قال الخبير العسكري “رون بن يشاي” في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “بينما احتلت القضايا الاقتصادية والجنائية مركز الصدارة خلال الأيام الأخيرة، فإن أحداثا وتطورات مهمة للغاية وقعت في الأراضي الفلسطينية، أهمها الجهد الاستراتيجي الذي تقوم به حماس لبناء نفسها كعامل سياسي مهيمن في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وفي الشتات الفلسطيني”.

كما أضاف “رون بن بشاي” “رغم أن حماس ليس لديها حاليا موطئ قدم في منظمة التحرير التي تجمع كل الفصائل القديمة، لكن الضعف الذي تمر به السلطة وقواتها الأمنية يزيد قوة مواقع حماس بالضفة الغربية، ويتسبب في زيادة الهجمات الشعبية ضد إسرائيل والمستوطنين”.

فعلى الرغم من التوترات الأمنية المحيطة بدولة الاحتلال على الجبهات الخارجية في لبنان وسوريا وإيران وروسيا وأوكرانيا، فإن الوضع الأمني الفلسطيني يبقى هو الأساس، لأنه يحدث بين ظهراني الإسرائيليين، وتأثيراته المباشرة سوف تنعكس على أمنهم اليومي، ما يمنحه اهتماما متقدما على سواه من المخاوف الأمنية، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

كما أضاف “بشاي” تقدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن ما تسميه “معركة الخلافة” في اليوم التالي لـ “أبي مازن” قد تتحول إلى فوضى عنيفة وهجمات مسلحة، ولذلك فإن الاحتلال يعمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تأمل في تشكيل القيادة الفلسطينية المستقبلية دون أن تكون “بصماتها مكشوفة”.

كما أكد على أن “إسرائيل تراقب ذلك وسط تقديراتها بأن معركة القيادة في السلطة الفلسطينية ستتحول إلى فوضى عنيفة بين المتنافسين الفلسطينيين، وقد يمتد ذلك إلى موجة عمليات مسلحة ضد إسرائيل، وتعطل حياة المستوطنين اليهود، وسيحبط أخيرًا أي فرصة للتوصل لتسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

مشيراً إلى أن “الأوساط الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هناك سيناريوهات أقل سوءًا لما سيحدث في اليوم التالي لأبي مازن، لكن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية، توصلوا إلى أن سيناريو الكابوس المذكور أعلاه بات معقولا”.

كما اختتم “بن بشاي” مقاله قائلاً “رغم التعيينات الأخيرة التي شهدها المجلس المركزي الفلسطيني تحضيرا لخلافة أبي مازن، فإن المحافل الأمنية الإسرائيلية تقدر أن الصراع على الوراثة لم ينته بعد، فلا تزال الفوضى الفلسطينية قائمة، لأن عددا من قادة فتح الخاسرين من هذه التعيينات مستعدون لفعل أي شيء خدمة لمصالحهم الذاتية، حيث ما زالوا يملكون مجموعات مسلحة” حسب وصفه.