فضحت وثائق رسمية لوزارة العدل الأمريكية جهود سرية يبذلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لترميم صورته السلبية في أمريكا مع قرب تولي “جو بايدن” مقاليد السلطة.

كما كشفت الوثائق عن استعانة السعودية بجماعات ضغط بارزة من بينها جماعة تسمى “أرينا استراتيجي جروب”، إذ تشير سجلات العقد الموقع يوم الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى أنها ستقوم بـ”إبلاغ الجمهور والمسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام بأهمية تعزيز وتعزيز العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والسعودية”. 

وتبلغ قيمة العقد 5 آلاف دولار شهريا، وبالنظر إلى تاريخ التوقيع، فإنه يأتي بعد أسابيع قليلة من إعلان “بايدن” رئيسا منتخبا.

ويتولى جهود الشؤون الحكومية في هذه الشركة “مارك جرول”، وهو استراتيجي جمهوري، وكان مديرا لحملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج دبليو بوش” عام 2004 في ولاية ويسكونسن.

واستعانت السعودية أيضا بخدمات شركة “أوف هيل ستراتيجيس” للفترة من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 18 يناير/كانون الثاني المقبل، أي قبل يومين من انتهاء الفترة الانتقالية وتنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة. 

وستدفع السعودية للشركة أتعابا شهرية بقيمة 25 ألف دولار، بحسب الوثائق التي أوردت عقدا ينص على  قيام جماعة الضغط بـ”دعم جهود تواصل السفارة في الكونجرس وتعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة”.

وشهدت علاقة الرياض بالبيت الأبيض تقاربا كبيرا خلال ولاية “دونالد ترامب”، الذي أقام علاقة شخصية مع حكامها وشن حملة “ضغوط قصوى” ضد خصمها إيران ولم يضغط عليها فيما يتعلق بمجال الحقوق.

وتشعر المملكة بالقلق من احتمال أن تتراجع إدارة “بايدن” عن العقوبات ضد إيران وتعود للاتفاق النووي معها الذي انسحب منه “ترامب”، وتحد من مبيعات الأسلحة، وتحاسبها على مسائل متعلقة بحقوق الإنسان، ولذا قامت بتوظيف بعض جماعات الضغط ذات الصلات بقادة الكونجرس الجمهوريين.