هذه الشخصية الرمزية المبهجة، التي ترتبط- في مخيلة ملايين الأطفال حول العالم سنويا- بالأمنيات الحلوة، والهدايا الجديدة، ببداية العام الميلادي الجديد.

قصته الرئيسية التي تشير إلى قديس يرتدي زيًّا أحمر،  يوزع الهدايا على الأطفال، تحولت لأهم عادة سنوية على مستوى العالم، إلى حد تخصيص هيئات عالمية لمتابعة نشاطها، وتخصيص دورات تدريبية تطوعية لمن يريدون المشاركة في إدخال البهجة على نفوس الأطفال في ديسمبر من كل عام.

ومما لا شك فيه، أن حدثًا بهذا الامتداد وهذه الضخامة، لا يخلو من القصص الخاصة والطرائف، وهذا بعض ما نعرضه لكم في السطور التالية.

الرسالة الحزينة

في ولاية فلوريدا الأمريكية، نشرت إحدى الأمهات، عبر موقع “تويتر” هذا الشهر، رسالة كتبها ابنها إلى بابا نويل، ضمن نشاط مدرسي معتاد في مثل هذا التوقيت من العام.

فكتب الطفل ذو الستة أعوام: “أكتب ذلك من أجل الفصل الدراسي.. أعلم أن قائمتك للأطفال الأشقياء بلا أسماء، وقائمتك للأطفال المطيعين فارغة أيضا، وحياتك خاوية، أنت لا تعلم بالمشكلات التي مررت بها في حياتي، وداعا، أحبك، ولن أخبرك باسمي”.

أعربت الأم عن فخرها بابنها وطريقة تفكيره المختلفة، وقدرته في التعبير عن مشاعره، حتى لو كان بها شيء من الحزن في هذا العمر الصغير، ونالت تغريدتها ما يزيد عن 7 ملايين مشاركة.

 

الشخص رقم (1) في تلقي الرسائل عبر العالم

أصدر الاتحاد العالمي للبريد العام الماضي، إحصائية عن 8 ملايين رسالة، وجهها أطفال حول العالم إلى “بابا نويل”.

فقالت اللجنة الرسمية الدولية للرد على الرسائل الموجهة إلى “بابا  نويل”، في حوالي 20 هيئة بريد وطنية، إن هناك تزايدًا سنويًّا في رسائل الأطفال، وجاء  الفرنسيون في الصدارة.

تهتم هذه اللجنة بتخصيص موظفين للرد على الأطفال في وقت قصير، خلال شهر ديسمبر، بينما أعلن الاتحاد الدولي للبريد أن “بابا نويل” هو الشخص رقم (1) في تلقي رسائل عبر العالم.

 

رسالة “نويل” السياسية

لم يبتعد “بابا نويل” حتى عن السياسة نفسها، فقد وجد طريقه إلى “الحرب الباردة” ذاتها، وتورط في الصراع بين قطبي العالم آنذاك الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.

فقد كشفت مؤسسة “جون كيندي” عن قصة رسالة خاصة أرسلها الرئيس الأمريكي الأسبق قبل مقتله بعامين (1963) إلى طفلة  بعثت له ـ حسب المؤسسة ـ تسأله عن أحوال “بابا نويل”، وإن كان يمكن أن تطوله صواريخ السوفييت النووية.

جاءت الرسالة من الطفلة “ميشيل روشون”، وأخبرته فيها أن عمرها 8 أعوام، وقلقها من قنابل الاتحاد السوفيتي النووية وخطرها على القطب الشمالي، حيث يقيم “بابا نويل”.

ورد “كينيدي” بأنه سعيد بتسلمه رسالتها، وأنه يشاركها القلق من تجارب السوفيات النووية، ليس على القطب الشمالي فقط، وإنما على دول كثيرة، وأن خطرها لا يشمل بابا نويل وحده، بل الشعوب حول العالم، ثم طمأنها قائلا: ” قد تحدثت إليه أمس، ووجدته بخير، وسيقوم بجولته مجددا بعيد الميلاد”.

 

“بابا نويل” على الحاجز الأمني

قصة رابعة وأخيرة، ما يميزها بشكل رئيسي، هو أنها تأتي من العالم العربي، وتحديدا من لبنان”، حيث فوجئ متابعو مواقع التواصل الاجتماعي، عشية عيد الميلاد 2016، بصور تظهر عناصر من قوى الأمن الداخلي اللبناني تلقي القبض على رجل يرتدي زي “بابا نويل”.

تلا هذا صدور بيان عن الجهاز الأمني، كشف فيه السر وراء الحادثة، وقال إنها كانت بهدف لفت النظر، وأن “بابا نويل” الآن يقضي ليلته مع رجال الأمن عند حاجز مروري، حيث يقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال داخل السيارات، ويراقب مدى التزام الآباء بشروط السلامة.

وقال البيان: إن هذا التقليد المبتكر جزء من حملة توعية تقيمها المديرية، خصوصا في موعد الأعياد، حيث تزداد نسبة حوادث السير بشكل لافت.

وحسب ما أظهرت الصورة، يقوم أحد عناصر الأمن بإيقاف عدد من السيارات التي تمر على الحاجز الموجود في منطقة ضبية، فيخرج بابا نويل على السيارات حاملا الهدايا لأطفالهم، ويشرح أن السائق قد التزم بمعايير السلامة المرورية، حيث يضع مع عائلته حزام الأمان ويُجلس أطفاله في المقاعد المخصصة لهم في المقعد الخلفي.

وتبين أن إلقاء القبض جاء للفت انتباه من قرأ الخبر ورأى الصورة، بهدف توعيتهم على أهمية التزام معايير السلامة، ليكون عنوان هذه المبادرة الرئيسي “سلامتكم أحلى هدية بـ #ليلة_عيد،papa noël  معنا على الحاجز ليشجع كل ملتزم بقانون السير”.