شهدت العلاقات الإماراتية مع الكيان الصهيوني تطورًا ملحوظًا منذ توقيع اتفاقيات التطبيع في عام 2020، إلا أن مقتل الحاخام الضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي “زفي كوجان” في الإمارات ألقى الضوء على أبعاد خطيرة لهذه العلاقة.
تؤكد منظمة حباد اليهودية المتطرفة استمرار أنشطتها في الإمارات رغم الحادثة، مما يعكس إصرار أبوظبي على دعم المشروع الصهيوني تحت ذريعة “الانفتاح والتسامح”.
فيما تعتبر منظمة حباد اليهودية من أبرز الحركات المتطرفة التي توسعت في الإمارات بفضل دعم السلطات المحلية بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم. تأسست المنظمة منذ 250 عامًا وارتبطت بأنشطة صهيونية عالمية تهدف إلى تعزيز النفوذ اليهودي في مختلف الدول.
طبقًا لتقرير صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن مقتل الحاخام كوجان كان صدمة للمجتمع اليهودي المتزايد في الإمارات. ومع ذلك، أكد مسؤولو حباد استمرار أنشطتهم وسط ظروف وصفتها السلطات الإماراتية بأنها آمنة نسبيًا لليهود.
تصريحات الحاخام “شالوم دوتشمان”، أحد قادة المنظمة، تسلط الضوء على الثقة المفرطة التي توليها الإمارات لهذه المجموعات. ورغم الحادثة الدامية، تستمر المنظمة في توسيع نشاطها، بما في ذلك بناء مراكز جديدة تحت رعاية مباشرة من القيادة الإماراتية.
مقتل كوخان واهتزاز الثقة
اغتيال الحاخام كوخان كشف عن هشاشة الوضع الأمني في الإمارات وعن المخاطر التي تنجم عن فتح البلاد أمام مجموعات تحمل أيديولوجيات متطرفة. الخاطفون، الذين أفادت التقارير بأنهم كانوا في طريقهم إلى سلطنة عمان، يعكسون تصاعد التوترات نتيجة سياسات التطبيع.
على الرغم من إدانة إسرائيل للحادثة باعتبارها “عملًا معاديًا للسامية”، كان السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، حريصًا على وصفها بأنها “هجوم على قيم التسامح الإماراتية”.
هذه التصريحات تعكس محاولة لتبرير العلاقة مع الاحتلال وإضفاء طابع انساني على مشاريع التطبيع، التي لا تخدم سوى أجندات صهيونية تحت غطاء دبلوماسي واقتصادي.
تواطؤ علني
رغم الحادثة، سارعت القيادة الإماراتية إلى تعزيز علاقاتها مع منظمة حباد وذكرت مصادر أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وجه بصرف خمسة ملايين دولار كدفعة أولى لدعم أنشطة المنظمة. كما تم الإعلان عن خطة لبناء مركز يهودي جديد باسم “بيت زفي” تخليدًا للحاخام المقتول.
هذه الخطوات تثير تساؤلات حول دور الإمارات في تعزيز النفوذ الصهيوني بالمنطقة. فبدلًا من مراجعة سياسات التطبيع، اختارت أبوظبي الاستثمار في مشاريع تعزز الوجود اليهودي المتطرف في الخليج.
يشار إلى أنه منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، تحول الخليج إلى بيئة خصبة للمنظمات الصهيونية، وعلى رأسها حباد. بفضل الدعم الإماراتي، افتتحت هذه المنظمة أول مركز تعليمي يهودي في الخليج، ونظمت فعاليات لترويج الثقافة اليهودية في المنطقة.
هذا التوسع يعكس تحول الإمارات إلى منصة لتعزيز النفوذ الصهيوني، بما في ذلك توفير الأطعمة “الكوشير” وتنظيم أنشطة تستهدف تغيير الهوية الثقافية للخليج.
الخلاصة أنه في ظل هذه التطورات، يتضح أن التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني لا يخدم سوى أجندات الاحتلال، بينما يضع دول الخليج في مواجهة مخاطر جديدة. منظمات كحباد، التي تروج للنفوذ الصهيوني تحت ستار “التسامح”، تمثل تهديدًا للهوية العربية والإسلامية.
على الدول العربية أن تعيد النظر في سياساتها تجاه التطبيع، حيث إن استمرار هذه المشاريع لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام في المنطقة.
اقرأ أيضًا : أرسل 5000 قذيفة.. تفاصيل دعم محمد بن زايد للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية في غزة
اضف تعليقا