اضطرت السلطات الإماراتية لإعادة سودانيين جندتهم وأرسلتهم قسرا للقتال في ليبيا، وذلك تحت وطأة ضغط شعبي ومظاهرات نظمتها أسر الشباب السودانيين.

ووصل عشرات من الشباب السوداني إلى مطار الخرطوم، فيما أكدت أسر سودانية أخرى أنها تمكنت أخيراً من التحدث مع أبنائها بعد عودتهم من ليبيا إلى الإمارات.

وقالت صحيفة “التغيير” السودانية إنه بدأ تفويج مئات الشباب السودانيين إلى وطنهم من الإمارات العربية في أعقاب ضغوط شعبية لإعادتهم إثر إرسالهم إلى الأراضي الليبية للقتال مع قوات “خليفة

“.

وأكدت الصحيفة وصول 50 سودانيا، ظهر الثلاثاء، من جملة 609 سودانيين موزعين بين ليبيا والإمارات، كما رجحت عودة 209 مواطنين، صباح الأربعاء.

وأشار الصحيفة إلى أنه وفور وصولهم إلى مطار الخرطوم توجه المجموعة إلى السفارة الإماراتية بالعاصمة السودانية للمطالبة بحقوقهم، وفق ما صرح به أحد العائدين.

وقال شاب، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الطائرة التي أقلتهم ضمت 50 شابا، وينتظر عودة 209 آخرين في الساعة الواحدة، صباح الأربعاء، بمطار الخرطوم.

وكشف الشاب العائد من منطقة رأس لانوف النفطية في الأراضي الليبية، أن عدد الشباب السودانيين المغرر بهم يبلغ 609 شباب سوداني ينقسمون بين الإمارات والأراضي الليبية.

ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل قائلا: “نحن لا نضمن سلامتهم إذا تحدثنا عن المعلومات الكاملة لذلك سنفصح عنها بعد عودتهم”.

في السياق ذاته، قال والد أحد الشباب الذين جندتهم الإمارات، طالبا عدم ذكر اسمه، إن أسرته تحدثت اليوم مع ابنها بعد إعادته من ليبيا إلى الإمارات.

وأضاف أن ابنه أبلغهم بأن شركة “بلاك شيلد” ستقدم عروضاً لهم للعمل داخل الإمارات.

وكشف الأب، أن الابن أوضح لهم أن حجم الخديعة كان كبيراً جداً لدرجة أنهم أخبروهم بأنه سيتم نقلهم من أبوظبي إلى إمارة العين، لكن بعد وصولهم وجدوا أنفسهم في ليبيا، بحسب ما نقله “العربي الجديد”.

وينفي ذلك مزاعم ترددت عن أن ذهاب الشباب حدث برضاهم.

وتنامى غضب واسع في السودان، بسبب روايات لشباب سودانيين، قالوا إن شركة “بلاك شيلد” للخدمات في الإمارات غررت بهم، بعد أن قدمت لهم عروض عمل كحراس أمنيين داخل الإمارات.

لكنه بعد وصول الشباب إلى أبوظبي، خضعوا لتدريب عسكري على الأسلحة الثقيلة، وتم سحب هواتفهم النقالة لمنعهم من التواصل مع أسرهم قبل تخييرهم ما بين القتال في ليبيا أو اليمن.

وأكدت أسر عدد من الشباب أنه جرى إرسال أعداد كبيرة منهم إلى رأس لانوف شمالي ليبيا للقتال حول منشآت نفطية هناك.

ونظمت أسر الشباب الذين يبلغ عددهم أكثر من 400 شاب عددا من الوقفات والاحتجاجات في الخرطوم للتنديد بما حدث، كما سبق أن نظموا وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية بالخرطوم، وأمام مكتب “الأميرة للاستقدام الخارجي”، وهو المكتب المفوض في الخرطوم لشركة “بلاك شيلد”.

ودشن ناشطون سودانيون حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي للضغط على أبوظبي لإعادة الشباب إلى السودان.