موجة غضب عارمة واتهامات بالعمالة تلقاها وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيهود باراك إثر اعترافه بأن إسرائيل هي من بنت الملاجئ، وحفرت الأنفاق الموجودة تحت مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.

وتعالت الأصوات المطالبة بمحاكمته بتهمة الخيانة، وسحب الجنسية الإسرائيلية منه.

موجة الانتقادات جاءت رسمية و جماهيرية، إذ ألقى وزير التعليم من حزب الليكود، يوآف كيش، اللوم على باراك قائلًا” إن الضرر الذي يلحقه بإسرائيل والمجهود الحربي في مقابلاته مع وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن فهمه.

وتابع “وإذا لم يكن ينوي المساعدة، على الأقل عليه الصمت وعدم التسبب بأي ضرر”.

وكان الشارع الإسرائيلي أكثر حدة تجاه تصريحات باراك، وعبر عنها الناقد التلفزيوني في صحيفة “إسرائيل اليوم”، نوعم فتحي، حيث كتب، “لقد كان تصريحًا غبيًا ومحزنًا، خصوصا أنها قيلت في وسائل إعلام أجنبية والتي هي أكثر نقدًا وقسوة بالنسبة لنا”.

وأضاف “لكن لا يوجد شيء يمكن القيام به، حجر ألقاه الأحمق في البئر، حتى 200 وسيلة إعلامية لن تكون قادرة على إخراجه”.

وتابع فتحي “باراك، بدلاً من البحث عن مخبأ للاختباء فيه بعد تدمير الرواية الدعائية الإسرائيلية، واصل الحفر في الماضي عندما ساعدت إسرائيل في بناء الملاجئ، والأنفاق في غزة”.

وواصل انتقاداته قائلاً “إن تصريحاته تسحب السجادة من تحت أقدام الجيش الإسرائيلي وجهوده لإثبات أن حماس هي من بنت شبكة أنفاق تحت مستشفى الشفاء، وتستخدمها كمقرات عسكرية.. اذهب واثبت بعد ذلك للعالم أن إسرائيل ليست من بنتها لهم”.

ووصلت كلمات باراك الشنيعة، بحسب وصف الموقع الإلكتروني “هيدبروت” التابع للمستوطنين إلى الناشط يوآف إلياسي الملقب بـ”الظل” الذي هاجم باراك عبر حسابه على فيسبوك وكتب، “أخبروني بغض النظر عن موقفكم وانتمائكم السياسي، هل يبدو هذا طبيعيًا بالنسبة لك؟ هل هذا مقبول لديكم؟”.

وتابع إلياسي في تغريدته مخاطبًا الجمهور الإسرائيلي “هل تفهمون الضرر الذي لا يمكن إصلاحه؟ هذه التصريحات تتعلق برئيس الأركان، وزير الدفاع، رئيس الوزراء الأسبق، كيف يمر هذا الأمر بهدوء وكأن شيئًا لم يحدث؟ يجب على شخص ما أن يوقف فورًا التدمير والفوضى الذي يتسبب به هذا العميل. أين سلطات إنفاذ القانون؟”.

وقال الصحفي في القناة 14 الإسرائيلية، يتسحاق أبو حتسيرا، إن “إيهود باراك وجه ضربة قاتلة لإسرائيل في مقابلته مع شبكة سي إن إن وأثار ضجة في العالم العربي”.

وأضاف “باراك يرفض أن يهدئ من روعه، ويصر على أن يثير الضجة في خضم الحرب وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود قواتنا للكشف عن مدينة حماس تحت الأرض الواقعة تحت مستشفى الشفاء”.

وهناك من ذهب إلى ما أبعد من توجيه الانتقادات أو إلقاء اللوم على باراك، حيث تجند المغني الإسرائيلي كوبي بيرتس، لمعالجة ما وصفه بـ”العاصفة الكبيرة” التي أثارها باراك واعترافه أن “إسرائيل هي التي بنت الملاجئ والأنفاق في الشفاء”.

وشن بيرتس عبر صفحته على “إنستجرام، هجومًا شديدًا على باراك، وطالب بتجريده من جنسيته الإسرائيلية، ووصفه بأنه “مؤيد للإرهاب”. وأكد، “يجب أن نحرم هذا التافه الداعم للإرهاب من جنسيته ونرسله إلى إيران. لدينا أعداء عظماء في الداخل والخارج ويجب التخلص منهم وإبعادهم عنا”.

ووجهت عارضة الأزياء الإسرائيلية ناتالي ديدون، رسالة شديدة اللهجة إلى إيهود باراك عبر صفحتها على “فيسبوك”، ونشرت قصة أمام مئات الآلاف من متابعيها الإسرائيليين كتبت فيها على خلفية شاشة سوداء، “إيهود باراك، اخرج من حياتنا”.

وجاءت اعترافات باراك، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء، في سياق رده على أسئلة المذيعة كريستيان أمانبور، خلال حوار معه على قناة “سي إن إن” الأميركية، بشأن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود أنفاق ومقر عسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس تحت مجمع الشفاء في غزة.

وقال باراك إن بلاده هي التي بنت الملاجئ وحفرت الأنفاق الموجودة تحت المجمع وذلك قبل 40 أو 50 عامًا، حيث كان الجيش الإسرائيلي يسيطر على قطاع غزة.

وأوضح أنه “من المعروف منذ سنوات عديدة أن هناك ملاجئ بناها متعهدون إسرائيليون تحت مستشفى الشفاء، وتُستخدم مقر لحماس، وتقاطع عدة أنفاق هو جزء من هذا النظام”.

وأثارت تصريحات باراك جدلا في تل أبيب ووُجهت له الانتقادات، في حين تمادى جيش الاحتلال باستهداف المستشفيات في القطاع ومحاصرتها واقتحامها، في محاولة لإثبات مزاعمه بأن المستشفيات خاصة “الشفاء”، توجد بأسفلها ملاجئ وشبكة أنفاق بناها قادة حماس وتستخدم كقاعدة عسكرية للمقاومة، وهو ما تم تفنيده ودحضه.

وسعيًا منه لاحتواء وتدارك تصريحاته واعترافاته حول دور إسرائيل في بناء الملاجئ والأنفاق بمستشفى الشفاء، أصدر مكتب باراك بيانًا قال فيه إنه “تم تحريف كلامه لأغراض دعائية”.

اقرأ أيضا: الناشط الإماراتي أحمد منصور فقد حريته بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي