العدسة – باسم الشجاعي
فخر الدين باشا، عنوان الحلقة الجديدة في الصراع العلني بين دولة الإمارات العربية وتركيا، فعلى مدار مايقرب من أسبوع يشهد الطرفان حالة من الشد والجذب، بسبب تغريدة على “تويتر” أعاد نشرها وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد آل نهيان”، ولمس فيها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إساءة كبيرة للعثمانيين والأتراك.
ومؤخرًا، دخل ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، على خط السجال الدائر بين الإمارات والأتراك، دون في تغريدة له على موقع تويتر، قائلًا: “فخر الدين باشا هجر جميع أهل المدينة وأخلا المدينة من أهلها.. تماما كما يفعل الطغاة اليوم في تهجير الشعوب.. بماذا تذكرنا يا أردوغان ؟ بقائد تركي له سجل أسود في تاريخ حكمه للمدينة المنورة؟”.
وسرعان ما انهالت على “خلفان”، التعليقات اللاذعة من النشطاء على موقع “تويتر”، ففي تغريدة، قال أحد الحسابات، معلقا: “أجداد أردوغان حموا مكه والمدينة، وحكموا ستة قرون ثلاث قارات ونشروا الإسلام، لكن جدك ماذا فعل غير الفتنه والكراهيه وبيع البهارات؟”.
مهدي الجميعي، غرد قائلًا، ردًّا على “خلفان”: “حين كان أجدادك يتنقلون حبوا كالحيوانات، كان أجداد أردوغان يملؤون الدنيا حضارة و فتوحات، (عشنا وشفنا) شرطيا يتحدث عن التاريخ وعن السياسة”، بينما، قال بلال إبراهيم: “تمامًا كما تفعلون في اليمن”.
أما “هند آل مكتوم”، فكتبت قائلة: “أخالفك الرأي مدير الأمن، على حسب المصدر التاريخي، أن الباشا طلب من المدنيين أن يبتعدوا عن أماكن القصف (اللي) ضربت به بريطانيا المدنيين”.
بينما، قال حساب آخر يدعى “أحمد شطاره”: “يكفي أن اسمه “فخر الدين”.. اسم تطمئن به القلوب.. وليس شخبوط وأخطبوط اسماء قطاع طرق”.
هكذا ردت تركيا
وبعيدا عن الثورة التي أحدثها “خلفان” على “تويتر”، فقد قامت تركيا بتغيير اسم “الشارع 613″، الذي تقع فيه السفارة الإماراتية بتسميته “شارع فخر الدين باشا”.
ووفقا لوكالة “الأناضول”، فمن المقرر تغيير الاسم بموجب قرار يتخذ في أول اجتماع ينعقد لمجلس بلدية أنقرة، ويتم عقب صدور القرار تعليق لوحة “شارع فخر الدين باشا” في الشارع.
ويشار إلي أن وزير خارجية الإمارات “عبد الله بن زايد آل نهيان”، كان أثار ضجة كبيرة، بعد قيامه بإعادة نشر التغريدة، التي تتهم فخر الدين باشا الحاكم العثماني للمدينة بين عامي 1916 و1919، بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم.
وقالت “التغريدة”: “إن الأتراك سرقوا أغلب مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، فهؤلاء أجداد أردوغان وتاريخهم مع المسلمين العرب”.
الأمر الذي دفع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، للرد على “عبد الله بن زايد” قائلًا: “أنتم أيها المثيرون للشفقة تهينوننا، أين كنتم عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة؟”.
وأضاف- في اجتماع مع مسؤولين محليين في مجمع القصر الجمهوري في أنقرة- قائلًا: “فخر الدين كان قائدا للجيش العثماني، وآخر حاكم عثماني للمدينة، ولقب بـ “أسد الصحراء” لشجاعته، ودافع عن مدن إسلامية من قبائل عربية كانت تتعاون مع البريطانيين ضد العثمانيين”.
من هو “فخر الدين”؟
فخري باشا، أو فخر الدين باشا، أو عمر باشا فخر الدين، ولد في بلدة روسجوك في بلغاريا إبان الحكم العثماني لها، وعاش بين عامي 1868 و1948، وحكم المدينة المنورة بين عامي 1916 و1919، حيث لقبه البريطانيون بـ”أسد الصحراء” و”نمر الصحراء”.
وفي سنة 1914 عيّن فخر الدين بك حاكما عسكريا للموصل في العراق، وتمت ترقيته لاحقا إلى رتبة أميرالاي، وبعدها عيّن نائبا لقائد الجيش الرابع في حلب.
وفي مايو 1916 تحرك فخر الدين باشا إلى الحجاز للدفاع عن المدينة ضد قوات الحلفاء، خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تعيينه قائدا لقوات الحجاز في الـ17 من يوليو سنة 1916.
نجح فخر الدين بك في صد قوات الشريف حسين بن علي ولورنس العرب، وحماية سكة حديد الحجاز التي كان يعتمد عليها في الحصول على الإمدادات من تركيا وبلدان المحور المتحالفة معها في الحرب الأولى.
كما يشير بعض المؤرخين إلى أن سكة الحجاز تعرضت خلال هذه المواجهات لنحو 130 هجوما سنة 1917، ومئات الاعتداءات عام 1918، كان بينها تفجير أكثر من 300 قنبلة بها.
اضف تعليقا