أكد وزير الداخلية اليمني، “أحمد الميسري”، أن دولة الإمارات هي الطرف الأساسي في النزاع في الجنوب اليمني والتي تعمل على تقديم خدمات مجانية للحوثيين، معلنًا أنه لن يكون هناك أي حوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، والذي اتهمه بأنه أداة أبوظبي في اليمن.

وشدد المسيري: أنه “لم يتم ولن يتم الجلوس مع ما يسمى بالمجلس الانتقالي على طاولة حوار نهائيا، وهذا أمر يعلم الجميع أنه محسوم بالنسبة لنا”، في بيان صوتي مسجل، ردًا على تساؤلات تلقاها حول الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف: “إذا كان لابد من الحوار فسيكون مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة، وتحت إشراف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وذلك باعتبار أن دولة الإمارات هي الطرف الأساسي والأصيل في النزاع بيننا وبينهم”.

وتابع: “المجلس الانتقالي ما هو إلا أداة سياسية لهم (الإماراتيين) ولانقلابهم، وما الحزام الأمني والنخبة التي كانت فاعلة على الأرض إلا أدوات عسكرية، وبالتالي نحن لا نريد أن نجلس مع الأدوات ولكن مع صاحب الأدوات (الإمارات)، وهذا الأمر هو الذي سيتم ولن نتخلى عنه على الإطلاق”.

العودة لعدن

وفي سياق متصل، شدد وزير الداخلية اليمني أن الحكومة ستعود إلى عدن (مقرها المؤقت) سواء بالسلم أو بالحرب، مضيفا أن الجيش الوطني جاهز وقادر على تحقيق تلك الخطوة.

وذكر أن الحكومة الشرعية مستمرة في بسط دولة النظام والقانون على كافة الأراضي المحررة والسير في اتجاه الأراضي غير المحررة.

وأوضح أن أكثر المستفيدين مما جرى في عدن هم الحوثيون، مشيرا إن من قدم تلك الخدمة المجانية هم شركاء التحالف.

وفي العاشر من أغسطس/آب المنصرم، سيطرت قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات على مدينة عدن بالكامل، لتتمدد إلى محافظة أبين، شرق عدن، وهناك فرضت سيطرتها على المحافظة بعد معارك محدودة.

وتتسارع وتيرة الأحداث جنوبي اليمن منذ  أغسطس/آب الماضي، إذ إن القوات المدعومة من الإمارات كانت على وشك أن تحكم سيطرتها على المحافظة الخامسة (من إجمالي 23)، وسط تراجع كبير للقوات الموالية للحكومة اليمنية.

وفي 21 أغسطس/آب، شنت قوات النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتياً، هجومًا على معسكرات ومواقع القوات الحكومية بمدينة عتق، مركز محافظة شبوة، (جنوب شرق)، وقبلها كانت تلك القوات فرضت سيطرتها على 90% من المحافظة، باستنثاء “عتق”.

وفجر 22 أغسطس/آب، كانت تلك القوات قد توغلت في “عتق”، وباتت على مقربة من منزل محافظ شبوة “محمد بن عديو”.

كانت سيطرة قوات النخبة على عتق محسومة، خصوصاً مع الفارق الكبير بين حجم التسليح الذي تتمتع به قوات الطرفين، فقوات النخبة كانت فتية وحديثة التأسيس وذا تسليح جيد، كما أنها تعد الأكثر تنظيماً، في مقابل قوات اُنهكت بالقتال ضد جماعة الحوثيين.

لكن عوامل عدة أبرزها، وفق مراقبين، الطبيعة القبيلة والموقف السعودي في شبوة، أفشلت مخطط الانفصاليين وحرمتهم السيطرة على المحافظة.

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، بحسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.