يواجه مسلسل “رسالة الإمام” الذي يتناول سيرة الإمام الشافعي انتقادات حادة منذ بداية عرضه في شهر
رمضان، حيث أشار مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وقوع القائمين عليه في “أخطاء تاريخية”.

وتصدر وسم باسم المسلسل، وسائل التواصل الاجتماعي إذ أوضح متخصصون أنه تناول سيرة مغلوطة للإمام فضلًا عن بثه بمزيج يجمع بين العربية والعامية المصرية في حين كان الشافعي ناطقًا بالفصحى.

وقال أستاذ الآداب في جامعة المنوفية خالد فهمي: “إلى كل مسؤول وطني بمعنى الكلمة ما يحصل في مسلسل الشافعي عبث يرقى إلى مستوى الجريمة.. جريمة في اللغة، الشافعي قرشي ولسانه الفصحى أو العربية وليس اللهجة المصرية المعاصرة.. وجريمة في مخالفات فيما يتعلق بسيرته الذاتية وملكاته الفقهية والعلمية.. وجريمة في كثير مما يجري على لسان الممثل مما يقال إنه فقه الشافعي.. وجريمة في تصوير الواقع الاجتماعي بين عناصر الأمة المصرية في ذلك التاريخ”.

بينما قال الباحث في اللغة العربية أشرف حسن  تعليقًَا على مشهد حوار في قصر الخليفة العباسي الذي يفترض أن يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة 198 هجريًا ويتكلمان فيه عن “خلق القرآن”.

وبيّن الباحث حقائق أبرزها أن الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هجريا، وأنه اعتنق القول بـ”خلق القرآن” سنة 212 هجريًا، وأن الإمام الشافعي توفي سنة 204 هجريًا في مصر، ولم يقابل المأمون.

أما عن لغة المصريين في زمن الإمام الشافعي، فبيّن أستاذ التاريخ القديم، محمود سالم الجندي أنه كان في مصر مجموعتين من اللغات لا ثالث لهما ليس بينها ما يعرف اليوم (باللهجة أو العامية المصرية).

وقال: “استمر الناس في مصر لا يتكلمون إلا الفصحى أو اليونانية واللاتينية أو بقايا لغات ولهجات مصرية قديمة لما بعد موت الإمام الشافعي، أما العامية المصرية فلم تبدأ في الظهور والانتشار إلا بعد فترة طويلة من الفتح الإسلامي لمصر أي عام 400 هجريًا”.

وطال المسلسل أيضا انتقاد آخر تمثل في صلاة الإمام الشافعي للفجر دون أن يصلي السنة، وكذلك استشهاده بحديث للنبي صلى عليه وسلم يقول فيه “رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها”، قاصدا به فريضة الفجر، مع أن المقصود بالحديث هو صلاة السنة. 

وقال الباحث محمد عبد العزيز: “سعيد بهذه السخرية من مسلسل الإمام الشافعي، مناسبة للتذكير بنتيجة استسهال الكتابة التاريخية دون دراسة العصر واللغة والقضايا تنتج عملا ضعيفا، وفرصة أيضا لمعرفة أهمية تجربة وليد سيف وحاتم علي في فن الدراما التاريخية”.

وواجه المسلسل اتهامات بالسرقة؛ إذ اشتكى الشاعر السوري حذيفة العرجي من سرقة أشعار له ونسبها للإمام الشافعي ضمن “رسالة الإمام”.

ونشر العرجي عبر حسابه في “تويتر” مقطع فيديو يظهر خلاله الفنان خالد النبوي وهو يرتل أبياتا من الشعر في مشهد من المسلسل.

وانتقد مغردون مشهد عرض الإمام الشافعي زوجته المريضة على راهب قبطي لمداواتها، حيث أكدوا أن هذا المشهد لا يعكس علم الإمام بالطب الذي كان يقارب علمه بالشرع.

اقرأ أيضا: سخرية مصرية من تغريدة السيسي حول الإنتخابات الرئاسية