العدسة – موسى العتيبي
“الشعب الزيمباوبوي لم يجد من يحنو عليه، انتو مش عارفين انكم نور عنينا ولا إيه؟ ماحدث ليس انقلابا، وإنما تحركات من أجل الوطن”.
من جديد أعادت دولة “زيمبابوي” تلك الكلمات إلى أذهان سكان القارة السمراء، بعد التحركات العسكرية التي أعلنها الجيش الزيمبابوي، فجر اليوم الأربعاء وقرر من خلالها الاستيلاء على السلطة.
الجيش الزيمبابوي أعلن أنه يستهدف بتلك التحركات معاقبة المجرمين والفاسدين في السلطة حول رئيس البلاد روبرت موجابي.
قوات الجيش استولت على مقار التليفزيون والإذاعة والمباني الحكومية، وأذاع المتحدث العكسري بيان الجيش بنفسه معللا ذلك بأن التليفزيون الحكومي رفض إذاعة البيان بناء على أوامر من مسؤولين بالدولة.
وعلى الرغم من أن كل الدلائل تشير لوقوع انقلاب عسكري إلا أن الجيش الزيمبابوي يرفض هذا المصطلح، ويصر على اعتبارها تحركات من أجل معاقبة الفاسدين.
خطة السيطرة على الدولة
وانتشر جيش زيمبابوى فى أنحاء العاصمة “هرارى”، حيث سيطر على هيئة البث الرسمية (زد.بى.سى)، بعدما وجه حزب الاتحاد الوطني الإفريقى الزيمبابوى، (الجبهة الوطنية الحاكمة)، الذى يتزعمه موجابى، اتهاما لقائد الجيش بالخيانة، مما زاد من التكهنات بحدوث انقلاب على الرئيس.
كذلك، اعتقلت قوات الجيش، وزير المالية إجناشيوس تشومبو، الذي يٌعد عضوًا بارزًا بالحزب الحاكم، وتتزعمه جريس زوجة موجابى، كما أغلقت قوات من الجيش وعربات مصفحة، الطرق المؤدية إلى المقر الرئيسي للحكومة والبرلمان والمحاكم في وسط العاصمة، وبعد ذلك أعلن الجيش سيطرته على مقري مجلس الوزراء والبرلمان.
فيما أفادت وسائل إعلام في زيمبابوى أن الرئيس موجابى ينتوى التنحي بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش سيطرته على مقر البرلمان والمحاكم وهيئة الإذاعة والتليفزيون في البلاد.
وكعادتها أعلنت الخارجية الأمريكية أن السفارة الأمريكية في هارارى تراقب التطورات فى زيمبابوى عن كثب، مضيفة “نشجع كل الأطراف على حل النزاعات بهدوء وسلمية فى إطار عمليات ديمقراطية ودستورية شفافة لحل الخلافات”.
رئيس زيمبابوي “روبرت موجابي”
لماذا الانقلابات في إفريقيا؟
وعلى مدار تاريخها شهدت القارة الإفريقية عشرات الانقلابات العسكرية التي تم الإطاحة فيها بنظم عسكرية أخرى، وبعضها يتم الإطاحة فيها بأنظمة منتخبة ديموقراطيا.
الفقر والتدخلات الخارجية، وضعف الثقافة والتعليم، وسيطرة الجيش، والصراعات القبلية، والاقتتال والحرب الأهلية، والمصالح الأمريكية، جميعها أسباب تدعم الانقلابات الإفريقية وتعززها، بصورة جعلت القارة السمراء تشهد مايزيد عن 200 انقلاب عسكري على مدار المائة عام الماضية، حيث كانت تشهد بعض الدول أكثر من انقلاب في العام الواحد.
وبالانقلاب “الزيمبابوي” الذي لم تتضح معالمه بعد يكون هذا الانقلاب رقم 12 في القارة الإفريقية منذ بداية الألفية الثالثة.
” تحرك قوات الجيش في زيمبابوي والانقلاب العسكري “
12 انقلابا في الألفية الثالثة
ونستعرض هنا أبرز تلك الانقلابات والتي غالبا ماتنجح إلى حين يأتي انقلاب جديد ويطيح بها.
انقلاب إفريقيا الوسطى 2003، وهو الانقلاب الذي قاده فرانسوا بوزيزي تمردًا ضد الرئيس آنج فيليكس باتاسيه الذي كان في زيارة للنيجر، ولم تتمكن طائرته من الهبوط نتيجة لسيطرة قوات بوزيزي على المطار.
انقلاب موريتانيا 2005، وهو الانقلاب الذي قام به القائد العسكري علي ولد محمد فال بالإطاحة بحكم الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في انقلاب عسكري سلمي في أعقاب أزمات سياسية كبيرة بالبلاد.
انقلاب موريتانيا 2008، وهو الانقلاب الذي قام به، الجنرال العسكري محمد ولد عبد العزيز رئيس أركان الحرس الرئاسي انقلابًا عسكريًّا للإطاحة بحكم الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
“محمد ولد عبد العزيز” قائد الانقلاب بموريتانيا
انقلاب غينيا 2008، وهو الانقلاب العسكري الذي وقع بعد وفاة الرئيس لانسانا كونتيه بفترة قصيرة قام المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية بزعامة موسى داديس كامارا بالسيطرة على السلطة في البلاد، وأعلن أنه سيتولى قيادة البلاد خلال فترة انتقالية مدتها عامين بعدها تتم الانتخابات الرئاسية.
انقلاب مدغشقر 2009 وهو الانقلاب الذي قاده رئيس بلدية “أنتاناناريفو” أندريه راجولينا للإطاحة بحكم الرئيس مارك رافالومانانا.
انقلاب النيجر2010، وهو الانقلاب الذي قام به مجموعة من الجنود بمهاجمة القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي حيث اعتقلت الرئيس مامادو تاندجا الذي أدى لأزمة سياسية كبيرة في البلاد عقب إعلانه نيته التمديد لفترة رئاسية جديدة بالمخالفة للدستور، فقام بحل الجمعية الوطنية وأنشأ المحكمة الدستورية التي مكنته من عمل استفتاء جديد لدستور يعطيه صلاحية التمديد لفترات رئاسية جديدة، والذي يحول النظام السياسي في البلاد من نظام شبه رئاسي إلى نظام رئاسي؛ مما يعني المزيد من السلطات للرئيس.
انقلاب غينيا بيساو 2012، وهو الانقلاب الذي قام به الجيش باعتقال رئيس الوزراء السابق والفائز بالمركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية كارلوس غوميز، تلك الانتخابات التي نظمت في أعقاب وفاة الرئيس السابق مالام باكاي.
انقلاب مالي 2012، وهو الانقلاب الذي وقع بعد تمرد عسكري من قبل مجموعة من العسكريين الماليين، قاموا بالاستيلاء على القصر الجمهوري في العاصمة باماكو وحاصروا الرئيس وعائلته كما اعتقلوا عددًا من الوزراء، هذا الانقلاب جاء على خلفية عدم استجابة الحكومة لمطالب زملاء هؤلاء العسكريين بتسليحهم في مواجهة “المتمردين الطوارق” في شمال مالي، وتعرضهم لهزائم متكررة نتيجة لذلك.
” الانقلاب العسكري في مالي 2012 “
انقلاب إفريقيا الوسطى 2013، وهو الذي تمكن فيه ميشيل دجوتوديا قائد تحالف متمردي السيلكا ذوي الأغلبية المسلمة من السيطرة على العاصمة بانغي ليستولي على السلطة في البلاد بعد الإطاحة بالرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزي، ويتم إعلانه رئيسًا للجمهورية بعد أدائه للقسم كأول رئيس مسلم للجمهورية في يناير 2014.
انقلاب مصر 2013، وهو الانقلاب الذي قام به وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يطيح بأول رئيس مدني منتخب، وهو المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013، ويعلن تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسًا مؤقتًا.
انقلاب بوركينا فاسو 2015، وهو الانقلاب الذي وقع ما بين 16 و17 سبتمبر 2015 من قبل مجموعة عسكرية من الحرس الرئاسي، وتم خلاله عزل الرئيس الانتقالي ميشيل كافاندو ورئيس الوزراء يعقوب إسحاق زيدا، وحل الحكومة، وتشكيل مجلس وطني ديمقراطي لإدارة البلاد.
انقلاب زيمبابوي 2017، وهو الانقلاب الذي قام به الجيش الزيمبابوي ضد الرئيس روبرت موجابي بينما لم تتضح معالمه بعد.
اضف تعليقا