اعتلى محمد بن سلمان سدة الحكم في المملكة العربية السعودية عام 2017 بعد انقلاب مكتمل الأركان على ابن عمه الأمير محمد بن نايف ثم قام بسجنه وفرض قبضة أمنية واسعة في المملكة.

اعتقل محمد بن سلمان الشاب الأهوج الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره حينئذ الدعاة والمثقفين ورجال الأعمال والأكاديميين وفريق من النخبة بالسعودية ذلك لأنه يرى نفسه فوق الانتقادات.

كذلك هدد شعب المملكة بالفرق الأمنية التي تنكل بهم وبالتقنيات الحديثة التي استوردها من الخارج ليتجسس على شعبه حتى بات السعودي يخشى توجيه الانتقادات للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى ذكر مواقع التواصل فتلك التهمة في المملكة العربية السعودية أصبحت سبب في مواجهة حكم الأعدام ولذلك فإن انتهاكات الرياض بالملف الحقوقي أصبحت الشاغل الأول لاجتماعات الأمم المتحدة.

انتقام بن سلمان 

كشفت منظمات حقوقية أن ولي العهد السعودي ونظامه ينتقمون من نشطاء الرأي والمعارضين السياسيين بشتى الطرق ما دفع عدد من الدول الأوروبية أن توجه بيانات شفهية إلى الرياض بسبب القمع اللامحدود.

حاولت كل من الدول “فنلندا والدنمارك وسويسرا” تسليط الضوء على انتهاكات الحكومة السعودية المروعة وذلك خلال اجتماعات الدورة العادية الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي انعقدت في جنيف ما بين 11 سبتمبر و13 أكتوبر 2023.

كما عارضت فنلندا والدنمارك التعسف في استخدام الرياض عقوبة الإعدام، مع تشديد فنلندا على أن “فرض عقوبة الإعدام بسبب التعبير عن الآراء النقدية على الإنترنت ينتهك القانون الدولي”.

أحكام الإعدام 

سلطت سويسرا الضوء على أن السعودية كانت على مدى سنوات عديدة ضمن أكثر البلدان تنفيذًا لعمليات الإعدام في العالم، ولفتت إلى أنه في عام 2022، نفذت حكم الإعدام بحق 196 شخصا، وأعدمت 110 أشخاص على الأقل حتى الآن في عام 2023.

كما أشارت إلى حكم الإعدام الصادر بحق محمد الغامدي أول حكم معروف بالإعدام يصدر في السعودية لمجرد النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس شن حملة قمعية مكثفة على حرية التعبير على شبكة الإنترنت بشكل أوسع وأكدت وجود تسعة من شباب المملكة يواجهون أحكام الإعدام على الرغم من أنهم كانوا قصّر في وقت ارتكاب الجرائم.

كما تطرقت سويسرا إلى قضية مقتل مهاجرين أفارقة أغلبهم من اليمنيين والأثيوبيين من قبل حرس الحدود السعودي كما أنها نكلت بهم وقامت بتعذيبهم.

الخلاصة أن الملف الحقوقي الأسود للمملكة العربية السعودية أصبح الشاغل الأول لاجتماعات الأمم المتحدة بسبب تنكيل محمد بن سلمان بالمعارضين والنشطاء وإصداره لأحكام الإعدام بسبب انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضًا : كيف كان وقع عملية بركان الأقصى على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟