خاض ولي العهد الشاب مخاطرة كبيرة من خلال تحدي شريكه الاستراتيجي وخط دفاعه الرئيسي على الساحة الدولية، دونالد ترامب.

بدأ بن سلمان حجز نفسه قبل شهر في قصر شارما، ولكن دوافعه الارتيابية دفعته إلى تغيير ملجأه في كثير من الأحيان، وعلمت “لو فيجاررو” عن مصدر يمكنه الوصول إلى حاشية ولي العهد الشاب السعودي ذي الـ 34 عاما، أنه أمضى الأسبوع الأخير من شهر أبريل على يخته الذي يرسو أمام قصر الجزيرة، مقر إقامة والده الملك سلمان في نهاية الأسبوع، على بعد 80 كيلومترا من جدة، حيث يعتقد الحرس الملكي أن القارب هو المكان الأكثر أمانًا لحماية ولي العهد.

رغم تمكن بن سلمان من إدارة الأزمة الصحية في مملكته بشكل جيد إلى حد ما، إلا أنه دخل مخاطرة كبيرة من خلال تحدي شريكه الاستراتيجي ومدافعه الرئيسي على الساحة الدولية، دونالد ترامب، مع خططه لإغراق سوق النفط العالمي.

يشير رجل أعمال فرنسي مطلع على شؤون شبه الجزيرة العربية إلى أن “هذا هو الخطأ الرئيسي خلال هذه الأشهر من الأزمة”، لقد حطم تحالفه مع ترامب، الرجل الذي يدين له ببقائه في منصبه حتى الآن على الرغم أفعاله.

لقد أضعف بن سلمان صناعة النفط الأمريكية، التي سوف تجد صعوبة في التعافي، بالإضافة إلى الأثر الذي عاد على العمال في هذا القطاع المهم.

في 2 أبريل الماضي، رفع دونالد ترامب هاتفه لإصدار إنذار نهائي للأمير السعودي، بحسب رويترز، وصرح ترامب قائلاً: “خفض إنتاج النفط، وإلا ستنسحب القوات الأمريكية من الجزيرة العربية”.

لمدة خمسة وسبعين عاما، تم ضمان الدفاع عن المملكة من خلال المظلة العسكرية الأمريكية، لأول مرة، منذ شهر العسل الذي بدأ في عام 2017 بين ترامب في الولايات المتحدة، وبن سلمان الجزيرة العربية، تم الكشف عن مثل هذا النزاع علنا من قبل مصادر أمريكية، لكن الأمير “الشاب” لم يكبح اندفاعه لفترة طويلة، “نسي أن ترامب ذهب بعيدا لحمايته في جريمة اغتيال المعارض جمال خاشقجي”.

إن هذا الخطأ الدبلوماسي مؤسف أكثر لأنه جاء في وقت عصيب في مواجهة الوباء، فإن الأداء السعودي جيد إلى حد كبير (28،600 حالة، 191 حالة وفاة)، مما مكن الرياض من تخفيف الاحتواء.

يذكر رجل الأعمال: “لقد اشترت السعودية الكثير من المعدات من الصينيين والكوريين للحصول على المواد اللازمة في المستشفيات”، كان الحظر صعباً للغاية، والغرامات عالية، ولا يزال السعوديون يقبلون بإغلاق مكة والمساجد، وبفضل استبداد بن سلمان، تم اعتماد تدابير قوية”، حتى لو كان عدد المصابين أعلى مما تم الإعلان عنه وأن المغتربين الآسيويين هم أول من يتحمل وطأة الفيروس.

في منتصف أبريل / نيسان، قتلت قوات الأمن السعودية عبد الرحيم الحويطي، قبل بضعة أيام، تجرأ هذا البدوي على نشر مقاطع فيديو ندد فيها بخطط طرد قبيلته من أراضيه في شمال غرب البلاد، حيث من المخطط إنشاء مدينة نيوم المستقبلية، أحد المشاريع الرائدة في رؤية بن سلمان 2030، على بعد آلاف الكيلومترات من الصحراء السعودية.

من لندن، كانت بنت عم القتيل علياء الحويطي، التي شاركت في نجاح انتشار مقاطع الفيديو للبدو غير المحظوظين، تتلقى تهديدات بالقتل من أشخاص تشتبه في أنهم أنصار الأمير، ولكن بما أنه من الخطورة مقاومة بن سلمان في شبه الجزيرة العربية، فقد أُجبرت القبيلة البدوية على الولاء للملك وابنه مرة أخرى.

كما انتهى الخلاف مع السلطات الذي احتفظ به الشاعر والناشط الحقوقي عبد الله الحامد، بشكل مأساوي: في 24 أبريل، توفي الشاعر البالغ من العمر 69 عامًا في السجن، بعد إهمال الحكومة لحالته الصحية.

في محاولة لجعل الناس ينسون هذه الوفيات وتلميع صورة المملكة قبل اجتماع مجموعة العشرين التي ستعقد في الرياض، ألغى بن سلمان الجلد وعقوبة الإعدام للقاصرين، لكن قلة من مواطنيه ينخدعون بذلك.

يحلل المتخصص مارك مارتينيز: “مع هذه الأزمة “كوفيد 19″، يشير الانخفاض في الاستهلاك العالمي للنفط إلى نهاية المشاريع الرئيسية التي قدمتها شركة بن سلمان لتبرير استحواذها.

لكن ذلك لا يمنع الرياض من مواصلة مفاوضاتها لشراء نادي كرة القدم البريطاني نيوكاسل، وهو استحواذ لا يمكن تفسيره إلا من خلال صراع الأنا بين الممالك البترولية في الخليج وقطر والإمارات العربية المتحدة، حيث أن لكل منها بالفعل فريق كبير لكرة القدم في أوروبا

.

للإطلاع على الموضوع الأصلي (اضغط هنا)