وافق أمس الأربعاء، الذكرى الـ18 لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، التي شنها تنظيم “القاعدة” ضد الولايات المتحدة، على أرضها، وأسفرت عن 3 آلاف قتيل، و6 آلاف مصاب، و10 مليارات دولار خسائر مادية.
قام بتنفيذ الهجمات 19 شخصا، لقوا حتفهم جميعا، باستخدام 4 طائرات مخطوفة، استهدفت برجي التجاري العالمي في نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، فيما كانت الرابعة متجهة إلى العاصمة واشنطن، لكنها تحطمت في بنسلفانيا.
اعتقلت واشنطن، على خلفية الهجمات، 1200 شخص، خلال أقل من 4 أشهر، متهمة إياهم بالمساهمة بشكل ما في تدبير تلك الهجمات. أودعت غالبيتهم في معتقل “غوانتنامو” سيء السمعة، والذي كان محل مساءلات حقوقية واسعة للحكومات الأمريكية المتتالية.
وعلى الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” بإغلاق معتقل غوانتانامو، إلا أنه ظل مفتوحاً حتى الآن، يضم 40 معتقلاً، بينهم 5 اتُخذت إجراءات لنقلهم إلى بلدان أخرى، و26 آخرين محتجزين إلى أجل غير مسمى من دون توجيه اتهامات لهم، وبلا محاكمة.
وفي تقرير نشره، الأربعاء، استعرض موقع “الحرة” الأمريكي، مصير 11 من أبرز من تصفهم واشنطن بالعقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
“أسامة بن لادن”
نفى زعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” صلته بالهجمات، لكنه تراجع عن ذلك لاحقا. ولم تتهمه واشنطن رسميا، لكنه كان على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في دار السلام (تنزانيا) ونيروبي (كينيا) في عام 1998.
وبعد مطاردة استمرت 10 سنوات، قتل “بن لادن” على يد قوات أمريكية خاصة في مجمع في أبوت آباد، باكستان، في 2 مايو/أيار 2011.
“خالد شيخ محمد”
العقل المدبر للهجمات، وهو باكستاني الجنسية، كان مرشدا وممولا لتفجير مركز التجارة العالمي في 1993، وعم “رمزي يوسف” الذي قاد ذلك الهجوم.
اعتقل “شيخ محمد” في مارس/آذار 2003 في روالبندي باكستان، على أيدي مسؤولين أمنيين باكستانيين، يعملون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، واحتجز في عدة سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات الأمريكية، ويقبع منذ عام 2006 في معتقل غوانتانامو.
في 11 فبراير/شباط 2008، وجهت وزارة الدفاع الأمريكية الاتهام لـ”شيخ محمد” و4 آخرين؛ هم “رمزي بن الشيبة” و”مصطفى أحمد الهوساوي” و”عمار البلوشي” و”وليد بن عطاش”.
وفي 26 يوليو/تموز 2019، قدم محاموه خطابا للمحكمة بأن موكلهم مهتما بالإدلاء بشهادته ضد “دور السعودية” في تلك الهجمات، مقابل تخفيف الحكم عنه.
حدد قاض عسكري أمريكي عام 2021 موعدا لمحاكمة “شيخ محمد”، ورفاقه الأربعة، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، ويواجهون جميعا عقوبة الإعدام في حال أدينوا.
“رمزي بن الشيبة”
معتقل بغوانتنامو، يبلغ من العمر 47 عاما، وهو يمني الجنسية، تصف واشنطن بأنه “منسق” هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وأنه كان يعد لهجمات أخرى حتى اعتقاله في نهاية 2002.
شارك في الحرب بين شمال اليمن وجنوبه سنة 1994 إلى جانب القوات الحكومية. في سنة 1995، انتقل إلى ألمانيا حيث التقى بـ”محمد عطا”، ليشكلا معا برفقة “مروان الشحي” و”زياد جراح” ما عرف باسم “خلية هامبورغ”، التي شارك أعضاؤها كلهم (ما عدا بن الشيبة)، في تنفيذ الهجمات، بحسب تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية.
“مصطفى أحمد الهوساوي”
تصفه وزارة الدفاع الأمريكية بأنه “مدير مالي” في القاعدة. شمل عمله دعم تحركات وتمويل خاطفي الطائرات التسعة عشر، وتسهيل وصولهم إلى الولايات المتحدة.
سعودي الجنسية، من مواليد سنة 1968. التحق بتنظيم القاعدة متأخرا، في بداية سنة 2000 وتلقى تدريبات عسكرية في معسكر الفاروق قرب مدينة قندهار.
اعتقل برفقة “خالد الشيخ محمد” في كراتشي مارس/آذار 2003، ونقل إلى غوانتامو في سبتمبر/أيلول 2004. يقول تقرير وزارة الدفاع الأميركية إنه وجد في حوزته كتاب من 19 صفحة يتضمن أرقام هواتف وعناوين لأشخاص ذوي علاقة بالقاعدة.
“عمار البلوشي”
اسمه الحقيقي “علي عبدالعزيز علي”، وهو ابن شقيق “خالد شيخ محمد”. ولد في بلوشستان سنة 1977، وقضى أغلب حياته في الكويت.
تقول وزارة الدفاع الأمريكية إنه ساعد، في التخطيط لعمليات القاعدة وتسهيل إجراءات سفر 13 على الأقل من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وكان أيضا مسؤولا عن تهريب مقاتلي القاعدة وعائلاتهم بعد سقوط كابول في يد القوات الأمريكية.
اعتقل في كراتشي في أبريل 2003، مع كل من “وليد بن عطاش” وأربعة أعضاء آخرين من القاعدة.
وليد بن عطاش”
يمني، من مواليد سنة 1978 في محافظة شبوة، ويطلق عليه أيضا اسم “خلاد”. يصفه المحققون الأمريكيون بأنه قيادي في القاعدة، وحارس شخصي سابق لـ”أسامة بن لادن”.
ينتمي إلى عائلة “جهادية”، أربعة من بين إخوانه التسعة شاركوا في عمليات أو تنظيمات جهادية في مناطق مختلفة. وهو نفسه شارك في الحرب في طاجكستان وأفغانستان حيث فقد ساقه في إحدى المعارك ضد قوات تحالف الشمال.
ويتهم “بن عطاش” أيضا بالمشاركة في التدبير للهجوم على المدمرة الأمريكية “يو أس أس كول” في اليمن سنة 2000. كان مكلفا بدراسة الإجراءات الأمنية لشركات الطيران التي استعمل المهاجمون طائراتها.م
“أبو الدحداح”
قضت محكمة إسبانيه في عام 2005 بسجن “أبو الدحداح” 27 عاما بتهمة التآمر في هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ولكونه عضوا في تنظيم القاعدة، قبل أن يخفف عنه الحكم لاحقا إلى 12 عاما، بسبب عدم كفاية الأدلة.
“زكريا موسوي”
مواطن فرنسي من أصل مغربي، أعتقل قبل أحداث 11 سبتمبر بأسابيع قليلة. لاحقا، اشتبه في أنه كان الخاطف العشرين في هجمات 11 سبتمبر/أيلول وأدانته محكمة أمريكية، عام 2006 بالتآمر لارتكاب أعمال الإرهاب والقرصنة الجوية. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
“منير المتصدق”
أحد شركاء منفذي الهجمات المتمركزين في هامبورغ. حكمت عليه محكمة ألمانية بالسجن 15 عاما لدوره في مساعدة منفذي الهجمات. تم إطلاق سراحه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم رحل إلى المغرب.
وتشمل خلية هامبورغ الألمانية إسلاميين متطرفين أصبحوا في نهاية المطاف عناصر رئيسية في هجمات 11 سبتمبر.
“أبو تراب الأردني”
صهر زعيم القاعدة “أيمن الظواهري”. أردني الجنسية. وصفته الولايات المتحدة بأنه كان واحدا من خمسة على دراية بتفاصيل هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ونسب إليه تدريب خاطفي الطائرات على اللياقة البدنية، ونزع سلاح ضباط الأمن الجوي، وكيفية التخاطب بالإنجليزية. تفيد تقارير المخابرات الأمريكية بأن “أبو تراب” قتل على يد القوات الأمريكية عام 2001.
“محمد عاطف”
يكنى بـ”أبو حفص المصري”، وكان قائدا عسكريا لتنظيم القاعدة في جلال آباد، وتتهمه واشنطن بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وقد قتل أيضا في ضربة أمريكية عام 2001.
اضف تعليقا