بالرغم من أن فتح الرياض مجالها الجوي بصورة كاملة أمام الطائرات الإسرائيلية يعتبر تقدماً كبيراً في العلاقات بين البلدين، فإن هذا القرار لن تعترف به السعودية كخطوة نحو التطبيع، رغم أهميته، كما وصف مسؤول أمريكي رفيع المستوى، جاء ذلك في وقت ربما تتأثر فيه جهود التطبيع بين البلدين سلباً بسبب الرحلة “المتهورة” التي قام بها مراسل إسرائيلي إلى مكة المكرمة، حسبما وصف الدبلوماسي الغربي.

 

في تصريح خاص لتايمز أوف إسرائيل، قال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض إن إدارة بايدن لم تتفاجأ من تأكيد السعودية الأسبوع الماضي أن قرارها فتح مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية الإسرائيلية لم يكن مقدمة للتطبيع معها.

 

وكانت السعودية، قد أعلنت في 15 يوليو/تموز، عن فتح المجال الجوي بصورة كاملة أمام الطيران المدني الإسرائيلي قبل ساعات من أن يصبح جو بايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرة من تل أبيب إلى جدة لحضور قمة مع قادة الشرق الأوسط، ما وصفه بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه خطوة نحو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

 

لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان صدم الجميع على بتصريحاته خلال مؤتمر صحفي في 17 يوليو / تموز بعد أقل من ساعة من مغادرة بايدن جدة، حيث قال: “القرار لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل… بل وليس بأي حال من الأحوال مقدمة لأية خطوات أخرى.”

 

لم تتفاجأ إدارة بايدن من هذه التصريحات، لكنها بالرغم من ذلك عبرت.  عن قلقها إزاء التصريح بها بهذا الوضوح، حسبما أشار المسؤول الأمريكي.

 

وأضاف المسؤول رفيع المستوى في إدارة بايدن “الطريقة التي يقوم بها السعوديون بالأشياء هي أنهم يمضون قدمًا ثم ينظرون إلى رد فعل الجمهور على الخطوات التي اتخذوها”، وتابع “لن يقولوا أبدا نعم، هذه خطوة نحو التطبيع… لن يصدر هذا التصريح خاصة عن وزير الخارجية “.

 

ومع ذلك، قد يكون لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجهة نظر أخرى، في مارس/آذار الماضي، أخبر مجلة ذا أتلانتيك أن إسرائيل يمكن أن تكون “حليفًا محتملًا”، لكن على الأرجح لن يتم اتخاذ أي خطوة حقيقية نحو التطبيع طالما أن العاهل السعودي هو والده الملك سلمان، والذي لا يزال متمسكاً بموقفه ضد التطبيع الكامل مع إسرائيل طالما لم يتم تطبيق حل الدولتين.

 

تعليقًا على جهود الأمير فيصل لفصل قرار فتح الأجواء السعودية عن إسرائيل، قال الدبلوماسي الغربي إن هذا “غير مجدٍ”، لأن الدولة اليهودية كانت الدولة الوحيدة التي مُنعت طائراتها من دخول المجال الجوي للرياض قبل الإعلان.

 

من جانبه، حذر حسين إيبيش، المحلل في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، من المبالغة في التقليل من أهمية هذه الخطوة، وتابع “الأمريكيون مقتنعون أن ما حدث هو اختراق للحواجز التاريخية بين إسرائيل والدول العربية… الإسرائيليون مقتنعون أنهم مقبولون الآن من قبل حلفائهم الجيدين وأصدقائهم المقربين، السعوديين… أما السعوديون يحاولون التأكيد على أنه لم يحدث شيء ولا يوجد شيء جديد يمكن أن يحدث، طالما لم يتم إنشاء دولة فلسطينية “.

 

وأضاف إيبش “ما يحدث حالياً هو تدابير ذات مغزى، ولكنها صغيرة للغاية تقرب المملكة العربية السعودية وإسرائيل من بعضهما البعض، لكنها صغيرة بما يكفي بحيث لا تعكر صفو سياسة المملكة أو تسبب أي صداعا لدور المملكة العربية السعودية الإقليمي أو الدور الإسلامي العالمي”.

 

من جانبه، رفض المسؤول الأمريكي رفيع المستوى القول ما إذا كان قرار المراسل الإسرائيلي جيل تماري التسلل بشكل غير قانوني إلى مدينة مكة المكرمة لتصوير مقطع تلفزيوني من الموقع يضر بجهود تطبيع العلاقات بين الرياض والقدس، لكن المسؤول انتقد فعل مراسل القناة 13، قائلاً: “نعتقد أن هذا كان فعلاً أمرًا متهورًا وغير محترم”.

 

أعلنت الرياض، الجمعة، أنها ألقت القبض على الرجل الذي قاد تماري وساعده على التسلل إلى مكة، وفتحت إجراءات غير محددة ضد الصحفي نفسه، الذي عاد إلى إسرائيل، بحسب ما ورد.

 

لكن الدبلوماسي الغربي ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن هذه الخطوة “قد يكون لها تداعيات طويلة المدى على جهود التطبيع”.

 

وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة على علم بالحادث وأكد أن تماري لم يدخل السعودية ضمن الوفد الصحفي لبايدن.

 

وتابع المتحدث: “نحن ندرك ونحترم بشدة مكة وأهميتها في قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك ملايين المسلمين الأمريكيين…الولايات المتحدة تحترم جميع الأديان وتشجع الانسجام الديني.”

 

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا