جاء موقف المملكة العربية السعودية تجاه عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي هزيلاً، أقرب منه إلى التخاذل والخيانة.

قبل تلك العملية التي جاءت رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي كانت تستعد مملكة محمد بن سلمان إلى إبرام صفقة تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكن هجوم المقاومة أفسد تلك اللعبة الخبيثة.

وبعد مرور أكثر من 90 يوماً على تلك العملية والعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي خلف أكثر من 23 ألف شهيداً، يخرج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتصريح يؤكد استمرار المملكة في عملية التطبيع.

في الوقت ذاته، صرح السفير السعودي في بريطانيا خالد بن بندر بن سلمان بأن بلاده مازالت مستمرة في مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع اشتعال الأحداث في قطاع غزة.. فما دلالة ذلك الآن؟

دور السعودية 

لعبت السعودية دوراً هاماً في الماضي تجاه القضية الفلسطينية بيد أنها قامت بدعمها مادياً علاوة عن الدور الإقليمي التي قدمته لفلسطين لكن كل شئ اختلف مع وصول محمد بن سلمان إلى سدة الحكم.

منع محمد بن سلمان المساعدات المادية التي كانت تقدم للسلطة الفلسطينية، وقام باستدعاء رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن قبل اندلاع الحرب ليعرض عليه إعادة تقديم المساعدات مقابل إخماد كل أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والأراضي المحتلة.

كذلك لعب بن سلمان دوراً هاماً في القمة العربية الإسلامية عندما رفض استخدام سلاح النفط ضد الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياته الدنيئة في قطاع غزة والتي يستهدف بها النساء والأطفال.

خيانة محمد بن سلمان

واجه محمد بن سلمان مظاهر دعم القضية الفلسطينية بكل قوة داخلياً ليبقي أمر المملكة تحت السيطرة وليمهد لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي حيث قام بمنع الخطب في المساجد الكبيرة التي تتحدث عن فلسطين.

كما انتشر الأمن السعودي بزي مدني بشكل مكثف وقاموا بالقبض على المعتمرين الذين يدعون في الأراضي المقدسة لفلسطين وذلك ليبقي الوضع داخلياً متهيأ إلى إتمام عملية التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني.

أما خارجياً فقد قدم بن سلمان كل فروض الولاء والطاعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام عملية التطبيع (وتصريح بلينكن خير دليل على ذلك)، ذلك بالتزامن مع رفع الحظر عن بيع الأسلحة للسعودية من قبل الولايات المتحدة وكذلك ألمانيا كمكافأة على سعيها لتطبيع العلاقات مع الاحتلال والاهتمام بمصالحه في الشرق الأوسط على حساب القضية الفلسطينية. 

اقرأ أيضًا : بن سلمان يتخذ خطوات لإعلان التطبيع العلني مع الاحتلال الإسرائيلي