فتحت الشرطة البريطانية تحقيقًا في شكوى تقدم بها المعارض والناشط البحريني سيد أحمد الوداعي ضد النائب عن حزب المحافظين بوب ستيوارت بعد اعتداء الأخير عليه لفظيًا وتوجيه عبارات عنصرية له قائلًا له “ارجع إلى البحرين… أنت تسحب أموالًا من بلدي”.

في مقطع فيديو تم نشره عبر الجارديان الأسبوع الماضي، كان سيد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، خارج السفارة البحرينية في وقفة احتجاجية ضد حفل استقبال أقامته السفارة وكان ستيوارت أحد المدعوين.

بدوره سأل الوداعي ستيوارت عن رحلة تحملت تكاليفها الحكومة البحرينية قبل الانتخابات الأخيرة، قائلًا “بكم بعت نفسك للنظام البحريني؟ لقد تلقيت منهم أموالًا في الآونة الأخيرة”.

رداً على ذلك قال ستيوارت: “اغرب من هنا… البحرين مكان رائع… توقف!”، ثم تابع “اذهب بعيدا، أنا أكرهك… ارجع إلى البحرين”.

وبعد تعليق آخر من الوداعي، رد ستيوارت في الفيديو: ” اسكت! أنت رجل غبي”، ثم قال: “أنت تسحب المال من بلدي، ارحل”.

سيد أحمد الوداعي هو معتقل سياسي سابق في البحرين، تعرض للتعذيب لمشاركته في انتفاضة مؤيدة للديمقراطية في عام 2011، وبعد الحكم عليه تقدم بطلب اللجوء السياسي إلى المملكة المتحدة في عام 2012، وساهم في تأسيس معهد “بيرد” منذ ذلك الحين.

معروف عن الوداعي أنه من المتظاهرين المنتظمين في الأحداث التي تستضيفها البحرين في المملكة المتحدة وفي زيارات الحكومة والعائلة المالكة.

سحب النظام البحريني الجنسية من الوداعي بعد مشاركته في احتجاج على حضور الملك حمد بن عيسى آل خليفة في معرض رويال ويندسور للخيول عام 2013.

حفل الاستقبال المُشار إليه أُقيم الأربعاء الماضي بحضور رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي والبرلماني عن حزب المحافظين ناظم الزهاوي.

في تصريحات خاصة عن الواقعة قال الوداعي للجارديان إنه يسعى للحصول على مشورة قانونية بشأن تصريحات ستيوارت ويفكر في تقديم شكوى إلى اللجنة البرلمانية للمعايير، وأضاف “لا أزال أعاني من ندبات في جسدي حيث ركلتني القوات الأمنية في رأسي… إذا عدت إلى البحرين فسوف أتعرض لمزيد من التعذيب والسجن”.

وتابع “لا أظن أنه كان سيُطلب مني العودة إلى البلد الذي عذبني بوحشية لولا لون بشرتي… لا ينبغي أن يتعرض أي شخص للانتهاكات العنصرية، لا سيما بسبب مساءلة عضو في البرلمان لقبوله هدايا وأموال من أحد أكثر الأنظمة قمعية في العالم “.

في شكواه، قال الوداعي إن ستيوارت انتهك مدونة قواعد السلوك من خلال الإضرار بسمعة الحزب وأنه يجب على الأعضاء عدم مضايقة أي شخص بسبب عرقه أو جنسيته.

وكتب الوداعي: “إقدام أحد أعضاء الحزب، خصوصًا إن كان عضوًا في البرلمان مثل ستيوارت، على توجيه إهانات لفظية لشخص من الجمهور أمر يؤدي بالتأكيد إلى تشويه سمعة حزب المحافظين”.

وتابع “تصريح ستيوارت: ارجع إلى البحرين!.. يُعد انتهاكًا واضحًا لهذا البند ويمثل تمييزًا صارخًا… لولا عرقي، كما هو محدد أعلاه والذي يتضمن لون بشرتي وكوني من أصل بحريني، لما كان أدلى بهذا التعليق العنصري تجاهي “.

حسب مصادر مطلعة، سافر ستيوارت إلى البحرين مرتين تحملت تكاليفهما الحكومة الخليجية منذ عام 2021، ووفقًا لسجل مصالح الأعضاء سافر ستيوارت لحضور معرض البحرين الجوي والتقى بوزير الخارجية، في رحلة كلفت آلاف الجنيهات استمرت لمدة خمسة أيام.

كما أُعلن عن رحلة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بما في ذلك الرحلات الجوية والإقامة والوجبات بقيمة 5349 جنيهًا إسترلينيًا كجزء من الوفد البرلماني إلى حوار المنامة.

وأجريت الانتخابات في البحرين الشهر الماضي دون السماح لمرشحي المعارضة بالترشح من الحزبين الرئيسيين، إذ سجنت السلطات مئات المعارضين منذ حملة 2011 على المتظاهرين الذين يقودهم الشيعة للمطالبة بإصلاحات سياسية.

وقالت منظمة العفو الدولية قبل الانتخابات، إن الانتخابات ستجرى في “بيئة من القمع السياسي”.

دافع ستيوارت عن سجل حقوق الإنسان في البحرين في الماضي، قائلاً أمام مجلس العموم في يناير/كانون الثاني: “لا يوجد سجناء سياسيون في البحرين، كل من في السجن ارتكب جرائم جنائية “.

عن الواقعة، اعتذر ستيوارت عن تصريحاته للوداعي وقال إنه “كان يضايقني باستمرار بقوله إنني أخذت أموالاً من البحرين”.

وتابع: “أعترف أنني وقعت في مصيدة الغضب ولم يكن يجب أن أرد وهو ما يؤسفني… تصريحاتي كانت لإخبارهم أنه يمكنهم الاحتجاج بأمان في البحرين”.

وأضاف “أنا آسف إذا اعتقد أي شخص أنني كنت عنصريًا بأي شكل من الأشكال… بصراحة لم أقصد ذلك أبدًا… آخر شيء قصدته هو أن أكون عنصريًا لأن لدي الكثير من الأصدقاء البحرينيين الجيدين “.

وحول دفاعه عن البحرين، برر ستيوارت ذلك قائلًا “عشت هناك عام 1969، وأستطيع أن أقول إن البلاد شهدت تقدمًا كبيرًا الآن”.

“البحرين أكثر الأماكن أمانًا في الخليج بنظام قضائي نزيه وعادل… إنه أيضًا المكان الوحيد الذي يوجد به كنيس مزدهر  “.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا