انتشرت في الآونة الأخيرة عدة فيديوهات لحاخامات يجوبون دولة الإمارات، للوهلة الأولى يظن البعض أنهم جاءوا للإمارات من أجل السياحة والعمل، لكن الأمر تخطى ذلك بكثير بالنسبة لهم.
أعلن الحاخامات دون حرج أنهم جاءوا للأراضي العربية لتأسيس مجتمع يهودي في الإمارات، ويتزعمهم حاخام صهيوني يدعى “ليفي دوخمان” وهو أول حاخام مرخص في دولة الإمارات.
ومنذ أيام أقام الحاخام الصهيوني دوخمان حفل زفافه في إحدى فنادق أبو ظبي الكبرى، بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين والسفراء والوزراء ورجال الأعمال الذين تراقصوا على ألحان الأغاني اليهودية في قلب العاصمة الإماراتية.
كما عقب الحاخام دوخمان على تلك الوقائع التي افتخر بها حتى احمرت أنفه قائلاً “هذه كانت في الأحلام.. واليوم أصبحت حقيقة”.. فلماذا يفتخر الحاخام بتلك الفاعلية وكيف عمل على تأسيس مجتمع صهيوني في أبو ظبي؟! وإلى أي الطوائف اليهودية المتطرفة ينتمي ليفي دوخمان؟!.
مستقبل لليهود
وصل الحاخام ليفي دوخمان إلى الإمارات في عام 2014، حيث بدأ يقود فاعليات لليهود في الدولة الخليجية، وكانت أولها أنه أقام صلاة تلمودية في عيد يسمى عيد الفصح أو العبور في جامعة نيويورك بأبوظبي عام 2014.
بعد ذلك أقام دوخمان على فعالياته التي أكد أنها تقام بالتنسيق مع المستويات العليا في الدولة الإماراتية، وقال إنه انشغل ببناء مستقبل لليهود في الإمارات لأن الحياة هناك على حد قوله كانت “مزدهرة”.
وخلال تلك الأعوام القليلة التي قضاها ليفي متنقلاً بين أبو ظبي ودبي، نجح في إنشاء مؤسسات يهودية في الإمارات مثل “حضانة “ميني ميراكلز كوشر” متعددة اللغات، ومركز للجالية اليهودية ووكالة الإمارات لشهادة الكوشر ومطعم يهودي وكنيس للصلاة.
والآن هو يطمح أن تضم الإمارات 30 ألف يهودي خلال العشر سنوات المقبلة، مؤكداً أن حياته هناك باتت يسيرة لدرجة أنه يحصل على طعام الكوشر اليهودي بشكل أسهل من حصوله عليه في لندن.
كل ذلك ظهر إلى العلن بعد اتفاقية التطبيع التي تمت بين الإمارات ودولة الاحتلال في سبتمبر عام 2020، لكن من الواضح التسهيلات التي حصل عليها الصهاينة داخل الأراضي الإماراتية قد بدأت قبل ذلك بكثير.
حباد لوبافيتش
صرح الحاخام ليفي دوخمان أنه تم إرساله إلى دولة الإمارات من قبل طائفة تسمى حباد لوبافيتش الصهيونية، وهي جماعة متطرفة جمعت أشد المعادين للعرب والإسلام في تاريخها.
تلك الحركة تستهدف الأطفال بشكل خاص وتستميلهم لحب دولة الاحتلال والانتماء إليها، مقرها الرئيس في تل أبيب ولها أكثر من 4500 حاخام يهودي في العالم، وقد مولت تلك الحركة أكثر الزعماء الصهاينة تطرفاً في هذا العصر بنيامين نتنياهو ومولت حملته الانتخابية.
وتتخصص الحركة في إنشاء الأنشطة التعليمية وتهدف إلى تربية الأطفال اليهود في كل أنحاء العالم وهو ما يفسر لماذا اهتم الحاخام دوخمان في تأسيس حضانة للاطفال متعددة اللغات.
وقد أُنشئت قبل 200 عام كحركة داعمة للحركة الصهيونية في العالم، وافتتحت على مدار تلك السنين فروعاً عديدة بدول العالم، واستهدفت الأطفال خلالها، ولها واقعة شهيرة عندما أرسلت وفد من الأطفال الصهاينة إلى نيبال بعد وقوع زلزال بها كرسالة تضامن أشرف عليها شمعون بيريز شخصياً.
الخلاصة يتضح من تاريخ الحركة مدى ميولها وخطورتها خصوصاً على أطفال المسلمين والعرب، الذين يسهل تشكيل عقيدتهم، وكذلك تبرز خطوات الحاخام ليفي الذي يطبق ذلك المنهج في بلاد العرب والمسلمين، بمساعدة محمد بن زايد وحاشيته الذين يعملون كوكلاء للاحتلال الصهيوني في المنطقة.
اقرأ أيضاً : إغلاق صحيفة الرؤية سلط الضوء مجدداً على قمع الحريات في الإمارات
اضف تعليقا