تتحدث الصحف العالمية عن مدن تبنى على طراز جديد توفر الرفاهية لساكنيها وتكسبهم مزيداً من الراحة علاوة عن التمتع بالعيش بعيداً عن التلوث المناخي وكذلك مشاكل الازدحام.

وبدأت تلك الأفكار تنتقل إلى الشرق الأوسط، حيث تم الإعلان عن مدن جديدة مثل مدينة نيوم ومشروع ذا لاين، وقد ارتبطت تلك المدن بمصطلح جديد يدعى مدينة  الـ 15 دقيقة.

انتشر ذلك المصطلح بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة خاصة بعد جائحة كورونا التي أحدثت صعوبة في التنقل لكنه مثلما وجدت مؤيدين وداعمين بقوة فقد وجد أمامه منتقدين ورافضين لتلك الفكرة.

وبين هذا وذاك أجرت جامعات عالمية أبحاثاً على ذلك المصطلح الذي انتشر مؤخراً انتشار النار في الهشيم لمحاولة الوقوف على جدوى تحقيقه وهل يحقق الراحة والرفاه أم أنه سيكون أداة في يد الحكومات لقمع البشر.

مفهوم 15 دقيقة 

يحث مفهوم مد الـ 15 دقيقة على إعادة تشكيل رؤية تخطيط المدن لتحويلها إلى نماذج مرنة تستطيع سكانها الوصول لمناطقهم خلال وقت قصير عبر بناء كيانات عمرانية تتوفر فيها جميع المرافق المجتمعية.

وتركز على أماكن العمل والسكن والترفيه والتسوق التي تتصل بعضها ببعض عبر مسارات للمشاة بحيث لا يستغرق الوصول إليها أكثر من 15 دقيقة سيراً على الأقدام.

تحدث المحاضر في قسم هندسة الموارد الطبيعية والمدنية في جامعة كانتربري توم لوغان حول مرونة مدن الـ 15 إلى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حيث أشار إلى أنها ستسهل وصول المقيمين إلى الأشياء عبر السير أو ركوب الدراجات الهوائية وهو ما يتم في مدينة الـ 30 دقيقة في سيدني.

قمع الشعوب والحريات 

مثلما وجد مصطلح الـ 15 دقيقة المؤيدين له كذلك وجد المنتقدين الذين نظروا إلى الجانب المظلم من تلك المدن التي تدعي الحكومات أنها خالية من التلوث واتخذتها كدعاية انتخابية كما حدث في فرنسا.

تحاول الحكومات تقييد حركة المقيمين في تلك المدن بيد أنهم يتحكمون في خطوط سيرهم وتحصرهم في خيارات معينة ويسهل التحكم فيهم، علاوة على ذلك فإنها تكون خانقة وتزيد من العزلة في واقع الأمر.

كما أكدت مدونة تعود إلى عام 2021 نُشرت في موقع كلية لندن للاقتصاد، أن مدن الـ 15 دقيقة تعتبر تقسيم فرعي، تسعى الحكومات من خلالها إلى جعل البشر عبيد بمفاهيم حديثة.

الخلاصة أن مدن الـ 15 دقيقة تواجه انتقادات عديدة كون الحكومات تحاول حصر خيارات البشر والتحكم فيهم وجعلهم عبيد بمفاهيم حديثة وهو الجانب المظلم التي تخفيه الدراسات الخاصة التي تقدمها الحكومات.

اقرأ أيضًا : كيف تسبب خليفة حفتر في كارثة درنة الليبية؟!