اعتبر مركز أبحاث إسرائيلي أن مظاهر الاعتدال الديني وإبداء التسامح إزاء الأديان الأخرى، التي تنتهجها المؤسسات الدينية في السعودية بناءً على تعليمات ولي العهد “محمد بن سلمان”، تهدف لإيجاد مسوغ ديني يشرع بناء شراكات استراتيجية مع (إسرائيل)، وتعزيز العلاقة مع التيار الإنجيلي، الذي يمثل قاعدة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.

وفي ورقة صادرة عنه، لفت “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “بارإيلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، إلى أن “بن سلمان” يعتمد بشكل أساسي في إنجاز هذه المهمة على الدور الحاسم الذي تقوم به “رابطة العالم الإسلامي”، وأمينها العام “محمد بن عبدالكريم العيسى”.

وأفادت الورقة التي أعدها “جيمس دوسري”، وجاءت بعنوان “الاعتدال السعودي، هل هو حقيقي؟”، بأن “العيسى” قاد “رابطة العالم الإسلامي” إلى سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى إضفاء شرعية على التقارب مع (إسرائيل)، ومحاولة إقناع الرأي العام السعودي بذلك، لا سيما من خلال إعلان موقفه الرافض لـ”العنف” ضد (إسرائيل)، إلى جانب مهاجمة من ينكر “الهولوكست” اليهودية.

وأوضح المركز أن الرابطة حرصت على القيام بالكثير من الخطوات الهادفة إلى تمكين المملكة من التقارب مع (إسرائيل)، مشيرا إلى أنها عمدت، بناءً على تعليمات “بن سلمان”، إلى تدشين علاقات مع مراكز الأبحاث الأمريكية الأكثر تحيزا لـ(إسرائيل) والأشد تحمسا لتبني روايتها.

ولفت المركز الإسرائيلي إلى أن “العيسى” عمد مؤخرا إلى التواصل مع “معهد واشنطن دراسات الشرق الأدنى”، الذي يعد أكثر مراكز الأبحاث الأمريكية دفاعا عن (إسرائيل)، حيث ألقى الشهر الماضي محاضرة أمام المعهد، دعا فيها إلى قيام وفدٍ من رجال الدين اليهود والمسلمين والمسيحيين بزيارة القدس المحتلة لتعزيز فرص السلام مع دولة الاحتلال.

وبحسب المركز، فإنه بناء على تعليمات ولي العهد السعودي، أبدت المؤسسات الدينية السعودية مؤخراً، اهتماماً بما تعرض له اليهود على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن وفدا من رجال الدين السعوديين سيزور في يناير/كانون الثاني المقبل، معسكر “أوشفيتس” الذي احتجز فيه اليهود على أيدي النازيين، بمناسبة مرور 75 عاما على تحريره.

وأوضح المركز أن “بن سلمان” يهدف من خلال إبراز مظاهر الاعتدال الديني والتقارب مع (إسرائيل) إلى مدّ “ترامب” بالمسوغات التي تتيح له تبرير مواصلة تقديم الدعم غير المشروط للنظام السعودي أمام الرأي العام الأمريكي، لا سيما في ظلّ حملة الانتقادات التي يتعرض لها هذا النظام داخل الكونغرس والإعلام في أعقاب اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”، وعلى وقع تواصل الحرب في اليمن.

ورأى المركز أن الإصلاحات الدينية التي يمليها “بن سلمان” “سطحية وغير حقيقية”، وتمثل حملة علاقات عامة تهدف إلى دعم حكمه، مشيرا إلى أن إبراز مظاهر هذه الإصلاحات يترافق مع حملة قمع كبيرة يتعرض لها المفكرون داخل السعودية، إلى جانب اضطرار النخب ذات التفكير المستقل للهرب من المملكة.

وتوقع المركز أن تنتهي الإصلاحات الدينية في السعودية إلى فشل ذريع؛ حيث إنها تتعارض مع توجهات الشباب العربي والسعودي.

وتشهد الفترة الأخيرة خطوات متصاعدة للتطبيع مع (إسرائيل) من جانب دول الخليج وخاصة السعودية.