يستعد عشاق كرة القدم حول العالم لمتابعة مباراة من أهم مباريات أشهر بطولة أوروبية على الإطلاق، إذ من المنتظر أن يلتقي مانشستر سيتي الإنجليزي نادي باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعب بارك دي برينس في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، الأربعاء 28 أبريل/نيسان.

 

هذه المباراة المرتقبة كان من المستحيل خوضها بسبب العقوبات التي فُرضت على النادي الإنجليزي بسبب التشكيك في نزاهته المالية، لكن وبصورة مخيبة للآمال، تحديداً في 13 يوليو/تموز 2020 تمت تبرئة مانشستر سيتي من قبل محكمة التحكيم الرياضية بعد إدانته من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لفشله في احترام اللعب المالي النظيف، ليتم إلغاء قرار حرمان النادي الإنجليزي من المشاركة في البطولة الأوروبية لمدة موسمين.

 

الثنائي الأوروبي المقرر أن يخوضا واحدة من أشرس مباريات البطولة الأربعاء، يتشابهان في كونهما مملوكان لأثرياء من الخليج العربي، ولطالما وُجهت إليهما اتهامات باستغلال أموالهما لتسيير المصالح، لكن بالنظر إلى تاريخ “مانشستر سيتي” نجد أن سجله مليء بالمخالفات وانتهاك القوانين، بعكس باريس سان جيرمان، الذي يحاول الالتزام بالقواعد، ما يجعل منه الطالب الجيد، مقارنة بالسيتي.

 

في حواره مع الإذاعة الفرنسية “RTL، قال بيير روندو – الاقتصادي الرياضي- “تمت معاقبة السيتي بعد فوات الأوان من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والهيئة المسؤولة عن تطبيق العقوبات على اللعب المالي النظيف”.

في حين قال فينسينت تشوديل ، المؤسس المشارك لمرصد الأعمال الرياضية “كان السيتي حريصاً دائماً على رفض أي شكل من أشكال الالتزام بقرارات السلطات، على عكس باريس سان جيرمان…. تتمثل استراتيجية النادي الإنجليزي في تجاوز القواعد الفيدرالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم من خلال القانون المدني… لديهم نهج متعدد الجنسيات لفعل ذلك”.

 

شفافية باريس سان جيرمان

 

“عندما اتُهم باريس سان جيرمان بمحاولة انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف، تعامل النادي بشفافية عالية لإثبات براءته”، أكد بيير روندو ذلك معلقاً على تعرض النادي الفرنسي لاتهامات مماثلة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يُشتبه في أن المساهم الأكبر في السيتي، الشيخ منصور بن زايد عبر مجموعة أبوظبي المتحدة، دفع مبالغ مالية عالية بشكل غير مباشر لشركات لرعاية ناديه الخاص وهو ما يتعارض مع لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

 

ومؤخراً، جاءت أزمة مشروع الدوري الأوروبي الممتاز، والذي كان مانشستر سيتي واحدًا من 12 ناديًا “مؤسساً” للبطولة التي تم إجهاضها في النهاية. لكن إذا انسحب السيتي من البطولة، فلن يكون السبب متعلقًا بكرة القدم أو احتجاج المشجعين، أو حتى احتجاج مدربهم المحترم دولياً بيب غوارديولا، بالتأكيد ستكون هناك أسباب أخرى خلف الكواليس.

 

السعودية وراء الدوري الممتاز الجديد؟

 

من ناحية أخرى، ووفقاً لمصدر دبلوماسي مقرب من نادي الإنجليزي، فإن الوعود بدفع ملايين بل مليارات اليورو للأندية المشاركة في المسابقة الجديدة “لم تكن من بنك جي بي مورغان الأمريكي، ولكنها ستأتي في الواقع من المملكة العربية السعودية.. عن طريق وكلاء”.

 

تتطلع الدولة الشرق أوسطية [السعودية] إلى الاستثمار في الرياضة العالمية وسوق كرة القدم الأوروبية منذ عدة سنوات، يقول بيير رونديو: “عدم طلب مصدر الأموال شيء خطير للغاية…. إنه دليل على عدم المهنية وعدم استعداد”.

لكن المصدر الدبلوماسي أكد أن مالك النادي، مجموعة أبوظبي المتحدة، “لا يريد ربط صورته بحليف صاحب سجل سيء في احترام حقوق الإنسان، وارتكاب انتهاكات كارثية”.

 

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا