صمدت الهدنة الجزئية غير المسبوقة في أفغانستان، لليوم الرابع على التوالي، ما دفع الولايات المتحدة، لإبداء تفاؤلها بالتوقيع، السبت، على “اتفاقية تاريخية” مع “طالبان”، في قطر.
ومن شأن “خفض العنف”، أن يشجع “البنتاجون” على سحب آلاف الجنود الأمريكيين من أفغانستان، بعد أكثر من 18 عاماً من الحرب.
وفي حين أن الاتفاق لا يصل إلى مستوى وقف كامل لإطلاق النار، يصر المتمردون على أنه لا يشمل سوى مناطق حضرية وعسكرية معينة، فإن عدد هجمات “طالبان” انخفض بشكل كبير.
وقال مصدر أمني أفغاني، إن هجمات “طالبان” انخفضت من معدل 75 هجوماً في اليوم، إلى نحو 15 هجوماً، منذ بدء الهدنة في 22 فبراير/شباط.
ورغم ذلك، وجه وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، تحذيرًا شبه مبطن للسلطات في كابول، بعد خلافاتها حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حتى لا تعرقل هذه “الفرصة السياسية المهمة”.
وقال “بومبيو”، في واشنطن: “نحن على مشارف فرصة تاريخية للسلام.. إن الحد من العنف يتم احترامه بشكل غير تام لكنه ينجح”.
في حين أكد قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال “سكوت ميلر”، “اتجاهاً تنازليا في أعمال العنف”.
لكن خمسة من عناصر قوات الأمن الأفغانية، قتلوا الثلاثاء في 3 هجمات نسبتها الحكومة لـ”طالبان”، التي أعلنت مسؤوليتها عن اثنين من هذه الهجمات.
وهذه الحوادث لا تعرّض للخطر الهدنة، التي اعتبر “بومبيو” أنها “التوقف الأول لمدة أسبوع في أعمال العنف من جميع الأطراف خلال 19 عاما من الحرب”.
وأعلن الرئيس المنتهية ولايته “أشرف غني”، فوزه في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي، لكن رئيس السلطة التنفيذية “عبدالله عبدالله”، يعترض على النتائج، ويدعي أيضا بالفوز.
وكان الرجلان يستعدان لأداء اليمين في اليوم ذاته، الخميس على رأس حكومتين متنافستين.
وقد شكل ذلك عقبة من شأنها المخاطرة بعرقلة الجهود الأمريكية.
لكن في النهاية، وافق الطرفان على تأجيل احتفالي التنصيب، وفقا لواشنطن ومعسكر “عبدالله”.
وحضت وزارة الخارجية الأميركية “جميع الأطراف” على الوحدة لتشكيل وفد “يحظى بصفة تمثيلية تامة” للتفاوض مع “طالبان”.
واللافت أن الولايات المتحدة، لم تهنئ “غني” بإعادة انتخابه، مؤكدة أنها أخذت “علما” بالنتائج والاعتراضات.
وتشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعا بين “طالبان” من جهة والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وجعل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، انسحاب قوات بلاده المؤلفة من 13 ألف عنصر من أفغانستان أحد الأهداف الرئيسية لسياسته الخارجية، كما أن التوصل لاتفاق مع “طالبان” على انسحاب هذه القوات يمكن أن يعزز فرص إعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ومنذ التدخل الأمريكي في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من تريليون دولار على القتال في أفغانستان.
اضف تعليقا