أعلنت الإمارات في 13 مايو/ أيار الجاري وفاة رئيسها خليفة بن زايد آل نهيان والذي تم تنصيبه في عام 2004 إلا أنه في عام 2014 قد أصابته جلطة دماغية أبعدته عن الساحة حتى وفاته، وخلال تلك الفترة استفحل أمر محمد بن زايد أخيه الأصغر غير الشقيق الذي أصبح في تلك الفترة الحاكم الفعلي للإمارات وقد وضع سياسيات الدويلة الخليجية الداخلية وكذلك رسم خارطة طريقها الخارجية وقد تم تنصيبه بعد ذلك الحدث مباشرة رئيساً للإمارات رغم أنه على الورق يعد حاكم دبي “محمد بن راشد آل مكتوم” في مرتبة أعلى من محمد بن زايد إلا أن الأخير كان أقوى شخص في الإمارات، ومنذ ذلك الحين وقد انشغل الرأي العام حول التغيرات المتوقعة التي سوف تطرأ على الإمارات بعد تنصيب بن زايد ومن سوف يشغل منصب ولي العهد.

 

هزة لوضع الفيدرالية 

تحدثت صحف عالمية حول حدث تنصيب بن زايد والأخص مجلة “إيكونوميست” التي نشرت تقريراً تحدث فيه عن هذه فيدرالية قد تحدث بعد استلام محمد بن زايد الحكم رسمياً فبعد وفاة الرئيس الإماراتي الأسبق ب 24 ساعة اجتمع حكام الإمارات وانتخبوا بالإجماع محمد بن زايد رئيساً بشكل يعطي صورة أنه لن تكون هناك تغييرات في السياسية لكن أمر أختيار منصب ولي العهد الشاغر حالياً قد يثير بعد الضغائن بين أبناء زايد الذين يطمعون في المنصب، خاصة أن الدستور الإماراتي ينص على بنود معينة لاختيار الرئيس، الذي هو متروك للعائلة الحاكمة لكن إمارة أبو ظبي قدمت حتى الآن ثلاث رؤساء للإمارات فمن يحمل حقيبة أبو ظبي اليوم بات قريباً أن يكون هو الحاكم غداً، وبالتالي قد يحدث ذلك اختلافات على مستوى الإمارات السبع.

 

إشكالية ولي العهد 

تبقى اشكالية اختيار ولي العهد قائمة ومطروحة لكن كيف سيكون قرار بن زايد نفسه؟ وهو ما يشغل الجميع حالياً فلو أراد بن زايد أن يتبع التقاليد، فعليه اختيار ولي عهد من بين إخوته، من أبناء فاطمة وهي الزوجة الثالثة لأبيهم وفي مقدمة كل هؤلاء يأتي طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي القوي صاحب منظومة الأمن الذي يدير أيضا مملكة تجارية واسعة، ورغم تحمله لعدد من المهام العامة في الفترة الأخيرة، إلا أنه يظل في الجوهر رجل الظل في الإمارات،وهو يأتي في المرتبة الأولى قبل شقيقه منصور، صاحب الإستثمارات العالمية والرئيس الأسبق لصندوق سيادي، والمالك الحالي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، أما في المرتبة الثالثة فيأتي عبدالله، وزير الخارجية منذ عام 2006، وهي أيضاً وظيفة مهمة جداً، لكنه لن يرتقي لمكانة طحنون ثم منصور.

للوهلة الأولى فإنه من المتوقع أن يقع الاختيار على واحد من الثلاثة لكن أصوات تحليلية أخرى قد ذهبت لرأي آخر ألا وهو خالد نجل محمد بن زايد الأكبر فقد يسعى رئيس الإمارات الحالي لتحضيره وفي اعتقاده أنه أمام وقت أطول في الحكم الذي تسلم مقاليده رسمياً في سن 61 عام وبالتالي قد يقوم بتجهيزه لخلافته.

 

تمايز أبو ظبي 

أبو ظبي تلعب دور الرأس لجسد الإمارات رغم الفيدرالية المزعومة، بيد أن تعود لها كل الولايات في الإدارة بشكل غير رسمي أو القرارات المصيرية، فطبقاً للدستور قد يكون حاكم عجمان رئيساً للإمارات لكن هذا لن يحدث بطبيعة الحال بسبب سيطرة أبو ظبي على الإدارة فحتى دبي التي لديها أكبر نسبة من عدد السكان في الإمارات 10 ملايين نسمة، لا تتساوى مع أبو ظبي التي تملك كل النفط واحتياطيات الغاز بنسبة 87% من أراضي الإمارات، لذلك فإن الإمارات الأخرى قلقة ليس من فكرة حرمانها من السلطة، ولكن كيفية استخدامها، وقد ظهر ذلك جلياً عندما أقامت دبي علاقات قوية مع إيران، وكذلك في موقف رفض صقر القاسمي، حاكم إمارة رأس الخيمة في شمال البلاد حظر فرع الإخوان المسلمين المحلي، ولم تعجب أي من السياستين حكام أبو ظبي الذي استغل الأزمة المالية في دبي في عام 2009، واحتاجت دبي لحزمة إنقاذ من العاصمة بـ 10 مليارات دولار، ومع الحزمة جاء تنازل عام وتراجع كل منهما عن سياسته الإستقلالية وخضع في النهاية لسلطة ورأي حاكم أبو ظبي.. الخلاصة أن أبو ظبي هي القاطرة التي تقود الإمارات ولذلك فالجميع يرتقب من سيكون ولي العهد؟ ويحمل حقيبة أبوظبي وقد يكون هو الحاكم القادم للإمارات وهذا قد يحدث اختلافات وصراعات بين أبناء زايد وقد يكون خالد نجل محمد بن زايد أحد أطراف الصراع يوماً ما.

 

اقرأ أيضاً :  الإمارات توقع اتفاقاً مع طالبان بشأن تشغيل 5 مطارات.. ماذا تريد الإمارات من أفغانستان؟!