يترقب الكثيرون داخل وخارج السعودية مزيد من الإجراءات التي قد يتخذها ولي العهد محمد بن سلمان باعتباره المتحكم في قيادة المملكة خلال الفترة الحالية، وتحديدا عقب الإطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف.
أحد الإجراءات المتوقعة خلال الفترة المقبلة ما يتعلق بتحسين أوضاع المرأة السعودية، استجابة لضغوط خارجية فضلا عن حراك النشطاء داخل المملكة خلال السنوات الماضية.
محمد بن سلمان بدأ يمهد لنظام حكمه الجديد باستصدار أمر ملكي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وهو ما كان له أصداء دولية جيدة.
ولكن هذا الأمر الملكي دفع إلى وجود تخوفات من إسقاط ولي العهد الولاية على المرأة بشكل كامل، خاصة وأن المجتمع السعودي يصنف بأنه “محافظ” في تركيبته.
وبدا أن محمد بن سلمان يتجه إلى إحداث تغيير في البنية الفكرية والأيديولوجية للمجتمع السعودي باتجاه “العلمنة”.
إسقاط الولاية
ويأمل الناشطات وبعض الكتاب والمثقفون بالسعودية في اتجاه المملكة إلى إلغاء نظام ولي الأمر، بما يسمح بالسفر والزواج بدون إذن مسبق من ولي الأمر.
وتعيش المملكة وفقا لقواعد معينة في فرض نظام الولي، بحيث لا يمكن للمرأة التحرك إلا من خلاله، إذ يعطي القانون للرجل حق الولاية على المرأة، فلا يمكن لها استصدار جواز سفر دون موافقة ولي أمرها، ولا تتمكن من استئجار شقة أو رفع دعاوى قانونية إلا بإذنه.
ودفع هذا النظام إلى تدشين حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفضه والمطالبة بإلغائه، وتحديدا منذ العام الماضي.
إلا أن هذه الحملة في بدايتها لم تجد صدى واسعا، خاصة مع الحكم على مواطن بالسجن لمدة عام بسبب حملة لإسقاط الولاية على المرأة، بعد القبض عليه وهو يضع ملصقات في المساجد بالدمام لهذا الغرض.
وتأتي هذه الواقعة بعد نشر عريضة على موقع التواصل الاجتماعي، في سبتمبر العام الماضي، تدعو لإسقاط نظام ولاية الرجل على المرأة عقب حملة على “تويتر”.
وعادت الحملة مرة أخرى في يناير العام الجاري، باعتبار أن هذا النظام لم يعد صالحا الآن في ظل تعقيدات الحياة وخروج المرأة للتعليم والدراسة حتى خارج المملكة.
قيادة المرأة بداية
ولم يكن الأمر الملكي الصادر بالسماح للمرأة بالقيادة مجرد تقديم محمد بن سلمان لنفسه دوليا بالشكل اللائق لنيل ثقة المجتمع الغربي الذي يبدي تحفظات على أوضاع المرأة السعودية.
بل قرأ البعض القرار بأنه ربما يهدف إلى استرضاء النشطاء والمدافعين عن حقوق المرأة داخل المملكة، بما يخفف من وطأة الانتقادات التي توجه إلى نظامه الجديد.. بمعنى أن يكون بن سلمان جبهة علمانية تتولى الدفاع عن سياساته وتغض الطرف عن تجاوزاته..
ورحبت ناشطات سعوديات بالأمر الملكي، وقالت منال الشريف في تغريدة: “آخر بلد على كوكب الأرض يسمح اليوم للنساء بقيادة السيارة”، قبل أن تتبعها بتغريدة أخرى: “اليوم رد اعتبار كل سعودية من نساء ١٩٩٠ حتى اللحظة #قيادة_المراة_للسيارة نكمل مشوارنا الثاني”.
تغريدة الشريف كمثال تؤكد على ما اسمته “المشوار الثاني” وهو ما يؤكد أن هناك اتجاها لاستكمال محاولات الضغط لإسقاط نظام الولاية.
رفض داخلي
ومثلما وجد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة ترحيبا كبيرا، أيضا واجه حالة اعتراض وغضب شديد داخل المملكة.
ودشن نشطاء عبر موقع “تويتر” حملة لرفض هذا القرار، باعتباره يتناقض مع القيم السائدة في المملكة منذ سنوات طويلة، كما أنه يعارض فتاوى سابقة بعدم إباحة القيادة للمرأة مثل فتوى المفتى السابق “ابن باز”.
وسبق هذا الرفض، تدشين حملة تحت اسم “درة” لتمسك بعض النساء في السعودية بنظام “ولي الأمر” وتحمله كامل المسؤولية فيما يمس حياة المرأة، ردا على حملة ظهرت في مايو الماضي تحت اسم “حرة” للدعوة لإسقاط الولاية.
هذا الرفض يشكل ضغطا على ولي العهد ويعرقل أي محاولات لتقديم تنازلات في مجال تحجيم نظام “ولي الأمر”.
مفتى عام السعودية عبدالعزيز آل الشيخ، وصف المطالبات بإسقاط ولاية الرجل على المرأة بالسيئة التي لا خير فيها والمخالفة لشرع الله وسنة رسوله.
وقال آل الشيخ إنه لا يجوز إسقاط ولاية الرجل على المرأة، واصفا الدعوة بالجريمة التي تستهدف المجتمع السعودي المسلم.
هل يسقطها؟
وبدا أن “الأمير الشاب” لديه ميول لإسقاط نظام الولاية بغض النظر عن القدرة على الإلغاء أم لا، وهناك مؤشرات على هذا الأمر فيما يمكن تسميته “العلمنة”، وهي:
أولا: التحرر من سلطة الدين
حاول محمد بن سلمان –المتحكم الفعلي بصناعة القرار- إبعاد سلطة الدين عن الإدارة في المملكة، من خلال تحجيم دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل كبير، بعد أن كان لها دور كبير في مواجهة أي انحرافات عن النهج السائد المحافظ بالسعودية.
كما قطع التليفزيون السعودي البث عن صالح الفوزان خلال إبداء رأيه في الاحتفال باليوم الوطني، والذي بدا أنه سيفتي بحرمته.
وضرب محمد بن سلمان عرض الحائط بفتاوى كل شيوخ المملكة وهيئة كبار العلماء التي رفضت السماح للمرأة بقيادة السيارة، بل والغريب هي إصدار موقف مؤيد للأمر الملكي رغم التناقض الشديد.
ثانيا: اعتقال الدعاة:
ولجأ ولي العهد إلى اعتقال العشرات من الدعاء والمثقفين والأكاديميين الذين قد يقفون في وجه أي خطوات قد يتخذها في سبيل “العلمنة” التي يخطط لها، وسيكون لها تأثيرات إيجابية على صورته الخارجية وتساهم في توطيد العلاقات مع المجتمع الغربي.
ثالثا: إجراء سابق:
وصدر أمر ملكي في مايو الماضي، يدخل تعديلات على نظام الولاية، يسمح للمرأة بالحصول على الخدمات دون الحصول على إذن ولي الأمر، مثلما كان في السابق، وهو رد فعل على حملة “حرة” التي أطلقتها ناشطات سعوديات على “تويتر”.
رابعا: الاختلاط:
وفي مشهد غريب على المجتمع السعودي أثار علامات الاستفهام وحالة من الغضب الشديد، تجمع بعض النساء في استاد بعد سماح السلطات لهم في مظهر احتفالي خلال اليوم الوطني السعودي.
اتمنى من الله عزوجل ثم من الملك سلمان وولي عهده ان يلغو نظام الولايه او تحديد سن الرشد اقسم باالله احنا مهانين من نظام الولايه حرام عليكم الله هوة ولينا وياللاسف ياكثر من اساء واساء استخدام نظام الولايه علينا حسبنالله ونعم الوكيل في الولايه ظالمه راح عمرنا وشقانا ولاارتحنا في حياتنا بسبب الولي الله عليه اكبر ونعم الوكيل فيه?
ارحمو عزيز قومآ ذل والله هوة ولينا ياريت تطلقون سراحنا بدون قيد اوشرط من نظام الولايه الجائر الذي قمع وهمش حياتنا وللاسف ضاع عمرنا كثير ولم نرتاح بشغف الحياه بسبب هذا نظام الذي حرمنا من ابسط حقوقنا فكونا تكفون من الولايه ياعرب ربي?