو ضمن السيناريو المعد لتدمير المملكة بشكل تام”، مضيفًا أن تدخلات محمد بن زايد في السياسة السعودية غاية في الخبث، هو لا يسعى لتمكين محمد بن سلمان حبًا فيه. فهو يكرهه كما يكره كل آل سعود.. ويتمنى زوال ملكهم جميعًا؛ فابن زايد يعلم جيدًا أن الإمارات غير قادرة على أعدائه التاريخيين آل سعود وأن إيران هي القادرة على تشتيت شملهم، ومن ثم رسم مخططًا طويل الأمد لتجريد آل سعود من كل القوى التي يمكن أن تساندهم في وجه إيران”.