كشفت تقارير عن تسبب قذيفة للاحتلال الإسرائيلي، في انفجار مسّ أكبر مركز للخصوبة في قطاع غزة في ديسمبر الماضي، ممّا أدّى إلى نزع الأغطية عن خمسة خزانات تحتوي على النيتروجين السائل، كانت في زاوية من وحدة الأجنة.

فيما خلّف تبخّر السائل بالغ البرودة، في ارتفاع درجة الحرارة داخل الخزانات، ليقضي بذلك على أكثر من أربعة آلاف من أجنة أطفال الأنابيب، ناهيك عن ألف عينة أخرى لحيوانات منوية وبويضات غير مخصّبة، كانت هي الأخرى مخزنة في مركز “البسمة” للإخصاب وأطفال الأنابيب.

يشار إلى أن الأجنة المُتواجدة في قلب الخزّانات كانت بمثابة الأمل الأخير لمئات الأزواج الفلسطينيين ممن يواجهون مشكلات في الخصوبة. 

من جانبه، قال بهاء الدين الغلاييني (73 عاما) وهو استشاري أمراض النساء والتوليد: “نعلم بكل جوارحنا ماذا كانت تعنيه الخمسة آلاف حياة تلك، أو الحياة التي كانت محتملة، للآباء والأمهات.. في المستقبل وفي الماضي”.

وتابع بهاء الدين، أن “نصف الأزواج على الأقل لن تكون لديهم فرصة أخرى للإنجاب إذ لم تعد لديهم القدرة على إنتاج حيوانات منوية أو بويضات قابلة للتلقيح”، مردفا: “قلبي محطم إلى مليون قطعة”.

فيما يقول الغلاييني إنه على الرغم من الفقر في القطاع، يلجأ الأزواج الذين يعانون من مشكلات في الإنجاب إلى التلقيح الصناعي، ومن أجل هذا الحلم يبيعون أجهزة منزلية مثل التلفزيون أو المجوهرات للدفع مقابل تلك الخدمة الطبية.

وأكد الغلاييني أن “قذيفة إسرائيلية واحدة أصابت زاوية المركز وفجرت مختبر الأجنة في الطابق الأرضي. ولا يعرف إن كان الهجوم استهدف المختبر عن عمد أم لا”، مضيفا: “كل هذه الأرواح قُتلت أو أُزهقت؛ خمسة آلاف روح في قذيفة واحدة”.من جهتها، أعربت صبا جعفراوي، التي لم تتمكن وزوجها من الإنجاب بصورة طبيعية، وهذا ما دفعهما للجوء للتلقيح الصناعي المتاح على نطاق واسع في قطاع غزة، عن ألمها جرّاء الحادث الذي حصل. خاصة أن الخضوع لعلاج خصوبة لمدة ثلاث سنوات، كان بالنسبة لها يمثّل رحلة نفسية صعبة. 

اقرأ أيضًا : الأمم المتحدة: استشهاد أكثر من 10 آلاف امرأة في غزة