مع انتشار فيروس كورونا في دول العالم، والذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية “جائحة” ووباء عالمي، فإن معاناة مئات الآلاف من السجناء في سجون الشرق الأوسط سيئة السمعة تتضاعف بسبب ضعف الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل حكومات تلك البلدان للحد من انتشار الفيروس..

على الرغم من أن بعض الحكومات استجابت للدعوة التي وجهها المدافعون عن حقوق الإنسان للإفراج عن السجناء أو خفض أعداد المعتقلين داخل السجون، فإن حكومات أخرى لا تزال تصم الآذان عن تلك الدعوات.

على سبيل المثال، منذ مارس/آذار، أفرجت إيران مؤقتًا عن 100000 سجين، كما أفرجت الجزائر والمغرب وتونس عن آلاف المعتقلين والبحرين عن المئات.

في الجزائر، وهي من بين الدول الأكثر تضرراً في إفريقيا من الوباء حيث بلغ عدد المصابين فيها نحو 2070 مع 263 حالة وفاة، أصدر الرئيس عبد المجيد طبون عفواً عن 5000 محتجز في مطلع أبريل/نيسان الجاري، مع تعليق زيارات السجون حتى إشعار آخر.

الكورونا

الكورونا

من ناحية أخرى، رفضت بعض البلدان وبشدة اتخاذ أي تدابير لخفض أعداد المعتقلين داخل السجون، حيث تمسكت السلطات المصرية بصورة أقرب للعناد بعدم خفض أعداد المعتقلين داخل السجون التي يقبع فيها أكثر من 100 ألف معتقل يعانون أصلاً من سوء أوضاع الاحتجاز ومن التكدس.

وعلى الرغم من تزايد أعداد المصابين في البلاد، قامت الحكومة باعتقال المزيد من المواطنين والمعارضين السياسيين الذين طالبوا بالإفراج عن المعتقلين.

في حواره لوكالة “فرانس برس”، قال أحد المعتقلين السابقين، والذي رفض ذكر اسمه، “الكارثة أن السجون يمكن أن تصبح بؤرة لانتشار الفيروس”؛ بسبب الإهمال الطبي والتكدس داخل الزنازين.

وأضاف “كان حلمنا أن يفتح الباب المعدني لزنزانتنا، على الرغم أنه لا يؤدي إلا إلى ممر يوجد فيه حارس…. ولكن هذا يعني لنا الكثير”.

وذكر في حواره الظروف السيئة للاحتجاز في مصر، كعدم وجود مراحيض أو دورات مياه، وفي المقابل يوجد “حفرة صغيرة في زاوية الزنزانة لقضاء الحاجة”.

وفي وقت النوم، كان من المستحيل النوم على ظهره بسبب ضيق المساحة، وكان على جميع شاغلي الزنزانة النوم على الجانب، وهو ما علق عليه قائلاً “إنه شيء يدمرك نفسياً”.

في سوريا، البلد الذي دمرته الحرب على مدار تسع سنوات، لفت جائحة كوفيد 19 الانتباه إلى وضع السجناء السياسيين.

وفاء مصطفى ، وهي معارضة سورية شاركت في حملات مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لإجبار الرئيس بشار الأسد على إخلاء السجون، أعربت عن قلقها على والدها المعتقل في سجون الأسد.

وقالت وفاء “لقد كان والدي في زنزانات الأسد لمدة 2464 يوم، لقد عشنا سبع سنوات في خوف وحزن وغضب وأمل، والآن، مع كارثة 19-covid-19، أصبح الأمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى”.

أما في طهران، يعتبر سجن إيفين “المكان المثالي لانتشار الفيروس”، بحسب ما قاله رضا خاندان، زوج المحامية المعتقلة نسرين سوتوده ، المعتقلة منذ مارس/ آذار 2019، حيث انه من أكثر السجون سيئة السمعة في إيران.

التعرف علی سجن ايفين السيء الصيت في إيران

مع أكثر من 4800 حالة وفاة في إيران، تُعد إيران هي الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الشرق الأوسط، مع نظام صحي سيء، حيث شكك العديد من الخبراء والمحللون في قدرة النظام الديكتاتوري الاستبدادي في إيران من التعامل مع الفيروس وحماية الصحة العامة.

وتعليقاً على ذلك قالت لالي خليل- أستاذة العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في لندن “إن خطر المرض يمكن أن يكون بمثابة أداة لترويع السجناء”، الذين لن تكون “آلامهم” ذات أولوية في دول المنطقة، التي تهتم بأمن تواجدها وتثبيت أركانها أكثر من “صحة مواطنيها”.

 

ترجمة العدسة عن Infobae الناطقة بالإسبانية

اقرأ في العدسة: صحيفة فرنسية: اكتظاظ السجون .. خطر عالمي وبيئة خصبة للوباء