من الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في مصر إلى السماح بالاحتجاجات مقابل 50 مليار دولار، أثارت كلمة السيسي في منتدى شباب العالم 2022 جدلاً كبيراً بسبب تصريحاته التي وصفها البعض بـ “غير المنطقية”، فيما رآها آخرون أنها تؤكد استراتيجيته القمعية والمستبدة.

عُقد منتدى شباب العالم في شرم الشيخ في مصر بين 10 و 13 يناير/كانون الثاني، وتعد هذه النسخة هي الرابعة منذ بدايته في 2017، حيث عُقد بصورة سنوية منذ ذلك الحين، باستثناء عام 2020، عندما تم إلغاؤه بسبب جائحة فيروس كورونا.

يرعى السيسي المنتدى وهو مفتوح لجميع شباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عامًا، والمنتدى عبارة عن منظمة غير حكومية دولية لها رسالة بيان مفادها “نشر رسالة سلام وازدهار وتناغم وتقدم من الشباب إلى جميع الشعوب “.

كراعٍ للحدث، كان لدى السيسي الكثير ليقوله، وكالعادة كانت هذه التصريحات غير منطقية ما تسبب في أن يتصدر عناوين الأخبار على مدار اليومين الماضيين، فيما يلي نظرة على أبرز محطات المنتدى المثيرة للجدل:

 

1.”بيلا تشاو”

لفت المنتدى الانتباه منذ البداية، عندما تم خلال حفل الافتتاح في 10 يناير/كانون الثاني، عرض أغنية الاحتجاج الإيطالية بيلا تشاو (بالعربية: وداعا يا جميلة) على خشبة المسرح أمام السيسي.

نشأت الأغنية الثورية في أواخر القرن التاسع عشر كأغنية شعبية احتجاجية، غناها في البداية عمال يحتجون على ظروف العمل القاسية في شمال إيطاليا، ثم تم تعديلها واعتمادها كنشيد لحركة المقاومة الإيطالية أثناء قتالها ضد قوات الاحتلال لألمانيا النازية في الأربعينيات.

في الآونة الأخيرة، أعيد إحياء الأغنية مع مسلسل (La Casa de Papel) الذي تنتجه شركة نتفلسك، حيث تشارك مجموعة من اللصوص في عمليتي سرقة متقنة: واحدة في Royal Mint of Spain والأخرى في بنك إسبانيا.

عبر الإنترنت، سخر مستخدمو تويتر من منظمي المنتدى لعدم فهمهم لمفارقة الأغنية التي تُغنى أمام السيسي والتي تحرض على الثورة والسرقة المصرفية الناجحة، في حين أن نظام السيسي

 

2. الانتخابات كل عام!

قال السيسي أثناء مخاطبته للصحفيين الأجانب في المنتدى: “أقول دائماً إنني مستعد كل عام لإجراء انتخابات في مصر بشرط واحد: أنتم تتحملون التكلفة المالية للعملية الانتخابية”.

وتابع “أنا مستعد للقيام بذلك كل عام بحضور جميع المنظمات الدولية … وإذا قال المصريون” لا “، فسأرحل”.

جاءت تعليقات السيسي بشأن الانتخابات بنتائج عكسية، حيث تصدر رسم (ارحل يا سيسي) وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر.

أحد المستخدمين غرد باستخدام الوسم قائلاً: “لا نريدك… نحن غير قادرين على الأكل والشرب، ولا نستطيع دفع الفواتير، ولا يمكننا دفع الضرائب، نحن نعيش في منازلنا غير مطمئنين، ولا نشعر بالأمان “.

 

3. احتجاجات بقيمة 50 مليار دولار

في كلمته، أكد السيسي على أن حرية التعبير في مصر مضمونة، وأنه على استعداد تام لقبول أي نقد حقيقي من أجل النهوض بالدولة المصرية، بل شدد على أنه سيسمح للمصريين بالتظاهر في الشارع، إذا حصل على 50 مليار دولار كل عام، حيث قال “اعطوني 50 مليار دولار كل عام، وسأطلب من المصريين التظاهر”.

برر السيسي ذلك بحجة أن مصر تحتاج ما بين 20 و 30 مليار دولار سنويًا لتغطية نفقاتها، قائلاً “هل من الطبيعي أن أكسب وادخر هذا المال في الوقت الذي تشهد فيه البلاد مظاهرات”.

قوبلت الاحتجاجات في مصر الأعوام الماضية بعنف واضح من قبل قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، فضلاً عن اعتقال عدد كبير منهم.

 

4.الدفاع عن سجل مصر الحقوقي

عقب سؤال حول حقوق الإنسان في مصر، ادعى السيسي أن العديد من التصريحات الخارجية حول الملف الحقوقي في بلاده تستند إلى معلومات غير دقيقة، مؤكداً وجهة نظره من خلال سؤاله للحشد “هل تحبون شعبنا أكثر منا؟ هل تخافون على بلدنا أكثر مما نخاف؟ “

ثم دعا كل من يزعم أن لديه بيانات عن عدد حالات الاختفاء القسري إلى تقديم هذه المعلومات إلى الدولة.

تعرض سجل حقوق الإنسان في مصر لانتقادات واسعة، لا سيما من قبل جماعات حقوق الإنسان الأجنبية، حيث تقدر هيومن رايتس ووتش أن هناك حوالي 60 ألف سجين سياسي في مصر، وهي انتقادات لطالما رفضتها القاهرة.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا