فضيحة إفريقية..

يبدو أن ما في جعبة دولة الإمارات من فضائح لا نهاية له، كأنه بئر سحيق لا قاع له، فكلما تصور البعض أن قاع النفاق والتلاعب والخيانة قد أتى، تفاجئنا الإمارات بفضائح أخرى تؤكد أن قادتها وسياساتها قد بلغوا من الدناءة ما لم يبلغه غيرهم.

آخر تلك الفضائح ما جاء في مؤتمر قادة الصحفيين الأفارقة المنعقد في العاصمة الغانية، أكرا، يومي 1 و2 يونيو/ حزيران الجاري، حيث أدان المجتمعون المحاولات الأخيرة المتعمدة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة التلاعب بالمنظمات الصحفية في إفريقيا، بهدف إصدار بيانات عامة وشن حملات تستهدف مونديال عام 2022 الذي تستضيفه دولة قطر، أحد الخصوم الإقليميين لإمارات الشر.

كما أعلن الصحفيون كذلك تأييدهم للجهود الجادة التي تبذلها المؤسسات الإفريقية لإبعاد كرة القدم عن تصفية الحسابات في النزاعات السياسية وجر الصحفيين الأفارقة إلى أنشطة تتجاوز مصالحهم ونطاق صلاحياتهم المنوطة بهم، على عكس ما تفعل الإمارات.

وأشار بيان الصحفيين الأفارقة كذلك إلى أنهم يرفضون “بازدراء” المحاولات، التي وصفوها بـ “الدنيئة”، لاستخدام الصحفيين الأفارقة ومنظماتهم والتلاعب بهم كأدوات للهجوم على تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.

وفي ضربة معاكسة لجهود الإمارات ومحاولاتها “الدنيئة”، أعلن اتحاد الصحفيين الأفارقة دعمه الكامل للموقف الذي اتخذه الاتحاد الدولي لنقابات العمال (ITUC) بشأن حالة حقوق العمال في قطر، وأشار إلى أنه يلحظ التقدم غير المسبوق الذي تم إحرازه في هذا الصدد حتى الآن.

إذن، فأموال الإمارات التي أنفقوها، كانت حسرة عليهم، وانقلب السحر على الساحر، فلم تُنتقد قطر، بل مُدحت قطر، وانتُقدت الإمارات، هذه نتيجة أموالهم المشبوهة.

 

صفقة ضخمة لأغراض مشبوهة..

لم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الإمارات أموالها لأغراضها المشبوهة، ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال، بل إن ديدن الإمارات هو استخدام ثروتها المادية الضخمة في الأغراض المشبوهة.

الاثنين الماضي، أعلنت قناة عبرية عن صفقة ضخمة بين إمارات الشر والكيان الصهيوني، وذلك رغم استمرار دولة الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية، ومخطط تهويد حي الشيخ جراح بالقدس. حيث كشفت قناة “كان العبرية” أن دولة الاحتلال الصهيوني والإمارات اتفقتا على نقل كميات كبيرة من النفط إلى الكيان لنقله وتصديره إلى أوروبا.

يذكر أن صواريخ المقاومة الفلسطينية كانت قد ضربت خط النفط في عسقلان الذي يصل من الإمارات إلى الاحتلال الإسرائيلي، حيث وصلت صواريخها إلى المدن المحتلة في أقصى الشمال، وشكلت تهديدًا غير مسبوق له.

لم تكن هذه الصفقة هي الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، فمنذ توقيع اتفاق الخيانة مع الاحتلال في 13 أغسطس/ آب الماضي، وقعت الإمارات عشرات الاتفاقات مع الاحتلال، في مجالات عديدة، منها التجارة والسياحة والرياضة، في مشهد يدل على أن الأمر ليس اتفاق تطبيع، بل هو تحالف كامل وتطابق في الرؤى.

إذن، فالإمارات هنا تستخدم ثروتها لخدمة الكيان الصهيوني الذي يقصف فلسطين وينتهك مقدسات المسلمين ويعادي الشعوب العربية والإسلامية، وما ذلك إلا معاداة للشعوب واستجلابًا لرضا إسرائيل عن حكام الإمارات لإبقائهم على كراسيهم.

 

معاداة للشعوب..

الإمارات كذلك دعمت الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 على الرئيس المنتخب، محمد مرسي، وسوقت له دوليًا، وساهمت في تثبيت أركان النظام العسكري بقيادة الجنرال الخائن، عبد الفتاح السيسي. وفي سبيل ذلك صرفت مليارات الدولارات من ثروات شعبها، وما ذلك إلا نكاية في الشعوب التي تاقت إلى الديمقراطية، وتنفست الحرية، فلم تجد إمارات الشر بُدًّا من أن تجهض هذه التجارب حتى لا تنتقل الحرية إلى بلادهم فتنتزع الكرسي من تحت أقدام حكامها المستبدين.

الإمارات دخلت كذلك إلى اليمن بذريعة محاربة الحوثيين، لكنها ما أنفقت درهمًا إلا في سبيل تمديد نفوذ حكامها وسيطرة قادتها على اليمن وثرواته، ولم تنفق درهمًا إلا أضرَّ باليمنيين من ناحية أخرى، كل ذلك في سبيل إذلال اليمنيين والسيطرة على مقدرات اليمن وموارده.

كانت الإمارات كذلك داعمًا رئيسًا لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو/ تموز 2016، ولم تُخْفِ الإمارات ولا قنواتها البهجة ليلة الانقلاب على الرئيس المنتخب، رجب طيب أردوغان، لكن سرعان ما نكصوا على أعقابهم ونُكّست رؤوسهم وضاعت أموالهم هباء، بعد إفشال الشعب التركي للمحاولة الانقلابية.

الخلاصة، تحاول الإمارات التمدد من خلال ثروتها لتعبث في أرجاء المنطقة بأسرها، لكنها ما استخدمت يومًا هذه الأموال بغرض تحسين أحوال الشعوب، أو الدفع في اتجاه الحريات والديمقراطيات والعدالة، لكنها دومًا ما تستخدمها في التفريق بين أبناء الشعب الواحد، وفي إجهاض الديمقراطية ومعاداة الشعوب، ولا تريد الإمارات تحسين أي شيء، سوى أن تحسن سمعتها الرديئة وعلاقاتها المشبوهة.