تعد تركيا سادس دولة في العالم تصنع وتطور وتصدر الطائرات العسكرية المسيرة (بدون طيار)، وذلك بعد الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي والصين وباكستان وإيران.
وتعتبر تركيا من الدول المتقدمة في استخدام الطائرات المسيرة، إذ بدأ مشروع الطائرات المسيرة التركية على يد “سلجوق بيرقدار”، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو كما يعرف بـ “عراب الطائرات المسيرة”، الذي سميت الطائرات المسيرة باسمه.
ولم يبدأ الحديث عن هذه الطائرات بشكل كبير، وتتناقل أخبارها وسائل الإعلام الدولية، إلا بعد دخولها في المعارك الدائرة في إدلب السورية، عقب سقوط قتلى وجرحى من الجيش التركي بهجمات لجيش النظام السوري
وأعلنت تركيا بالمقابل، سقوط قتلى وجرحى بالمئات في صفوف قوات النظام السوري، وتدمير عشرات المركبات والدبابات والمدرعات ومنصات صواريخ، وتدمير الكثير من المواقع مثل مدارج طائرات، ومستودعات ذخيرة، وأنظمة دفاع جوي، وحظائر طائرات، ومنشأة كيميائية عسكرية، وأثارت تلك الخسائر الانتباه إلى قدرات الطائرات المسيرة المسلحة التركية “بيرقدار TB2”.
#الجيش_التركي ينشر مشاهد جديدة لقصف أهداف عسكرية للنظام السوري
المشاهد تظهر عمليات قصف جوي أدت إلى تدمير منشأة كيميائية عسكرية وقاذفة صواريخ وعدد من المواقع التي يتواجد بها جنود النظام جنوبي محافظة #حلب
https://t.co/tXjb07Oa4i pic.twitter.com/0oQk1TfMp0— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 28, 2020
بداية تطويرها
وفي تقرير لموقع خليج أونلاين رصد مراحل تطول الطائرات المسيرة التي بدأت أولها بتطوير نموذج الطائرة المسيرة “بيرقدار TB2” عام 2007، حيث أجرت أولى رحلاتها في يونيو 2009، عقب ذلك أبرمت الشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار) اتفاقاً لتطوير المرحلة الثانية والإنتاج في ديسمبر 2011.
وانطلقت المرحلة الثانية بالفعل في يناير 2012، حيث أجريت أولى التجارب في أبريل 2014، وسلمت أول ست طائرات للقوات البرية التركية في نوفمبر 2014، أعقب ذلك تسليم ست طائرات أخرى للقوات البرية في يونيو 2015، ودخلت تلك الطائرات الخدمة رسمياً في القوات التركية منذ ذلك الحين.
وتواصل تركيا أعمال تطوير هذا النوع من الطائرات من خلال رفع مستوى أنظمة الكاميرا المركبة عليها، وتخطط لأن يصل عددها بالجيش والأمن في المرحلة القادمة إلى 120.
وقد كان لهذه الطائرات دور مهم في عمليتي “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، اللتين نفّذتهما القوات المسلحة التركية شمالي سوريا، وأبرمت أنقرة اتفاقات لتزويد كل من أوكرانيا وقطر بطائرات من هذا النوع.
مواصفات الطائرات المسيرة
ويتكون نظام الطائرات المسيرة “بيرقدار TB2” من ست مركبات جوية (طائرات) ومحطتين أرضيتين للتحكم والسيطرة، وثلاث محطات للبيانات الأرضية، ومحطتين للفيديو، إضافة إلى معدات للدعم الأرضي.
تُصنف “بيرقدار TB2” ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم) إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفاً إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراماً، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
كما تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار. إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
وقد دمجت شركة “روكتسان” التركية المتخصصة بصناعة الصواريخ والقذائف صواريخ ذكية محلية الصنع من نوع “MAM-L ve MAM-C’yi” في هذا الطراز من الطائرات، وتتميز هذه الصواريخ بالقدرة على إصابة النقطة المستهدفة من بعد ثمانية كيلومترات.
ويبلغ طولها 36.75 قدماً (11.2 متراً)، وعرضها 39.37 قدماً (12 متراً)، فيما يبلغ ارتفاعها 10.50 أقدام (3.2 أمتار).
أما وزنها (فارغة) فيبلغ 420 كغ، ومحملة 650 كغ، وسرعتها الحد الأقصى تصل 155 ميلاً بالساعة (250 كم بالساعة، 135 عقدة)، ونطاقها 3728 ميلاً (6000 كم، 3240 ميلاً بحرياً).
اضف تعليقا