يتابع العالم الصراع الدائر بين قوات الجيش الروسي النظامية وبين مجموعات فاغنر المسلحة التي كانت بمثابة صديق الأمس وتحولت دون مقدمات إلى عدو اليوم الذي قلب الطاولة على الرئيس الروسي بوتين.

اتهم بوتين مجموعات فاغنر بأنها تنفذ انقلاب عسكري ووعد بمحاسبتها بعدما قامت “بطعنه في الظهر” لكن مجموعات فاغنر والتي يقودها فيغني بريغوجين الذي عرف قديماً بطباخ بوتين قالت أن روسيا بصدد رئيس جديد وأنها الرئيس الروسي شارف على الرحيل.

بعيداً عن السيطرة الميدانية والصراع المسلح الدائر فيمكن القول بأن السحر الآن قد انقلب على الساحر وأن فاغنر التي شاركت في صراعات كثيرة حول العالم وأداة الرئيس الروسي في السيطرة على عدة دول تمثل خطر عليه الآن.

لكن من المؤكد أن تلك المجموعات المسلحة ستؤثر بشكل كبير على قرارات ومسيرة الرئيس الروسي إذا استمر في الحكم وقد تغير وجهة الصراعات في العالم بأسره.

فاغنر.. شركة أمن أم مرتزقة 

اختلف الخبراء في تصنيف مجموعات فاغنر المسلحة هل هي شركة أمنية أم أنهم مجرد مرتزقة؟!.. وهنا يجب أن نعود إلى تعريف المرتزقة وهم أشخاص يشنون حربًا دون أن يكون لهم انتماء عرقي أو ديني أو أيديولوجي، بهدف تنفيذ أجندة غيرهم مقابل المال.

وهذا ما فعلته مرتزقة فاغنر بالفعل بيد أنها شاركت في الصراع السوري ومن بعده الصراع الليبي دون لتنفيذ أجندة خاصة وقد واجهت انتقادات لاذعة بسبب الوحشية التي تعاملوا بها تجاه أهالي تلك البلدان.

علاوة على ذلك فإن فاغنر هي شركة غير قانونية في روسيا وتمتلك تصريح ومسجلة بالعمل في دولة الأرجنتين طبقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز التي سلطت الضوء على أعمالها التخريبية في أوكرانيا وسوريا منذ نشأتها عام 2014.

طباخ بوتين 

أُسست فاغنر عام 2014 على يد  العميد السابق في الجيش الروسي “ديمتري أوتكين” الذي يخضع للعقوبات بعد مشاركة في الحرب مع الانفصاليين بشرق أوكرانيا.

لكن سرعان ما تولى حقيبتها ييفيغني بريغوجين، وهو رائد أعمال روسي، يُعرف في الغالب في مجال التزويد بالخدمات وله علاقات تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويلقب بريغوجين، بـ “طباخ بوتين”، نظرا لأنه يدير شركة “كونكورد” التي كانت تنظم حفلات الاستقبال بالكرملين.

برزت فاغنر على الساحة ما بين الأعوام 2016 إلى 2018 وخاصة بعد تدخلها في الأراضي السورية ووقفها إلى جانب بشار الأسد في جرائمه التي ارتكبها في حق الشعب السوري واستطاعت قلب الطاولة بعدما اقتربت نهايته على يد الثوار لكن القوات السورية وفاغنر قاموا بدعمه.

جرائم فاغنر انتقل من سوريا إلى ليبيا حيث أنها قاتلت بصف الانقلابي خليفة حفتر وارتكبوا فظائع في حق الشعب الليبي على الرغم من أن المعركة كانت مع الفصيل الآخر التابع لحكومة الوفاق.

توغلت فاغنر في داخل أفريقيا غير أنها متورطة في جرائم بمالي وحتى السودان التي تشهد صراعاً مسلحاً لكن وطأتها قد قلت في أفريقيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 وتحولوا للقتال مع الدب الروسي هناك.

والآن.. تخطو فاغنر بوتيرة متسارعة نحو الكرملين من أجل إزاحة فلاديمير بوتين وقد تحقق المقولة السائدة ” قد انقلب السحر على الساحر”.

اقرأ أيضًا : ميليشيا فاغنر .. مرتزقة روس يدعمون حفتر في ليبيا بتمويل سعودي