إبراهيم سمعان

كشفت صحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية عن فرار أمير إماراتي إلى قطر عبر سفارتها في لندن، بحسب مصادر قريبة من العائلة المالكة.

 

وتهدد الحادثة بتسبب أزمة دبلوماسية بين دولتي الخليج اللتين تعانيان من نزاع مرير بعد أن أطلقت الإمارات وأربع دول أخرى في الشرق الأوسط حصارًا على قطر قبل عام.

 

ونوّهت الصحيفة البريطانية بأن الأمير الهارب هو الشيخ راشد بن حمد الشرقي، ابن أمير الفجيرة، إحدى ممالك الإمارات العربية المتحدة.

 

وقال مصدر مقرب من الأمير ومصدر دبلوماسي كبير إن الأمير البالغ من العمر 31 عامًا هرب إلى العاصمة القطرية الدوحة قبل 3 أسابيع، بعد أن طلب اللجوء السياسي في السفارة القطرية في لندن.

 

ومضت الصحيفة تقول: “باعتباره الابن الأكبر للأمير، كان من المتوقع أن يتم تعيينه وليًا لعهد إمارة الفجيرة، لكن علاقته بزعيم البلاد، محمد بن زايد، أصبحت مشلولة بعد أن طلب زايد تعيين الشقيق الأصغر للشيخ راشد في هذا المنصب، بحسب مصدر في القصر الإماراتي”.

 

وأضافت “بعد أن فكر في مغادرة البلاد لفترة من الوقت، سافر الشيخ راشد إلى لندن في أبريل، وحجز غرفة في فندق بارك لين في “ماي فير”.

 

ومضت الصحيفة “أدرك السفير القطري في المملكة المتحدة، يوسف بن علي الخاطر، نزاع الشيخ راشد مع حاكم بلاده، وقيل إنه بدأ هجومًا ساحرًا لإقناعه بالانشقاق”.

 

وتابعت “بصفته نجل أمير، حضر الأمير لقاءات مع المجلس الأعلى، الهيئة الإدارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما جعله أحد الأصول الاستخباراتية المحتملة في قطر”.

وكانت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد قطعت كل العلاقات مع الدوحة في 5 يونيو العام الماضي، متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران.

 

وأشارت “تلجراف” إلى أن الأمير قال لأصدقائه إنه التقى بالسفير والمسؤولين القطريين الآخرين خلال الأسابيع الخمسة الماضية.

 

وتابعت “من المفهوم أن القطريين قد أغروه بدور مربح كوسيط بين الدولة الخليجية والإمارات العربية المتحدة إذا انتقل إلى الدوحة، بما في ذلك عرض مزعوم بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني نقدًا، وحذروه من أنه غير آمن في لندن، وفي النهاية تم إقناع الأمير”.

 

وتابعت الصحيفة “في شهر مايو، بعد أن أمضى 34 يومًا في الفندق، ذهب إلى سفارة قطر في ماي فير، وطلب اللجوء السياسي”.

 

وقال مصدر مقرب من الأسرة المالكة الإماراتية: إن الشيخ احتُجز في السفارة 3 ثلاثة أيام، ثم تم نقله في سيارة تابعة للسفارة إلى مطار هيثرو، حيث سافر إلى الدوحة مستخدمًا جواز سفر إماراتي.

 

ومضت الصحيفة تقول: “مع فشل المسئولين في السفارة الإماراتية في لندن في الحصول على الشيخ راشد، قاموا بالاتصال بشرطة العاصمة البريطانية، زاعمين أنه تم اختطافه”.

 

وقال المصدر: إن ضباطا من وحدة الحماية الدبلوماسية التابعة لوزارة الأمن قاموا بالاستفسار في الفندق، لكنهم كانوا وصلوا متأخرين.

 

وبحسب الصحيفة، رفضت الشرطة والفندق التعليق، ولم ترد السفارة الإماراتية بالمملكة المتحدة على الطلبات المتكررة للتعليق.

 

ويعتقد الآن أن الأمير يقيم في قصر في الدوحة، والسلطات الإماراتية على علم بالحادث، ومن المفهوم أن والده خائف من أن يستخدم ابنه كورقة مساومة، وبمجرد أن تتمكن قطر من الحصول على تنازلات من زايد بسبب الحصار المفروض على قطر، سيتم تسليم الأمير إلى الإمارات حيث يمكن أن يواجه عقابًا مشددًا.

 

ويتعرض حاكم البلاد، الذي لن يتقبل الحادثة المحرجة، بالفعل للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وفي 29 مايو، غرد حساب على تويتر يشاع أنه يخص مدير أمن الدولة في قطر عبد الله محمد الخليفي، صورة للشيخ راشد، واضعًا إشارة لحساب زايد الرسمي على تويتر.

 

وأبلغت السفارة القطرية “تليجراف” قائلة: “لم نقم بمنع مواطني الدول المحاصرة من القدوم إلى قطر من أي طريق”.

 

وأكد مصدر دبلوماسي كبير أن الشيخ راشد كان في الدوحة، لكنه قال إن الأمير سافر إليها بإرادته الحرة دون أي إقناع أو مساعدة من قطر.