العدسة _ إبراهيم سمعان

أبريل الماضي قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأول زيارة رسمية لفرنسا منذ تعيينه في هذا المنصب؛ حيث أثارت هذه الرحلة العديد من الجدل بدءًا من استدعاء وزير الخارجية جان إيف لودريان لاستقباله في آخر لحظة بالمطار إلى رفع دعوى ضده لدوره في حرب اليمن مرورًا باللقاءات السرية التي كُشف عنها مؤخرًا.

تليفزيون “فرانس 2” نشر فيديو عن عدد من الأمور التي شهدتها زيارة ولي العهد لباريس وخاصة اللقاءات السرية التي جرت بين ملك السعودية المستقبلي، وعدد من كبار مسؤولي الشركات والمستثمرين.

وفي بداية تقريره، أكّد التليفزيون الفرنسي أن محمد بن سلمان المعروف باسم ” MBS”، هو على الأرجح أقوى ملك في العالم حاليًا؛ حيث يقوم هذا الرجل بتحديث بلاده في مسعى منه لإغواء الغرب.

وأضاف ” رغم أنه يبلغ من العمر 32 عامًا فقط، ولا يزال وليًا للعهد، تم التعلق على زيارته الرسمية لفرنسا بداية أبريل 2018 على نطاق واسع.

وأوضح التليفزيون أن الفيديو يبين لنا الضجة التي حدثت أثناء زيارة ولي العهد لباريس، حيث نشرت السلطات الفرنسية أمام القصر الذي أقام فيه، والمملوك لوالده بالدائرة السادسة عشرة الراقية في العاصمة، حوالي ثلاثين عربة 4× 4 وسيارة إسعاف خاصة.

وأكد أنه أمام مقر الإقامة جاءت سيارة بها موكب من نخبة كاك 40 (هو أحد أهم مؤشرات بورصة باريس لأكبر أربعين شركة فرنسية. المؤشر يدار من قبل شركة يورونيكست، وتبلغ قيمته 1.023 تريليون يورو)، من بينهم رئيس سويز جان لوي تشوساد، الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان، وجان برنار ليفي الرئيس التنفيذي اليكتريسيتي دو فرانس، وستيفان ريتشارد الرئيس التنفيذي لشركة أورانج.

كما استقبل محمد بن سلمان أيضا برونو لي مير، وزير الاقتصاد الذي وعد في الانتخابات التمهيدية اليمينية قبل عامين، بإعادة تقييم العلاقات الدبلوماسية مع السعودية. وأعرب عن اعتقاده أنه لا يمكن منح وسام جوقة الشرف إلى وزير الداخلية بالمملكة دون أي انتقاد لتصرفات بلاده.

كذلك خلال زيارته الرسمية التقى محمد بن سلمان العديد من الزعماء الدينيين في سرية تامة يوم 10 أبريل من بينهم ممثلون عن الإسلام، وأيضا الأديان الأخرى، وجرى حديث بين ولي العهد لمدة حوالي عشرين دقيقة ودينيس جاشيت، الأسقف المساعد لباريس، فرانسوا كلافييرلي، رئيس الاتحاد البروتستانتي في فرنسا، وتشايم كورسيا، الحاخام الأكبر لفرنسا.

وفي مواجهة محاوريه ركز محمد بن سلمان على تقديم نفسه كمدافع عن الإسلام المعتدل، حيث دعا أسقف الكنيسة الكاثوليكية إلى زيارة السعودية.

وكانت صحيفة “لوكانار أنشينيه” الفرنسية، كشفت عن غضب سعودي من مراسم الاستقبال التي كانت معدة لولي العهد خلال زيارته الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل وصول محمد بن سلمان، اضطر وزير الخارجية “جان إيف لودريان” إلى قطع إقامته في بريتاني، للترحيب بولي العهد في مطار لوبورجيه.
وقالت الصحيفة إن السفير السعودي خالد بن محمد العنقري غضب عندما علم أن وزير التعليم جان ميشيل بلانكيه، هو من سيستقبل ولي العهد في المطار، الأمر الذي اعتبره انتقاصًا وإحراجًا لأمير البلاد، واستبدل “جان إيف لودريان” بزميله “جان ميشيل بلانكيه” في آخر لحظة بناء على طلب من إيمانويل ماكرون.

ولذلك أرسلت فرنسا طائرة فالكون في وقت مبكر من صباح الأحد لمطار فياكوبلاي، من أجل استقدام وزير الخارجية في الوقت المناسب، موضحة أن هذه الرحلة كلفت الدولة ثمانية آلاف يورو.