الأطفال الضحية الأولى نتيجة الحصار والغارات التي يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على اليمن منذ نحو ثلاث سنوات، في حرب أدت إلى مقتل وجرح الآلاف ودمرت البنية التحتية لواحدة من أفقر دول العالم.

تلفزيون “فرانس إنفو” سلط الضوء، في تقرير مصور، على معاناة أطفال اليمن الذين أصبح 70 % منهم يعيشون مع أسرهم تحت خط الفقر، وتجاوز عدد النازحين منهم 2,9 مليون، في وقت يتم فيه تزويج 72 % من البنات قبل أن يبلغن سن الـ18، نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.

وقالت القناة: في جنوب شبه الجزيرة العربية، يعيش اليمن تحت القنابل منذ ثلاث سنوات، ففي مارس 2015، بدأ تحالف بقيادة السعودية بقصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في البلاد، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.

وأضافت: “فصنعاء، العاصمة التي يرجع تاريخها إلى 2500 عاما، دمرت تماما”، مشيرة إلى تأثير ذلك على الأطفال، حيث التقت بأحمد، 11 عاما، وشقيقته ريما، 8 سنوات، وابن أخته يوسف، 9 سنوات، حيث أضرت الحرب بحياتهم بينما قبضت أرواح أطفال آخرين.

وأشارت إلى أنه بالنسبة لأحمد فقد أصبح مهووسا بالحرب، لم يعد يترك بندقيته، أو بالأحرى بندقية جده القديمة. وبما أن التهديد يأتي من السماء، فهو يقضي ساعات على نافذة بيته، يهتف بصوت عال على طائرات التحالف التي “ترعبهم طوال الليل”.

وتابعت القناة “إنه يزعج ريما، التي تحاول متابعة دراستها، هذه الفتاة الصغيرة التي تنكب على كراستها، تهدده بإخبار والدتها لكنه لا ينصت إليها، فيما يتنهد يوسف قائلا “يقضي وقته بمهاجمتهم ببندقيته الصدئة”.

ويؤكد يوسف قبل الحرب “كان أحمد هو الأول في فصله. وعندما اندلعت الحرب، ظل الأطفال لمدة شهور لا يذهبون إلى المدرسة. عادوا في وقت لاحق على الرغم من القصف، ولكن العنف يؤثر على سلوكهم وقدراتهم أصبح أحمد عصبيا وفي نفس الوقت حساسا جدا”.

ولفت إلى أن أحمد لم يعد الأول في فصله، ولديه صعوبة في التركيز، منشغل فقط بالحصول على سلاح للقتال، ومع قرنائه ، يلعب الحرب في كل وقت، بات في توتر دائم. الحقيقة أننا، كأطفال تغيرنا”.

وكانت “اليونيسيف” أكدت مؤخرا أن خمسة أطفال يقتلون أو يصابون كل يوم في اليمن، وأن 400 ألف طفل يعانون نقص التغذية الحاد والوخيم ما يضع “حياتهم على المحك”، فيما يعاني 1,8 مليون من سوء التغذية.

كما لفتت أنه منذ مارس 2017، ولد نحو ثلاثة ملايين طفل في اليمن “لطخت حياتهم بالعنف والنزوح والمرض والفقر ونقص التغذية فيما يتعذر الوصول إلى أساسيات الحياة مثل الغذاء ومياه الشرب والدواء والتعليم”.

وكان تقرير أممي حمل أيضا التحالف العربي  المسؤولية الكبرى عن مقتل وتشويه الأطفال في اليمن، مستندا في ذلك إلى توثيق ضحايا الغارات التي شنها التحالف وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.

ويغطي التقرير السري للجنة العمل الأممية لرصد أوضاع الأطفال في مناطق النزاعات وضع الأطفال خلال الصيف الماضي، وتم تسليمه إلى مجلس الأمن يوم 19 يناير الماضي.