قال مسؤول خليجي كبير إن سيطرة طالبان على أفغانستان بمثابة زلزال مدمر سيشكل الشرق الأوسط لسنوات عديدة، محذرا من أنه – على الرغم من وعود الجماعة بالاعتدال – فإن الجماعة المسلحة حتى الآن لا تزال بنفس شكلها الأساسي كما كانت في السابق.
وفي حديثه شريطة عدم الكشف عن هويته، قال المسؤول أيضاً إن الانسحاب الأمريكي السريع والفوضوي يثير تساؤلات جدية لدول الخليج حول قيمة الوعود الأمنية الأمريكية على مدار العشرين عاماً القادمة.
وقال المسؤول يوم الاثنين “أفغانستان زلزال، زلزال مدمر وكارثي، وهذا سيبقى معنا لفترة طويلة جدا جدا”، وأضاف أن هذه الحادثة تمثل قطيعة كاملة مع عقيدة كارتر التي عفا عليها الزمن – وهو التزام بأن الولايات المتحدة المعتمدة على النفط ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في الخليج.
هل يمكننا حقا الاعتماد على مظلة أمنية أمريكية على مدى السنوات العشرين القادمة؟ أعتقد أن هذا يمثل مشكلة كبيرة في الوقت الحالي – مشكلة كبيرة جداً”.
وأشار إلى أن 20 عاماً من الحرب، التي من المفترض أن تكون “معركة ضد أولئك الذين اختطفوا الإسلام”، لم تترك أي إرث في أفغانستان، كما توقع أن استيلاء طالبان على السلطة من شأنه أن يثير القلق بين القادة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل بشأن ظهور تطرف إسلامي.
وأضاف المسؤول أنه لا يتوقع ألا تتصرف طالبان بشكل مختلف عما كانت عليه عندما كانت في السلطة من قبل، قائلاً: “لا يختلفون عن قادة الماضي، لكنهم أكثر ذكاءً في العالم”.
وقال المسؤول إن المفاجأة الأكبر كانت الإخفاق الكبير للعملية الأمريكية وعلامات الاقتتال البيروقراطي الذي شوه التفكير الأمريكي.
وقال إنه من المحتمل أن يُنظر إلى أفغانستان على أنها انتصار لباكستان وفرصة لصعود الصين- حيث تلعب الولايات المتحدة دوراً ضئيلًا، مضيفاً “إذا كان هناك صراع جيوسياسي حول أفغانستان، فسنرى باكستان والصين من جهة والهند وإيران وروسيا من جهة أخرى”، ولا أعتقد أن الأمريكيين سيكونون جزءًا من الصراع الجيوسياسي على أفغانستان.
بدأت العديد من دول الخليج بالفعل في إعادة ضبط سياستها الخارجية لمراعاة تراجع اعتماد الولايات المتحدة على النفط والانعزالية الشعبية المتزايدة للولايات المتحدة، لكن المسؤول قال إنه يتوقع الآن تسريع هذه العملية، مما يؤدي إلى إعادة الاصطفاف في التحالفات، بل والسعي بكل قوة لإقامة علاقات وطيدة مع المنافسين التاريخيين للولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول أنه يتوقع رؤية مزيد من المناقشات بين السعودية وإيران في المستقبل، وكذلك بين الإمارات العربية المتحدة وإيران، كما أشار إلى توقيع اتفاقية دفاعية بين السعودية وروسيا يفيد أن دول الخليج تسعى لتنويع مصادرها الأمنية بعيداً عن الولايات المتحدة.
الخريطة الجيوسياسية لمنطقة الخليج بدأت تتغير بالفعل، بدأت إيران على سبيل المثال، في ظل حكومتها السابقة بقيادة حسن روحاني، في إجراء محادثات سرية مع المملكة العربية السعودية على مستوى التعاون الاستخباراتي، لكن قد يصبح ذلك الآن أكثر انفتاحاً وعلنية.
البحرين أيضاً تبحث عن تحالفات جديدة في المنطقة، وقد بدا ذلك واضحاً بعد عقد اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، أما الإمارات العربية المتحدة من خلال استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا