العدسة – باسم الشجاعي

بعد الفيديو الأول الذي تم تسريبه ويظهر فيه وزير الخارجية اللبناني، “جبران باسيل” متحدثًا عن رئيس مجلس النواب “نبيه بري” ويصفه بـ”البلطجي”، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً جديدًا، في المناسبة نفسها (لقاء بلدة محمرش البترونية)، يقول فيه: “”حلتها نحنا نكسرلو راسو ومش هوي يكسرلنا راسنا”.

وفصلت ساعات قليلة فقط بين الفيديو الأول وبين مقطعين صوتيين لباسيل، تحدث فيهما طوال 25 دقيقة عن علاقة تياره بمجلس النواب وبرئيسه، وبتقييمه لعدد من القوى السياسية المسيحية في لبنان.
وقال “باسيل” في التسجيل: “كل هذه البرعطة لنبيه بري لأنه فهم انه لم يعد يستفيد منا في الدولة. الاغتراب ليس له… تخيلوا ان هناك واحداً يضع يده على السلطة التشريعية مثلما يريد، لدى التكتل 126 قانوناً معطلاً في المجلس من عام 2005 حتى اليوم”.
كما شملت قائمة الشتائم التي كالها “باسيل” لـ”برّي” اتهامه بـ”الوقاحة” لأنه “وافق على قانون الانتخابات الذي انتزعناه بعد مكسبي انتخاب العماد (ميشال) عون رئيسًا وتشكيل حكومة متوازنة، ثم رفض تطبيق القانون ويحاول عرقلة انتخاب المغتربين لأنه كيديّ”.
وفي التسجيل الثاني، يتحدث “باسيل” عن علاقته بعدد من القوى المسيحية بشيء من السُّخرية، مع تأكيده أن “الأساس هو في الحفاظ على حالة الاسترخاء والهدوء في الصف المسيحي ومنع تفاقم أي خلاف”.

وفور انتشار الشريط المصور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال “باسيل”، في تصريح صحفي: “أعرب عن أسفي لما سرّب من كلام لي في الإعلام أتى في لقاء مغلق في بلدة بترونية بعيداً عن وسائل الإعلام، لا سيما أنه خارج عن أدبيّاتنا وأسلوبنا في الكلام، وقد أتى نتيجة المناخ السائد في اللقاء؛ مهما تعرّضنا له فإننا لا نرضى الانزلاق بأخلاقيّاتنا”.
ووجدت هذه الأزمة الطارئة قبيل الانتخابات النيابية في مايو المقبل، انعكاساتها في حملات تراشق عنيفة بين الطرفين مساء “الأحد”، على مواقع التواصل الاجتماعي.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات المنددة بالفيديو السرب؛ إذ سرعان ما رد أنصار “حركة أمل” ورئيس مجلس النواب “نبيه بري” على كلام وزير الخارجية ووصفوه “بالقزم”، وذلك على الرغم من اعتذار وزير الخارجية عمّا ورد منه بحق رئيس البرلمان.
فيما توجّه وزير المال “علي حسن خليل” باللوم لرئيس الجمهورية “ميشال عون”، والد زوجة باسيل، فغرّد قائلًا: “إذا كان هناك من يسمع فليسمع أن صهره المفضل قليل الأدب ووضيع وكلامه ليس تسريباً، بل هو خطاب الانحطاط ونعيق الطائفيين أقزام السياسة الذين يتصورون أنهم بالتطاول على القادة يحجزون موقعاً بينهم”.
ووفقا لما قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن وزير المال، سيطرح الأمر في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، وذلك نقلًا عن مصادر لم تسمها من “حركة أمل”.

المصادر ذاتها، أكدت أن أصداء الشريط وصلت الى “أبيدجان” (مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي يرعاه “باسيل”) التي من المقرر أن تستضيف في 2 و3 من الشهر المقبل.
وأوضحت أن مناصري الحركة أكّدوا أنهم يستعدون لتحرّك لمواجهة المؤتمر الذي لم يُعرف بعد ما إذا كانت أحداث الساعات الأخيرة ستؤدي إلى إرجائه أم لا.