تواجه سكوتلاند يارد -شرطة العاصمة البريطانية- ضغوطًا متزايدة لإعادة فتح تحقيق في مزاعم اختراق هاتف الأميرة “هيا” من قبل زوجها السابق حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
كان المحققون قد أغلقوا التحقيق قبل ثمانية أشهر من الإعلان عن حكم المحكمة العليا يوم الأربعاء الماضي، الذي كشف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان وراء عملية تجسس متطورة استهدفت الأميرة هيا بنت الحسين وخمسة من المحيطين بها، بينهم اثنين من فريق الدفاع الخاص بها.
في بيان رسمي، قالت النيابة العامة البريطانية أمس إنها قدمت المشورة القانونية للشرطة لكنها لم تأمر بإغلاق تحقيقها، وقال متحدث: “بناء على طلب من شرطة العاصمة، قدمنابعض النصائح العامة بشأن التحقيق المتعلق باختراق الهاتف، وقد تم اتخاذ قرار إنهاء التحقيق من قبل الشرطة.”
من ناحية أخرى، قال مصدر قانوني إن مئات الصفحات من الأحكام القانونية والوثائق الأخرى التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء تشير إلى تورط مشتبه بهم آخرون غير محميين بالحصانة الدبلوماسية.
وكان القاضي البريطاني، السير أندرو ماكفارلين، رئيس قسم الأسرة في المحكمة العليا، قد توصل في مايو/أيار الماضي، إلى أنه تم اختراق هاتف زوجة الشيخ محمد بن راشد السابقة، الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، 47 عاماً، واثنين من محاميها: البارونة شاكلتون من بلجرافيا، ونيكولاس مانرز. .
زعم محامو هيا في تقديمهم للمحكمة أن بن راشد خالف خمسة قوانين بريطانية، بما في ذلك مراقبة الاتصالات وإفساد مسار العدالة وخرق قانون حماية البيانات، وقد خلص ماكفارلين إلى أنه من المرجح أن يكون بن راشد مسؤولاً عن استخدام برنامج التجسس Pegasus التابع للشركة الإسرائيلية NSO، وأنه كان هناك إساءة استخدام للسلطة من قبل رئيس الحكومة الإماراتية، ما يعتبر انتهاكًا للقانون الجنائي المحلي.
في سياق متصل، قالت شرطة العاصمة إن القسم المختص تلقى ادعاءات متعددة بارتكاب جرائم تجسس، بما في ذلك الوصول غير المصرح به واختراق الأجهزة الرقمية المتعلقة بستة ضحايا [الأميرة هيا ومعاونيها].
وقالت متحدثة باسم الشرطة: “تعامل الضباط مع المشتكين وتم إجراء تحقيقات مهمة بالتعاون مع شركاء إنفاذ القانون على مدى خمسة أشهر… وقالت القوة إن التحقيق أُغلق في فبراير/شباط لعدم وجود فرص تحقيق أخرى”.
وأضافت المتحدثة: “سنراجع بالطبع أي معلومات أو أدلة جديدة تظهر للضوء فيما يتعلق بهذه المزاعم”.
من جانبه، قال مارك لويس، المحامي الذي ساعد في فضح اختراق الهاتف: “يعتبر اختراق هاتف أحد المحامين من قبل الخصم أحد أكبر التهديدات التي تقوض الديمقراطية التي تحترم القانون. لكن قد تعيق مسائل الاختصاص القضائي التحقيق الجنائي فيما يتعلق بمكان وقوع الجريمة المزعومة ومكان تواجد المجرمين المزعومين “.
تعد برامج التجسس Pegasus من أكثر برامج التجسس تطوراً كونه صُمم خصيصاً لوكالات الاستخبارات والشرطة، لكن ساهم إساءة استخدامه من قبل الحكومات المختلفة في اعتقال الصحفيين والمعارضين، حيث يمكن للبرنج تسجيل المكالمات ونسخ الصور الفوتوغرافية وتصوير المستخدمين سراً والوصول إلى دفاتر العناوين وسجل المكالمات والتقويمات ورسائل البريد الإلكتروني وتاريخ تصفح الإنترنت.
الشيخ محمد بن راشد يعاني بالفعل من سمعة سيئة فيما يتعلق بمعاملته لأفراد عائلته، تسببت في فتح عدد من القضايا والتحقيقات ضده في المملكة المتحدة من قبل، وقد كانت هناك دعوات بالفعل لإجراء تحقيق علني ضده لقيامه باختطاف إحدى بناته في كامبريدج عام 2000، خاصة وأن المحامين يزعمون أن لديهم أدلة جديدة، بما في ذلك هوية الحارس الشخصي البريطاني الذي اختطف الأميرة شمسة عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها من كامبريدج قبل نقلها بطائرة هيليوكوبتر إلى دبي.
قال جود لانشين، المحامي في Bindmans LLP ، وألون جونس QC ، إنهم سوف يسلمون الأدلة الجديدة إلى شرطة كامبريدجشير.
الجدير بالذكر أن المحققون في التحقيق الأصلي قدموا شكاوى من أنه تم حظر التحقيق من قبل الخارجية.
وكان ماكفارلين قد قضى العام الماضي بأن بن راشد دبر عملية اختطاف شمسة وشقيقتها الأميرة لطيفة (35 عاما) التي اختطفت من يخت في المحيط الهندي عام 2018.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا