قامت السلطات المغربية، بحسب مصادر، بتسليم المواطن الأسترالي أسامة الحسني إلى السعودية بعد أيام قليلة من موافقة المحكمة المغربية بتسليمه، دون السماح لمحاميه، الذين يؤكدون أنه يواجه “خطراً حقيقياً” بالتعرض للتعذيب وانتهاكات أخرى، بالاستئناف على القرار.

 عملية تسليم الحسني كانت صادمة للغاية كما وصفها محامو الحسني الدوليون، والذين طلبوا من المقررين الخواص للأمم المتحدة إثارة القضية مع السلطات المغربية، مشيرين إلى وجود “مخاوف ذات مصداقية” من أن الحكومة السعودية تستهدفه بسبب آرائه السياسية، محلمين السلطات المغربية مسؤولية أي انتهاكات قد يتعرض لها، خاصة وأن “تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة في المملكة العربية السعودية عند تسليمه قد أثير مرارًا وتكرارًا من قبل المستشار الدولي للسيد الحسني في اتصالات مع الحكومتين الأسترالية والمغربية، وفي نداء عاجل إلى المقررين الخاصين للأمم المتحدة “- بحسب المحامين.

They wronged an innocent person': Wife of Australian Osama Al-Hasani says  he's been handed to Saudi authorities

 في بيان رسمي صادر عن العائلة والمحامين، أكدت السيدة هايدي ديجكستال- محامية الحسني- أنه “تم التسليم بعد أيام فقط من موافقة محكمة مغربية على طلب المملكة العربية السعودية للتسليم، وقبل أن يتمكن محامو السيد الحسني المحليون من اتخاذ خطوات للطعن في القرار والطعن فيه”.

 وأضافت “تمثل عملية التسليم خطراً حقيقيًا.. سلامة السيد الحسني وأمنه وحقوقه الأساسية سيتم انتهاكها بشكل لا يمكن إصلاحه في المملكة العربية السعودية، ولا سيما بسبب المخاوف ذات المصداقية من أن السيد الحسني مستهدف من قبل حكومة المملكة العربية السعودية بسبب آرائه السياسية التي انتقدت الحكومة”.

 وتابع البيان “إنه أمر مخيب للآمال ومثير للقلق أن الحكومة المغربية نفذت عملية التسليم على الرغم من التزامها الواضح بموجب القانون الدولي، وبموجب قبولها لاتفاقية مناهضة التعذيب، بعدم تسليم أي شخص إلى دولة توجد فيها أسباب حقيقية للاعتقاد في خطر التعرض للتعذيب”.

 من جانبها، أكدت الحكومة الأسترالية، الخميس، أنها على اتصال بالسلطات المغربية وأن مسؤولاً في السفارة الأسترالية تمكن من زيارة الحسني، وهي الزيارة التي أثارت مخاوف كثيرة لدى السلطات الأسترالية حول سلامة الحسني بسبب ظروف احتجازه ووجود نية لتسليمه.

 وفي بيان أرسلته وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية لصحيفة “الغارديان”، أكدت الوزارة أنها تحاول تقديم المساعدة القنصلية للمواطن الأسترالي الذي اعتقل في المغرب في 08 فبراير/شباط 2021، في إشارة للسيد الحسني.

 وجاء في البيان أن “الحكومة الأسترالية قلقة بشأن ظروف احتجازه، وإمكانية تمكنه من التمتع بحقوقه القانونية”، كما أبدت الوزارة تخوفها من “صلاحية الإجراءات المتبعة في عملية تسليم الحسني إلى المملكة العربية السعودية”.

 وكان أسامة الحسني -وهو مواطن سعودي وأسترالي- قد اعتقل بعد وقت قصير من وصوله إلى المغرب في 8 فبراير / شباط، بعد تقدم السعودية بطلب تسليم.

Grave fears for Osama al-Hasani as Saudi Arabia extradition hearings start  in Morocco

 في حوارها يوم الخميس الماضي وقبل عملية التسليم، قالت السيدة هناء زوجة أسامة “لا أستطيع وصف مشاعري… لقد قيل لي اليوم للتو إنه يمكنني زيارة زوجي للمرة الأولى منذ اعتقاله والآن يُقال لي أن هذه قد تكون زيارتي الأخيرة وقد تكون آخر مرة أراها على قيد الحياة”.

وتابعت “حقيقة أنه سيتم تسليمه إلى المملكة العربية السعودية تعني ببساطة أنه سيتعرض للتعذيب وربما أسوأ من ذلك، أشياء لا أريد التفكير فيها الآن”.

وأردفت “ما زلت آمل أن تحدث معجزة وما زلت على ثقة من أن هذا البلد لديه حكماء في السلطة، بقيادة ملك المغرب، لن يسمحوا بحدوث ذلك”…. لكن وبكل أسف تمت عملية التسليم التي وصفها محاموه والعائلة بأنها صادمة ومخيبة للآمال.

  للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا: خاشقجي جديد على الطريق.. القاتل سعودي والسكين مغربي!