قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن هناك تجربة أخرى مختلفة وجيدة يتحدث عنها المشجعون الأجانب في قطر، خلال المونديال الحالي بقطر، حيث تجاهلوا الجدل المصاحب لتنظيمهم للبطولة وأقروا بأن تجربتهم “كانت رائعة”.
وأضاف التقرير الذي كتبه “سايمون كير” و”جوش نوبل”، أن المشجعين الأجانب أحبوا التواجد في سوق واقف، أحد أكثر الأسواق صخبا في الدوحة، والتقطوا صور السيلفي وشربوا الشاي الكرك ودخلوا في مناقشات هادئة وارتدوا الكوفيات والأزياء العربية.
ومن مشجعي الفريق الأرجنتيني بكوفياتهم العربية الملونة بشعار الفريق الوطني الأزرق والأبيض، إلى المشجعين الكاميرونيين بطواقيهم المزركشة بألوان المنتخب الوطني الأحمر، الأصفر والأخضر، صنع المشجعون في شوارع السوق وأزقته الضيقة ما يشبه “أمماً متحدة مصغرة” لكرة القدم.
وقال “بول ويليامز”، من مشجعي منتخب ويلز: “لو ذهبت إلى السوق لشاهدت الناس يتجولون فيه من 32 جنسية وهو أمر رائع بالمطلق”.
وتابع آخر، ويدعى “تيري جون”: “أعتقد أن هناك الكثير من التخويف الذي ظهر في الإعلام.. قضينا وقتا رائعا”.
وأوضحت الصحيفة أن المشجعين الأجانب اختاروا تجاهل الأمور الجدلية التي سبقت استضافة قطر للمونديال، وحتى بعض المشكلات الفنية التي حدثت في بداية البطولة، وعدم التسامح مع شارات الشواذ جنسيا، حيث أنفقوا كثيرا من المال للسفر إلى قطر من أجل التشجيع ومتعة كرة القدم ومفاجآت البطولة، مثل الفوز المفاجئ للسعودية على الأرجنتين، وتأهل أستراليا لدور الـ16.
وتابعت الصحيفة أن الطبيعة المدمجة لكأس العالم وكون المباريات تجري على 7 ملاعب فقط في عاصمة دولة خليجية عدد سكانها 3 ملايين نسمة، أثرت على تجربة المشجعين مقارنة مع تجارب أخرى، وتحول خط المترو الجديد الذي يصل طوله 76 كيلومترا، إلى مكان للقاء المشجعين وتبادل الأحاديث والتجارب.
ونظرا للأجندة المكثفة للمباريات، فقد سمحت للمشجعين بحضور عدة مباريات وفي أيام قليلة.
وبدأ المشجعون الدائمون ينظرون بقلق إلى المدن القادمة التي ستنظم كأس العالم في عام 2026 والتي ستتوزع على كندا والمكسيك والولايات المتحدة والساعات التي سيقضونها في المطارات.
فقد استطاع “سيل سولوف”، مدير شركة إنجليزية، حضور 10 مباريات لكأس العالم في 9 أيام. وقال: “نحن هنا لمتابعة كرة القدم، فنحن إما في البارات نشاهد المباريات، أو نائمون”.
وأضافت الصحيفة أن قرار قطر في اللحظة الأخيرة منع تناول الكحول في الملاعب أثار عناوين سلبية، نظرا لأن الخمر يعتبر جزءا من تجربة مشجعي كرة القدم، لكن الكثيرين قالوا إن المنع ساهم في تخفيف الحدة العدوانية وخلق جو عائلي.
وقال “ويليامز”: “لم يكن أمرا سيئا عدم تناول الكحول في الملاعب، وبالنسبة لأجنحة ضيافة الشركات، فالخمر والبيرة الباردة متوفرة قبل وأثناء وبعد المباريات. وهناك سائقون جاهزون لنقل الضيوف من مباراة إلى أخرى”.
وأشار آخرون إلى أن مباريات كأس العالم الحالية كانت آمنة مقارنة مع زيارات لمدن في مباريات أخرى.
وقال المحامي “بنجامين ليم”، من لندن: “لسنا قلقين من الجريمة والنشل.. غياب الكحول النسبي يجعلني غير قلق على والدتي ووالدات من معي وفي السبعينات من عمرهما”.
وتمتع الزوار بزيارة المعالم السياحية، مثل السفر عبر سيارات الدفع الرباعي في رمال الصحراء، وزيارة متحف الدوحة، والمشهد الكرنفالي في السوق.
وقال “أمين شيبة”، مغربي- إيطالي إنه هرب من “الضباب والبرد” في مدينته بولونيا بعدما حصل على تذكرة لمشاهدة كأس العالم لمدة أربعة أيام، قائلا: “إنه جو ملائم للعائلة ومكان جيد للأطفال”، وكان يتحدث بعد زيارته المكتبة الوطنية القطرية بين المباريات.
وأضاف “كريس أيريس”، محلل مالي أمريكي أن كأس العالم “جمع الكثير من الناس معا”.
وتابع: “كانت تجربة رائعة للجميع.. كل واحد كان سليما وشعرت بالأمن في كل مكان.. وباستثناء المنتخبات التي واجهت مباريات صعبة، كان الجميع سعيدا بوجوده هنا”.
اقرأ أيضا: حظر الكحول في مونديال قطر يحمي المشجعات من المتاعب
اضف تعليقا