إبراهيم سمعان

قال موقع “المونيتور” الأمريكي: إنَّ اتباع سياسة “أمريكا أولًا” هو الدافع وراء رغبة الرئيس دونالد ترامب في تمرير صفقة القرن لحل قضية الشرق الأوسط.

وأوضحت في تقرير للصحفي الإسرائيلي “عوري سافير” أنّ هذه السياسة هي التي تدفعه لتسوية المشكلات الكبرى بأيّ طريقة سواء ملف كوريا الشمالية النووي، أو حتى القضية الفلسطينية.

وتابعت: “وفقًا لدبلوماسي نرويجي بارز من الأمم المتحدة قريب من الأمين العام أنطونيو جوتيريس، كان ممثلو ترامب، في اجتماع جرى في نيويورك في 15 يونيو، جادّين بشأن وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط ونشرها”.

ومضت تقول: “وفقًا لهذا الدبلوماسي، لم يتحوَّل ترامب بين عشية وضحاها إلى صانع سلام عاطفي يؤمن بالمساواة بين الناس.. يبدو أن مبعوثيه ملتزمون بإبرام صفقة”.

وأردفت: “ترامب، قبل كل شيء، رجل أعمال، وهذه هي الطريقة التي يتفاوض بها. يقدم مقترحًا “خذها أو اتركها”، تاركًا المفاوضات التفصيلية لمعاونيه والمحامين. ووفقًا للدبلوماسي النرويجي، فإن فريق ترامب ينسِّق خطته للسلام بشكل رئيسي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإلى حدٍّ ما مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.

وأشارت إلى أن المبعوثين كانوا صريحين بشأن مواقفهم المؤيدة لإسرائيل بالكامل، ويفتخرون بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مما يعدّ هذا إنجازًا دبلوماسيًا”.

 

وأضافت: “زعم الدبلوماسي النرويجي كذلك أن ترامب يتصور حزمة سلام إقليمية بقيادة الولايات المتحدة تتألف من سلسلة من الصفقات التي ستخدم أولًا وقبل كل شيء المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للولايات المتحدة، لكن قيم المساواة والجهود الجماعية الدبلوماسية وحقوق الإنسان بعيدة كل البعد عن وجهات نظره حول العالم”.

وتابعت: “تشعر الأمم المتحدة على أعلى مستوى بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين. تحافظ إسرائيل على حصارها لغزة وتواصل التوسع غير المقيد للمستوطنات، خاصة في منطقة القدس. وبالتالي، أصبح حل الدولتين مستحيلًا عمليًا. تعمل الأمم المتحدة ووكالاتها الإقليمية، مع المجتمع الدولي، على التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة، من أجل منع حرب أخرى في القطاع المحاصر”.

وتابعت: “كيف ستبدو الصفقة الأمريكية؟ الاقتراح الذي تمَّت مناقشته في نيويورك يترك تعريف حل الدولتين للأطراف، يقترح نقل بعض الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية إلى الحكم الفلسطيني، ولا يسمح لإسرائيل بضمّ أراضٍ في المنطقة ج (تحت السيطرة الإسرائيلية). إنها تخلق دولة فلسطينية بحكم الواقع في المنطقتين A و B (تحت السيطرة الفلسطينية الجزئية)، وكذلك في غزة، شريطة أن تنزع حماس سلاحها”.

ومضت تقول: “الأمن سيكون مسئولية إسرائيل، ولن يكون هناك حق فلسطيني في العودة للاجئين. يمكن أن يتم التطبيع الإقليمي والتعاون الاقتصادي والأمني ​​برعاية الولايات المتحدة على غرار مبادرة السلام السعودية لعام 2002”.

وتابعت: “تتوقع الولايات المتحدة “نعم” إسرائيلية مع تحفظات و”لا” فلسطينية. وهي تعتمد على الشركاء السعوديين والأردنيين والمصريين للنظر في الاقتراح كأساس لمزيد من المفاوضات. نصح الدبلوماسي النرويجي بعدم التقليل من شأن قرار ترامب في القضية”.

ونقلت “المونيتور” عن مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله قوله: إن عباس يطلب من عمان والقاهرة والرياض وجامعة الدول العربية إظهار الوحدة العربية ورفض الخطة بالإجماع.

وتابعت: “في الوقت نفسه، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة: إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منسّق بالكامل مع ترامب ولن يرفض الاقتراح الأمريكي بشكل خاص، خاصة أنه يتحدث عن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية”.

وأردفت: “خلال الأشهر القليلة المقبلة، سنشهد خطة ترامب للشرق الأوسط، والشيء الوحيد الذي يمكننا أن نقوله بشكل مؤكد هو أن ترامب لا يزال غير قابل للتنبؤ. من المؤكد، مع ذلك، أنّ السلام لن ينشب في منطقتنا، على الأقل ليس في الأشهر القادمة”.