العدسة _ إبراهيم سمعان
قالت صحيفة “المونيتور” إن مصر تكافح من أجل إخراج قطر من المشهد الفلسطيني، وذلك من خلال منع وصول مساعداتها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وتابعت: “في الوقت الذي يواصل فيه سكان غزة المشاركة في احتجاجات جماهيرية، وسط الإحباط المتزايد في أوضاعهم الإنسانية الرهيبة، فإن المساعدات القطرية ومشاريع البنية التحتية في القطاع المحاصر بدأت تتلاشى، بعد الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ يونيو 2017”.
وأضافت: “وجدت دراسة إسرائيلية لمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن رباعي الحصار يعمل على منع المساعدات القطرية التي تدخل عبر إسرائيل من الوصول إلى السكان المدنيين في غزة”.
ونقلت عن الباحثين قولهم إن إسرائيل تعتقد أن الدعم القطري سيساعد على تأخير المواجهة الحتمية بين إسرائيل وحماس في القطاع.
وتابعت: “تشدد الدراسة على صعوبة وتعقيد نقل المساعدات إلى غزة منذ الحصار، لقد أوقفت مصر حركة البضائع والمواد الخام الآتية من قطر عبر معبر رفح، وتضغط على إسرائيل للقيام بالمثل”.
ونوهت إلى أن الدراسة تشير إلى أن النفوذ القطري المتزايد في غزة من شأنه تصعيد حدة التوتر بين إسرائيل والنظام المصري.
وأردفت: “في 17 مارس، أفادت صحيفة “العربي الجديد” بتشكيل لجنة أمريكية مصرية إسرائيلية للقيام بمهام إنسانية وإغاثة في غزة، تتجاهل السلطة الفلسطينية والتنسيق المباشر مع المؤسسات الأمريكية المرتبطة بالمنظمات غير الحكومية في القطاع من أجل الحفاظ على الهدوء وتجنب كارثة إنسانية فيه، وأشارت “العربي الجديد” إلى أن اللجنة تعمل بشكل أساسي على الحد من الدور الإنساني لدولة قطر في القطاع، حيث أصبحت مصر تشعر بالقلق، فيما تكافح من أجل استعادة السيطرة على الملف الفلسطيني”.
ونقلت “المونيتور” عن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، في مؤتمر صحفي عقد في غزة في 24 فبراير، قوله: “إن هناك ضغوطًا كبيرة على قطر، للتخلي عن عملها الإنساني في القطاع”، مشيرًا في مؤتمر صحفي آخر في 19 فبراير، إلى أن بلاده ستواصل تقديم المساعدة.
ونوهت الصحيفة بأن اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، تأسست بعد الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في عام 2012، مع منحة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بلغت 407 ملايين دولار، وتتمثل مهمتها الرئيسية في تنفيذ مشاريع الإسكان والزراعة والصحة، بالإضافة إلى تعبيد الطرق وإصلاح البنية التحتية.
ونقلت عن مصدر في اللجنة تحدث إلى “المونيتور” بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله: “في حين أن اللجنة نفذت 90٪ من مشاريعها المخطط لها، إلا أن الأموال تنفد، وبحاجة لأن نتحقق مما إذا كانت المنحة ستجدد أم لا”.
وأشار المصدر إلى أن عمادي أكد خلال زيارته الأخيرة أن قطر ستركز على الإغاثة والمساعدات الإنسانية وليس على مشاريع التنمية والبنية التحتية، حيث تتعثر المشاريع حاليًا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع.
ولفتت “المونيتور” إلى أن الأموال القطرية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر فلسطين وإعادة إعمار غزة بالقاهرة في 2014، لا تتجاوز بضعة ملايين من الدولارات من مليار تم التعهد به.
وقال المحلل والكاتب السياسي هاني حبيب لـ “المونيتور”، إن مصر تعتبر قطاع غزة ذا أهمية حاسمة للأمن القومي المصري، في ظل الوضع الجيوسياسي الذي يربط بين المنطقتين، موضحًا أن القاهرة تعتقد أن دور قطر في تقديم الدعم الإنساني لغزة ودعمها للقضية الفلسطينية بشكل عام يأتي على حساب مصر ويخرجها من الصورة، وأكد أن حالة الاستقطاب الناتجة عن الحصار المفروض على قطر، أثرت بشكل مباشر على العلاقات المصرية القطرية.
وتابع “حبيب”: “يبدو أن إسرائيل تعمل على منافقة كل من قطر ومصر، إنها تحاول إرضاء قطر من خلال السماح لها بجلب مساعداتها إلى قطاع غزة، وفي نفس الوقت استمالة مصر بدعوى أنها تسمح بدخول المساعدات القطرية إلى غزة لمنع المواجهة المحتملة بين تل أبيب وغزة، وتعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة في الفترة القادمة لتخفيف غضب مصر من دعم قطر لغزة”.
وأضاف “حبيب”: “قطاع غزة هو سوق استهلاكي وحيوي للسلع المصرية، ووقف المعونة القطرية يخدم المصالح الاقتصادية والسياسية لمصر”.
وقال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر، مخيمر أبو سعدة، لـ “لمونيتور”، إن مصر تعتبر قطاع غزة فناءً خلفيًّا لها، وبالتالي، لا تريد أي تدخل خارجي، خاصة من قطر، وأوضح أن أي تدخل يعني منافسة مصر، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تريد منع المساعدات القطرية من الدخول عبر معابرها خشية أن يتصاعد الوضع الأمني في القطاع، وأشار إلى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي أثرت على قرارات حماس السياسية منذ أن انتقل خالد مشعل، زعيم حماس، من دمشق إلى الدوحة، لافتا إلى أن هذا هو السبب في أن إسرائيل لا تريد استبعاد قطر.
وأشار “أبو سعدة” إلى أن حماس لن تقبل التمويل الذي قد ترسله الإمارات من خلال زعيم حركة فتح محمد دحلان إلى قطاع غزة لتجنب إبعاد قطر، مضيفًا: “حماس تدرك جيدًا أن هذا سيهدف فقط إلى تهميشها وإخراجها من دائرة الإسلام السياسي، التي تشمل قطر وتركيا وإيران”.
وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إن إسرائيل لن تستجيب للضغوط المصرية، مضيفًا: “بلغت المنحة القطرية الأخيرة في شهر فبراير 9 ملايين دولار، بهدف تخفيف الوضع في القطاع ومنعه من الانهيار”.
اضف تعليقا