يفرض الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وعائلته الحاكمة للبلاد نظاماً أمنياً صارماً على المواطنين في الدولة الخليجية الغنية بالنفط والتي تروّج لنفسها بأنها بلاد السعادة.

ومنذ أن تحكم محمد بن زايد بالبلاد عمل على القضاء على أي معارضة سياسية في الإمارات ولذلك زج الإصلاحيين والأكاديميين ونخبة من أنبغ عقول المجتمع الإماراتي في السجون لأنه لا يقبل النقد.

علاوة على ذلك فقد عمل على نشر الخوف بين الإماراتيين حتى باتوا يخشون انتقاد السلطة على مواقع التواصل الاجتماعي وقد أصبحوا معرّضين لأجهزة التجسس الإماراتية ليل نهار.

مؤخراً اتخذت الإمارات بنظامها الاستبدادي خطوات نحو تكريس القمع غير المسبوق خاصة بعدما قامت بتسييس القضاء وأحكمت قبضتها على الإعلام بكل جوانبه.

استبداد غير مسبوق 

ينكّل النظام الإماراتي بالمعارضين السياسيين سالكاً جميع الطرق التي ينتهك بها القوانين والأعراف الدولية وعلى رأسها محاكمة معتقلي الرأي على نفس القضية مرتين.

في سابقة من نوعها يوم 7 ديسمبر الجاري بدأت الجلسة الأولى من محاكمة 87 إماراتياً أمام محكمة استئناف أبوظبي الاتحادية بتهمة تأسيس تنظيم إرهابي ودعمه وفقاً للمادة 21 من قانون مكافحة الجرائم الإرهابية الإماراتي رقم 7 والذي صدر في 2014.

التهمة التي يحاكم فيها المعتقلين هي تأسيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي الإماراتية التي قامت السلطات الإماراتية بحلها ومحاكمة أفرادها بشكل جماعي في 2013 بتهمة تأسيس تنظيم سري في القضية الشهيرة المعروفة باسم “الإمارات 94” والحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين 7 – 15 سنة، واليوم تحاكمهم الدولة على نفس القضية للمرة الثانية.

حرية الصحافة والإعلام 

ومن تسييس القضاء إلى إحكام القبضة على الإعلام فقد أعلنت دولة الإمارات، عن إصدار مرسوم بقانون اتحادي يزعم أنه يهدف إلى تنظيم الأنشطة الإعلامية بمختلف أنواعها وهي حالة جديدة من القمع يريد النظام أن يفرضها على شعبه.

تفرض الإمارات قيوداً صارمة على الإعلام والصحف، فهي لا تقبل النقد نهائياً وتمنع نشر أي خبر يسلّط الضوء على واقع البلاد أو يتناول ارتفاع الأسعار وقضايا الفساد، وتريد أن تكرّس لهذا القمع بقوة القانون.

بالرجوع للوراء قليلاً فقد شرّدت الإمارات موظفي وصحفيي جريدة الرؤية وقامت بإغلاقها ليس لأنها تطرقت إلى نظام الحكم أو انتقاد رئيس الدولة بل لكونها تحدثت عن غلاء البنزين فقط.

الخلاصة أن محمد بن زايد يسعى لتكريس الاستبداد وتكميم الأفواه بقوة القانون كما أنه يتحكم في كل مؤسسات الدولة من قضاء وإعلام محوّلا الإمارات إلى دولة الخوف والاستبداد.

اقرأ أيضًا : نظام ابن زايد.. بين استبداد كوريا الشمالية وانحلال المجتمع الغربي