كتبه – غراس غزوان
“الشبيح” لقب من بين ألقاب عديدة لحبيب العادلي، آخر وزير داخلية في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والذي تم تعيينه مؤخرا مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية وتسريبات عديدة من داخل المملكة.
فمنذ صدور حكم بالسجن 7 سنوات بحق “العادلي” منتصف مايو 2017 الماضي، في قضية الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، اختفى الرجل وأعلنت وسائل إعلام محسوبة على النظام هروبه، ولم تتوصل قوات الأمن إلى مكانه أو تعلن القبض عليه منذ ذلك التاريخ، مع تواتر تأكيدات بهروبه خارج البلاد بمساعدة النظام الحاكم.
يضاف إلى ذلك مصادر عديدة وحسابات موثوق بها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أكدت لجوء حبيب العادلي إلى المملكة العربية السعودية للعمل فيها ومساعدة ولي العهد في خططه الأمنية، حيث اشتهر العادلي بوحشيته وممارسته التعذيب من خلال تعزيز نفوذ الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى، وخاصة جهاز أمن الدولة، وكان أحد أهم أسباب خروج المصريين في ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك.
العادلي مستشارا لولي العهد
موقع “هاف بوست عربي” أكد على لسان مصادر سعودية مطلعة وجود وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في السعودية، وأنه يعمل مستشارا لولي العهد من المقر السابق لوزارة الشؤون البلدية والقروية القريب من مبنى وزارة الداخلية بالرياض.
وقالت المصادر للموقع إنه جرى إخلاء جميع الموظفين من مبنى وزارة الإسكان، وإحلال عشرات الضباط المصريين محلهم ليكونوا تحت إدارة “العادلي”.
ويأتي هذا التقرير بعد ساعات من تقرير آخر نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية والتي قالت فيه أيضا إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، استعان بحبيب العادلي في حملته لقمع معارضيه والنخب الملكية والاقتصادية للبلاد.
كما أكد المعلومة حسابات شهيرة على موقع تويتر، من بينها “كشكول ، والعهد الجديد، ومجتهد ، وطامح، وفارس بن سعود” وهي حسابات معروفة بنقلها ما يدور داخل قصور المملكة، موضحة أن مصادرها أكدت أن حبيب العادلي أحد الذين استقدمهم “بن سلمان” للعمل في جهاز أمن الدولة بالمملكة.
حبيب العادلى
تأسيس جهاز الأمن
قال صاحب حساب “العهد الجديد” في تدوينة له عبر حسابه بموقع “تويتر”: “تسريب مهم: أكدت مصادرنا أن حبيب العادلي (الشبيح ووزير الداخلية المصري السابق) هو أحد الذين استقدمتهم السعودية للعمل لديها في جهاز أمن الدولة”.
يأتي هذا بعد أن أعلنت المملكة في 20 يوليو الماضي، إنشاء جهاز أمني جديد تحت عنوان “رئاسة أمن الدولة” على غرار جهاز أمن الدولة في مصر، وجعلته تابعا لرئاسة الوزراء مباشرة.
وأوضحت التسريبات أن السعودية استعانت بالعادلي الهارب من تنفيذ أحكام قضائية لاستنساخ نظريته في التعامل مع الجماعات والحركات الإسلامية، وأساليب القمع المختلفة التي كانت تمارس في السجون المصرية في عهده.
صورة ( التعذيب في السجون المصرية)
كما كشف حساب “مجتهد” على موقع تويتر في سبتمبر الماضي، عن خطة لتدريب الكوادر السعودية في ملفات الإعلام والأمن والتعامل مع التيارات الإسلامية، تكون فيها مصر هي المرجع الرئيسي والمزود بالكوادر في التعامل مع هذه الملفات، بهدف إبعاد أي تأثير سياسي أو ثقافي أو تربوي في الرياض، لتهيئتها للتطبيع الكامل مع إسرائيل.
وهو ما يشير إلى أن النظام المصري قام بإرسال العادلي على رأس مئات الجنود لمساعدة “بن سلمان” في إنشاء جهازه الأمني الجديد الذي يسعى من خلاله للسيطرة على المملكة وفتح طريقه إلى العرش.
وبحسب ما أورده مجتهد، فإن الخطة بنيت على مئات الضباط والمسؤولين المصريين ممن وصفهم بـ”المتصهينين” لتوظيفهم في الدول الخليجية لتوجيه الأمن والجيش والإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية وتطويع تلك المؤسسات للتطبيع مع إسرائيل.
وأشار “مجتهد” إلى وجود 600 ضابط مصري في السعودية تابعين لجهاز أمن الدولة المصري، بالإضافة إلى ضباط في الجيش وطيارين ودبلوماسيين قال إنهم يعملون على تجهيز آخرين لاستلام المسئولية.
بن سلمان
تدبير الانقلاب على “بن نايف” واعتقال الأمراء
وظهرت بصمات العادلي في تنفيذ انقلاب “بن سلمان” على ابن عمه محمد بن نايف، والاعتقالات الأخيرة التي طالت عشرات الأمراء والوزراء السابقين ورجال الدولة في المملكة.
وكشفت تسريبات المغرد الشهير “كشكول” عن تخطيط العادلي لانقلاب “بن سلمان” على “بن نايف” وأنه هو المدبر والمخطط الأول لسيناريو اعتقال الأمراء والأحداث الأمنية الأخيرة في السعودية معتبرا أن قدرات “بن سلمان” العقلية محدودة ولا ترقى لهذا التخطيط المحكم، حسب وصفه.
صورة ( محمد بن نايف)
وتحدثت النيويورك تايمز عن علاقة حبيب العادلي بتعذيب الأمراء ورجال الأعمال وغيرهم من المعتقلين في الرياض.
وقالت الصحيفة: إن ما لا يقل عن 17 من المعتقلين في الحملة الأخيرة يحتاجون لمعالجة طبية، وهو ما يؤكد صحة المعلومات التي كان موقع “ميدل إيست آي” قد انفرد بها قبل أيام حول تعذيب الأمراء.
اضف تعليقا