منذ اعتلاء ولي العهد محمد بن سلمان لسدة الحكم في المملكة العربية السعودية وقد فرض قبضة أمنية واسعة على بلاد الحرمين، بالإضافة إلى أنه استحوذ على مقدرات البلاد وجعلها تحت أمرته.

تسبب سلوك ولي العهد الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين ربيعاً من عمره في تدهور أحوال المجتمع السعودي، بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية، لكن الدولة البوليسية التي أقامها محمد بن سلمان جعلت من سجل المملكة الحقوقي هو الأكثر سوءاً فيها.

قام محمد بن سلمان بتكميم الأفواه حيث بات يقبع في السجون العلماء والدعاة والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان وكل من سولت له نفسه انتقاد ولي العهد الذي يرى في نفسه أنه أرفع وأعلى من منزلة الانتقاد.

لم يكتف ولي العهد السعودي المصاب بجنون العظمة بذلك، بل استخدم أساليب للتنكيل من المعتقلين السياسيين عهدها الديكتاتوريين ومنها من لم يعهدها هؤلاء فقط لإرضاء غاية الانتقام لديه.. فكيف كان ذلك؟!.

منع الزيارات واعتقال الزوجات

يمر المعتقل في المملكة العربية السعودية بفترات تعذيب نفسي وجسدي منذ لحظة الاعتقال الأولى حيث يبدأ الأمر بمداهمة المنازل بطريقة همجية لترويع أهل المعتقل ومن ثم يتم اقتياده إلى مكان مجهول.

هناك يخضع لأساليب التعذيب البدني ثم النفسي حيث يتم تجريده من ملابسه وضربه بآلات حادة وتعرضه للكهرباء ثم يترك دون طعام أو شراب بأماكن باردة قبل تعرضه للضوء الشديد.

يجبر المعتقل على الاعتراف جراء تلك الظروف التي تعرض لها ومن ثم يتم الحكم عليه بسنوات طويلة ويتم ترحيله إلى سجون بعيدة بالصحراء.. لكن هل انتهي الأمر عند ذلك الحد؟ لا.

كل ما ذكرنا يقوم به كل الديكتاتوريين أو أغلبهم والذين يبنون حكمهم على الاستبداد لكن محمد بن سلمان ينتقم من المعتقلين انتقاماً آخر بعد ذلك، فهو يقوم بمنع الزيارة عن المعتقل ويهدده بأهله.

إضافة لذلك فإن محمد بن سلمان يأمر سلطاته بالقبض على أزواج بعض المعتقلين مثل زوجة المعتقل محمد كدوان الألمعي والتي قبض عليها في عام 2021 من أجل الضغط على زوجها بالاعتراف بجرائم لم يرتكبها.

انتقام بن سلمان

لا يكتف ولي العهد بذلك بل ينتقم من المعتقلين بإجبارهم على ” الطلاق ” من أزواجهم فهو نوع من الضغط على المعتقل الذي يدمر نفسياً بالكامل بعد تلك الخطوة التي تأخذها تجاهه السلطات.

والحقيقة هي إجراء انتقامي لمحمد بن سلمان لأن المعتقل الذي لقى أصنافاً وألواناً من التعذيب لا يحيا إلا على أمل ملاقاة أهله وعائلته يوماً ما وهو ما يعلمه محمد بن سلمان وزبانيته جيداً لذلك يجبر المعتقلين على ذلك.

هذا الأمر لا يأخذه تجاه المعتقلين فقط بل حتى تجاه المعارضين في الخارج فيقوم بمنع زوجاتهم من السفر إليهم ويمنع كل السبل للقاء المعارض بأهله وما ذلك إلا لأنه يريد الانتقام منهم أشد انتقام.

الخلاصة إن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ينكل بالمعارضين ويعرضهم للتعذيب النفسي ويمنع عنهم زيارات أهليهم وذويهم ويجبر المعتقلين على “الطلاق” من أزواجهم.

اقرأ أيضًا : حرب اليمن.. بلومبيرغ: ولي العهد متهور وشريك غير موثوق